حقق فيلم «باب الوداع» للمخرج كريم حنفي نسبة مشاهدة مرتفعة بعد عرضه بالمسرح الكبير بدار الأوبرا ضمن المسابقة الدولية للدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث حرص كثير من السينمائيين والإعلاميين علي حضور العرض العالمي الأول للفيلم الذي اتخذ شكلاً مختلفاً عن السينما المصرية السائدة، لاعتماده علي شكل مختلف في السراد السينمائي لينحاز إلي السينما الخالصة التي ترفع من قيمة الصورة. وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة تحدث فيها المخرج كريم حنفي عن التجربة ولم يخف تأثره بسينما «تركوفسكي»، وسعيه لتقديم التجربة التي احتاجت لأربع سنوات لتخرج للنور، نافياً إيمانه بفكرة إطلاق الأحكام المطلقة علي السينما، فلا صراع بين السينما غير السائدة وما يطلق عليه السينما التجارية ولكن هناك تكاملاً بينهما. وأضاف أن الفيلم أنتج بدعم من وزارة الثقافة وشارك في الإنتاج المخرج مجدي أحمد علي وكل الجالسين علي المنصة بجهدهم وما بذلوه لسنوات ليخرج الفيلم للنور بهذا الشكل، مشيرا الي ان التجربة أفرزت أصحابها ممن أخلصوا لها واستمروا في عدمها للنهاية رغم ان الفيلم صور في 13 يوماً ويمكن ان نقول ان جميع المشاركين لم يتكسبوا من هذه الصناعة وأنه لا يريد ان يقدم أعمالاً لا يريدها. وكما شهد الفيلم احتفاء كبيراً من حضور العرض والندوة ارتفعت علامات استفهام كثيرة حول مغزي الفيلم والإيقاع الذي اختاره المخرج والبطولة النسائية، وهو ما رد عليه كريم حنفي بأنه قدم ثلاث قصص محورية يدور حولها الفيلم الذي أهداه إلي حزن أمه، والإيقاع المختلف يتناسب مع الحالة التي يطرحها والتي توصل المعني باستخدام التعبير البصري بمساعدة المؤثرات الصوتية المساعدة. في حين استنكر المخرج مجدي أحمد علي وصف الفيلم بأنه فيلم صامت لان هناك فريقاً بين أفلام المايم والأفلام التي لا تعتمد علي الحوار، فهناك أصوات أغنيات وآيات قرآنية وأقدام ورياح ويرها من الأصوات التي تعبر عن حالة ومضمون الفيلم، مشيراً إلي أننا يجب ان ندرب أنفسنا علي ذوق جديد لان هناك جيلاً جديداً من الشباب مطلع علي الثقافة العالمية وقادراً علي مجاراتها بعيداً عن التيمات والإيقاعات الهوليودية التي استوردناها من السينما الأمريكية ونتمسك بها رغم أنها ليست الأفضل. وأشار علي إلي ان فيلم «باب الوداع» حصل علي إيقاعه من الحضارة الفرعونية التي تميل للرسوخ والصمت وهو ما نلاحظه في التماثيل الفرعونية علي عكس الآثار الرومانية التي تتخذ أوضاعاً مختلفة فالإيقاع هنا يحمل درجات من الصوفية والتأمل، مشيراً إلي إننا نحتاج لقبول الآخر والإطلاع علي أفكاره حتي تكون هذه السينما تياراً رئيسياً يتجاور مع تيارات أخري وهو ما يكون ذوقاً عاماً محترماً يرتبط بالعالم. وأكدت الفنانة سلوي خطاب أنها شاركت في الفيلم منذ البداية وكلما أتي المخرج إليها ليخبرها انه سيبدأ تصوير الفيلم توافق ولكن يتأجل التصوير ويأتي إليها مرة ثانية وثالثة طوال أربع سنوات حتي بدأ تصوير الفيلم بالفعل. وأشارت سلوي الي سعادتها بتجربة «باب الوداع» خاصة انها تعتمد علي التعبير البصري دون حوار للتعبير عن الصراع الإنساني للبحث عن الحرية والتخلص من الخوف وشكرت سلوي المخرج كريم حنفي لإشراكها في هذا العمل المهم الذي تشوقت طويلاً لترجمته علي الشاشة. وأوضح أحمد مجدي الذي شارك في بطولة الفيلم أنه رأي انه الأفضل لتجسد هذا الدور وهو ما قاله للمخرج كما انه يري أنه أفضل الأدوار التي قام بتجسيدها خاصة وان الأداء دون حوار أسهل بالنسبة له كممثل لانه يفهم رحلة العناد الشخصية التي مر بها مع كريم حنفي الذي تحمله كثيرًا لاكتشاف اللحظة المناسبة تعبيرياً.