عاد الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، إلى الحديث عن الوضع السياسي المصري، في الوقت الذي عاد فيه الناشط السياسي وائل غنيم ليتحدث عنه، بعد غيبابهما منذ فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية في "رابعة" و"النهضة". ولم تختلف تصريحات البرادعي كثيرًا عما ذكره غنيم، حيث اعتبر الأول أن الديمقراطية لن تتحقق بين ليلة وضحاها، في حين اعتبر الأخير أن التغيير يحدث تدريجيًا، وأن الثورة عملية مرحلية، كما تشابها في بثهما لتصريحاتهما من "أمريكا"، ليطرح ذلك تساؤلًا حول ماهية العلاقة التي ربطت بين "البرادعي" و"غنيم"، ليعودا إلى الحديث في الوقت ذاته، فهل لها علاقة بمبادرة الرياض للم الشمل والمصالحة بين مصر وقطر؟ أم لها علاقة بتظاهرات 28 نوفمبر التي دعا لها السلفيين؟ أم أنها مجرد صدفة؟. وللإجابة على تلك التساؤلات، رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من السياسيين حول العودة السياسية للبرادعي وغنيم، ومدى علاقتهم بمستحدثات الأمور. وقال الدكتور أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن ظهور الدكتور محمد البراعي، ووائل غنيم المسؤول السابق ب"جوجل"، في توقيت واحد اليوم، مصادفة لكنها غير سعيدة. وأضاف "دارج" أن تصريحات البرادعي وغنيم تجعلنا نقول للاثنين "شكر الله سعيكم، صحوا النوم، كنتوا فين"، مؤكداً أن مصر تعرف طريقها جيدًا، وتدرك أن الديمقراطية ليست بالأمر السهل، وتحقيقها يتطلب المزيد من الجهد، مشددًا على أن الشعب المصري البسيط، والسياسيين أكثر وعيًا وإدراكًا منهم. وأكد القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أن عبارات البرادعي وغنيم تدل على أما أنهما متأخرين جدًا، قائلًا:" واضح أن الأخبار تصل إليهما متأخرًا لذلك ردود أفعالهما على نفس المنوال، تتأخر لشهور، أو أنهم غير مدركين لدولة بحجم مصر". ورأى "دراج" أن "البرادعي" غير مدرك لما يحدث فى مصر منذ خروجه منها أو حتى خلال تواجده، مشيرًا إلى أن خروجها في نفس التوقيت قد يكون له علاقة بدعوات 28 نوفمبر، لأنه من الطبيعي قبل الأحداث الكبيرة نجد تصريحات تحتمل الوجهتين فيما يشبه محاولات الإمساك بالعصا من المنتصف. وعن ظهور شخصيات سياسية أخرى على الساحة قبل دعوات 28 نوفمبر الداعي لها تنظيم الإخوان وحلفائه، كالدكتور علاء الأسواني والدكتور مصطفى النجار وأسماء محفوظ، قال "دراج"، "هؤلاء لهم رؤى سياسية مختلفة يمكن أن نطلق عليها خلل في الفكر السياسي، ولكنى لا أحب تخوينهم". وأشار القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير إلى أن ظهور وائل غنيم واختفائه يثير علامات الاستفهام، موضحًا أنه سيتم اكتشاف ما وراء هذا من خلال المعلومات وليس توجيه الاتهامات. وشدد "دراج" على أن مصر ستكسب معركتها ضد الإرهاب بعدم القمع وعقاب المجرمين بالقانون، قائلًا:" السادة المتحدثون من وراء البحار مصر داخلها وطنيين سيدافعون عنها ضد أي مستبد وسنساند الجيش لأنه عمودنا الفقري والسند، ولو ظن أحد أن الشعب المصري سيقف ضد جندي واحد فهو مجنون". وقال المهندس باسل عادل البرلماني السابق، أن الدكتور محمد البرادعي ووائل غنيم يعبران عن رأيهما ووجهة نظرهما، موضحًا أن تصريحاتهما في السياق المنطقي وطبيعية، خاصة أنهما غير محسوبين على أي تيارات سياسية. وأرجع "عادل" ابتعادهما عن المشهد لحالة الترقب التي نمر بها، مشيرًا إلى أن بعض السياسيين لا يفضلون الحديث كثيراً بسبب الإرهاب الذي تواجهه مصر. وأكد الكاتب ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المُنشق، أن تصريحات البرادعي وغنيم ليست تصادمية رغم الاختلاف السياسي معهما، قائلًا:"من العار أن يكتشف البرادعي بعض الحقائق السياسية الآن". ولفت "الخرباوي" إلى أن توافق تصريحات وائل غنيم مع البرادعى يدل على أن المصدر واحد، فعندما يتحدث اثنين بلغة قريبة إلى حد ما يؤكد أن المصدر واحد، مؤكدًا أنهما يريدا أن يبدو الأمر على أنه شكل من أشكال بقاء الكرة فى الملعب. وقال القيادي الإخواني المُنشق، إن ما لم يستطع البرادعي قوله بأن الثورة مستمرة صرح به غنيم، وهذا يعني أن تصريحاتهما تكمل بعضهما الأخر، متسائلًا لماذا الآن هل التوقيت مرتبط بدعوات 28 نوفمبر، أم أمل لبعض التيارات الجهادية بأن قوى ليبرالية ستنضم لهم لتحقيق ما يسمى أهداف الثورة. ورأى "الخرباوي" أن هذه التصريحات بداية لأخرى مثيلتها قادمة من آخرين، خلال الفترة القادمة والتي أكد أنها ستشهد زخم من التصريحات من المحسوبين على الثورة.