مروان خوري صوت يغني من فوق السحاب، قيثارة ألحانه مزيج من الأحاسيس المتدفقة وعبق إبداع أجيال متتالية من ملحنين، فرض ألحانه في غنائية فتنفسها وصارت ألحانا تعبر عن إحساسه الخاص لتصبح ذات صبغة تحمل ما بداخله من مشاعر ونبضات قلب عاش في الفن ومن أجله، عاشق الرومانسية طرح ألبومه «العد العكسي» ورغم ابتعاده عن تقديم أغان مصرية فيه إلا أنه حقق نجاحا كبيرا في مصر فور طرحه، يستعد مروان لعدة أغنيات كما يجهز لعدة حفلات في مصر حيث يصف استقرارها ضرورة اجتماعية وسياسية وفنية لكل العالم العربي، يتحدث «خوري» عن أمنياته لمصر وعشقه لجمهورها ومشروعه الجديد لإعادة تسجيل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. كيف تري نجاح ألبومك «العد العكسي» في مصر؟ - مصر مهد الفنون وجمهورها ذواق حقيقي للفن، وأسعد كثيرا عندما ينتظر الجمهور المصري مني أغاني أو ألبومات وأنا أحب أن أقدم أعمالا مختلفة، ولك أغنية أعيش فيها حالتها الخاصة حتي تنجح وحدها بالإضافة الي أنني أجهز ألبوماتي في فترة زمنية طويلة حتي أرضي بها جمهوري بالكامل وهذا الألبوم جهزت أغنياته في 3 سنوات وطرحت خلالها عدة أغنيات منفردة وتعمدت أن أضعها في ألبوم. رغم تقديمك لعدد كبير من الأغنيات لكنك لم تقدم أيا منها باللهجة المصرية؟ - ليس لدي أزمة مع اللهجة المصرية لأنني تربيت عليها من خلال الأغاني والفن المصري خاصة أننا استمتعنا بأغاني جيل الوسط الذي أنتمي إليه وأصبحنا نتقن اللهجة المصرية مثل أهلها، ولكني أثناء اختياري لأغاني ألبومي لا أفكر بأي لهجة لكني أشعر بالأغنية، وأحاول أن أقدم شيئا جديدا حتي في اختيار للكلمات والألحان لأول مرة أتعاون في أغلب أغنيات الألبوم مع ملحنين وشعراء جدد وقدموا لي أشكالا وألوانا غنائية جديدة علي شخصيتي لم أكن قد قدمتها من قبل، ما يهمني خروج الألبوم بصورة مكتملة. ما سر اهتمامك بأغاني التيترات؟ - أغاني التيترات تحقق نجاحا كبيرا وتكون سببا رئيسيا أيضا في نجاح العمل، وأنا أحب تقديم التيترات وأعتبر أنها نجاحا للفنان خاصة أن مواقع الانترنت أصبحت تتداول الأغنيات أكثر من المسلسل نفسه وهذا حدث معي كثيرا حتي أنني اخترت اسم الألبوم «العد العكسي» هو تيتر مسلسل «لعبة الموت» الذي قدم العام الماضي ومع ذلك لأنه نجح وقررت اختياره اسما لألبومي خاصة أنه عنوان شعري أيضا أغنية «لو» الذي يحمل نفس اسم المسلسل حققت نجاحا وتطلب مني في كل الحفلات. آخر حفلاتك في مصر كانت من خلال دار الأوبرا.. كف تري أهميتها في الارتقاء بالذوق الموسيقي؟ - دائما ما تنعكس الظروف السياسية للعالم العربي علي الفن لذلك الوضع الفني في مصر والعالم العربي صعب للغاية ودور الأوبرا أن تحافظ علي الهدف الفني والثقافي لما تبقي من الموسيقي الحادة، لأنه للأسف وسائل الإعلام وجهات الإنتاج الأخري تدعم الموسيقي التجارية وإذا لم تتغير المعادلة بواسطة الأوبرا فلن نحافظ علي الموسيقي الفنية المحترمة فهي الأمل في أن يظل الفن العربي وذاكرة الموسيقي الطربية. إعجابك بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب هل يغريك لإعادة تقديم أعماله من جديد؟ محمد عبدالوهاب فنان ذو قيمة خاصة وهو موسيقار الأجيال وتسجيل أغنياته من جديد ليست إضافة له بقدر ما هي إضافة لنا كفنانين، فهو من أهم المدارس الفنية التي مرت عليّ وتفكيري في إعادة أغنياته شرف لي. لماذا تهتم بالأغنيات الرومانسية علي حساب النوعيات الأخري؟ - الرومانسية نوع من الحلم في هذا الزمن الصعب والأحلام عن طريق الموسيقي شيء مهم جدا للترويح عن الجمهور ومن خلال اللون الرومانسي استطعت حصد جماهيري علي مستوي الدول العربية، لأنها تخلق حالة من الانفعال والشفافية لدي المرأة ويرسم شخصيتها ولكن هذا لا يمنع من أن أقدم مجموعة من الأغاني لأفلام ومسلسلات تتحدث عن نمط مناقشة القضايا الوجدانية والوطنية في أكثر من مناسبة. ولكن ثورات الربيع العربي ألم تشجعك علي تقديم أغنيات وطنية؟ - الثورات يتحرك فيها الثوار فقط والفن يأتي بعد انتهاء الثورات لكن الموسيقي والكلمات تعبر بعدها، وبالفعل أنا قدمت عددا من الأغاني الوطنية للبنان بعد حروبها وقدمت عدة ألحان لمطربين من بينها «لولاكي يا لبنان» فنحن نقدم ما نتمناه لبلادنا رغم الصعوبات التي تواجهنا. قدمت ألحانا وكلمات لكل مطربي الوطن العربي لكنك لم تتعامل مع المطربين المصرين.. لماذا؟ - الظروف أخرتني كثيرا رغم اهتمامي بالفنانين المصريين وعلاقاتي القوية بهم، وبالفعل كان هناك حديث مع عدد من المطربين المصريين ولكن الظروف الأخيرة منعت ذلك وأتمني أن نقدم أعمالا في الفترة القادمة. ملحن وشاعر ومطرب أين تجد نفسك بين هؤلاء؟ - أحب أن أكون فنانا شاملا وكل عمل من أعمالي سواء كان لحنا أو كتابة أو غناء، يمثل لي حالة خاصة لذلك حتي في تقديمي لأغنيات لزملائي يكون من حقي تقديمها قانونا، وكل حالة تأخذ حقها في جميع النواحي من حيث التجهيز والوقت، ففي التلحين أكون مسيطرا علي العمل وعملي كشاعر أحاول الوصول الي التكامل في الكلمة وفي الغناء الإحساس العفوي ينطبع في الغناء. كيف تري تذوق الجمهور المصري لحفلاتك؟ - الجمهور العربي متشابه تجمعه نفس الثقافة الموسيقية والشجن والعاطفة ولكن الجمهور المصري لديه خلفية كبيرة للفن جاءت من التراكم الكبير للتاريخ الطويل للفنانين لذلك الجمهور المصري متشبع موسيقيا ولديه حب وشغف موسيقي جعله جاهزا لأن يسمع كل الأصوات المختلفة والأغنيات الجديدة وخبرة السمع المكتسب جعلته يتكيف علي كل شيء جديد. أخيرا.. ما أمنياتك لمصر؟ - مصر مرت من الأزمة السياسية بخير وهذا لم يكن سهلا وتكلف الكثير من الدماء ولكن الأمور الصعبة مرت والثورات الآن تجتاح العالم العربي بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان ومازالت معرضة للخطر دائما، ولذا أتمني أن تنتهي أزمات مصر ونحن في حاجة أن تكون مصر آمنة وسالمة لأنها تؤثر علي كل العالم العربي، وما حدث في مصر أثر علي العالم كله لذلك مصر كانت ولاتزال ضرورة اجتماعية وسياسية وفنية لكل العالم العربي.
