بعد فشل جماعة الإخوان فى حكم مصر وانتهاجهم مسار العنف والإرهاب، تيقن الشعب المصري مدى خطورة تيار الإسلام السياسى على مستقبل مصر وعدم إيمانه بفكرة الدولة المدنية الحديثة. وبعد إدراك حزب النور مدى خطورة موقفه بالساحة السياسية عقب سقوط الإخوان، سلك "النور" طريق تأييد خارطة المستقبل والتبرؤ من الجماعة، ليصبح حزب النور البوابة الوحيدة لعبور الإسلام السياسى الى قبة البرلمان المقبل. وحول كيفية مواجهة الأحزاب المدنية لخطورة صعود الاسلام السياسي الى البرلمان. قال صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن اختلاف الاحزاب المدنية وعدم توحدها تحت مظلة واحدة ودخولها بشكل مستمر فى ائتلافات وتحالفات ومن ثم الانسحاب منها، فتح الباب على مصراعيه لصعود الإسلام السياسى مرة أخرى الى البرلمان. وأوضح حسب الله، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، ان مواجهة مثل هذا التيار الذى يصرعلى دمج الدين بالسياسة ولا يؤمن بفكرة الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة، يتطلب اتخاذ طرق عدة من اهمها توحد الأحزاب السياسية كافة وإعلائها للمصلحة العليا للبلاد على المصلحة الحزبية. مشيراً ان الامر يتطلب توعية الناخب المصرى بخطورة السلفيين حتى لاينجرف وراء الدعاية المغرضة فى الانتخابات المقبلة . الى جانبه، قال وجيه ابوحجر، عضو الهيئة العليا لحزب الغد، إن مواجهة تيار الإسلام السياسى فى البرلمان المقبل يتطلب اتخاذ خطوات عدة صارمة من الأحزاب والتيارات السياسية المدنية لما يشكله الإسلام السياسى من خطر على مستقبل الدولة المدنية الحديثة. وأكد عضو الهيئة العليا للغد، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، ان الشعب المصرى شاهد على التجربة الأخيرة للإخوان والسلفيين خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وإقصائهم كافة للشركاء فى العملية السياسية، لافتا إلى أن حزب النور والإخوان وجهان لعملة واحدة. وعبّر ابوحجر، عن خوفه الشديد من وصول الاخوان الى البرلمان عبر قائمة حزب النور، موجهاً نداءً الى الشعب المصرى بألا ينجرف وراء خدعة التيار المتأسلم الذى شوه صورة مصر والإسلام امام العالم. أشار ان السلفيين هم اشد إرهاباً من الاخوان ويسعون الى عودة الافكار الرجعية، فضلاً عن كونهم يميلون الى العنف وإراقة الدماء، واصفاً إياهم ب"المرتزقة" الذين يتاجرون بالدين، على حسب قوله. وأوضح ايهاب الخراط، عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى، ان تيار الاسلام السياسى المتمثل فى جماعة الاخوان وحزب النور اساء للاسلام بشكل عام من خلال الخطاب الدينى المحرض على العنف، لافتا إلى أن مقتل الشيخ حسن شحاتة على ايدى السلفيين كان خير دليل على ان هذه الجماعات لا تؤمن بالديمقراطية. أكد الخراط، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، ان مواجهة حزب يتطلب وجود اتجاهين "شعبى وقانونى" على ان يقر حزب النور بمبدأ الديمقراطية مع الاعتراف بحق المرأة فى الدعاية الانتخابية من خلال وضع صورتها على اللافتات الخاصة بها. طالب عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى، تيارالاسلام السياسى خلال مشاركته فى العملية السياسية، بعدم استغلال الدين فى السياسة، والاعتراف بحقوق المرأة وغير المسلمين، مع الايمان بالديمقراطية، ووضع نهاية للخطاب الدينى الذى يحض على العنف وحظر الدعاية الانتخابية على اساس دينى، والعدول عن فكرة اقامة الخلافة الاسلامية لانها تتعارض مع فكرة الدولة المدنية الحديثة. ورأى محمود العلايلى، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، ان حزب النور فصيل سياسى يعمل على دمج الدين بالعملية السياسية ولا يعترف بمبدأ الدولة المدنية، مشيراً إلى أن مواجهة تسلله للبرلمان المقبل من خلال فوز الاحزاب المدنية بأكبر قدر من المقاعد بالبرلمان.