ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن حكومة اقليم كردستان العراق شبه المستقل، والتي تعد شريكا حاسما في الخطوط الأمامية للتحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الارهابي، تواجه نقصا في الأسلحة وتزايدا في القلق الاقتصادي بين مواطنيها والمستثمرين الأجانب الذين يعملون في مجال تحسين الموارد النفطية بالمنطقة.. وأفادت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن الكثيرين من سكان المنطقة ذات الأغلبية الكردية تشككوا في قدرة قيادتهم على حمايتهم من التهديدات المستقبلية وإدارة الوضع الاقتصادي المتردي على نحو متزايد. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أكراد قولهم إن القوات العسكرية المحلية المعروفة باسم البشمركة لم تتلق بعد من الغرب الأسلحة الثقيلة التي تحتاجها لقتال تنظيم داعش على جبهات متعددة، بإستثناء شحنة الصواريخ المضادة للدبابات القادمة من ألمانيا، والأسئلة لاتزال قائمة حول سبب تراجع أكثر من ألف عضو من البشمركة وانسحابهم من بلدة سنجار بشمال غرب العراق في مطلع شهر أغسطس الماضي، تاركين السكان هناك – ذوي الأغلبية التابعة للطائفة اليزيدية الناطقة باللغة الكردية - ليواجهون مصيرا قاتما على أيدي مقاتلي داعش.. وقالت الصحيفة إن المستثمرين الأجانب، بمن فيهم العاملون في شركات البترول الغربية، قرروا مؤخرا تقليص حجم أعمالهم في اقليم كردستان وتسريح الموظفين المحليين، وفقا للعديد من المسئولين. وأصبحت العديد من مشاريع البناء ومشاريع البنية التحتية الكبرى متوفقة تماما لعدم سداد مستحقات المقاولين، بينما تكافح الحكومة الإقليمية لإيجاد مصادر جديدة للدخل وحل مشاكل دفع رواتب العاملين في القطاع العام المتضخم وهو ما يشكل نسبة 75% تقريبا من الإنفاق الحكومي. وأجرت "وول ستريت جورنال" حوارا خاصا مع رئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، حيث أكد أن "الأمور أصبحت صعبة ومعقدة للغاية بعدما حدث مع داعش، وقال إن "المقاولين الذين يعملون في المشاريع القائمة بجميع أنحاء المنطقة يطلبون أموالهم ومستحقاتهم، وهو شيء صعب حله على نحو متزايد، مما يمثل مشكلة كبيرة لا سيما بعد أن أصبحنا ملزمين بتسديد نحو 15 مليار دولار لبعض الشركات. بالإضافة إلى ذلك، يقول مسئولون إن الحكومة الكردية مدينة بنحو 2ر1 مليار دولار لشركات طاقة وقعت على اتفاقات تقاسم الانتاج مع المنطقة وصدرت النفط الخام منذ شهر مارس الماضي عبر خط أنابيب يصل إلى تركيا. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن كردستان العراق حقق رغم ذلك بعض النجاحات خلال الأشهر الأخيرة. فقد تمكن من استعادة سيطرته على منطقة كركوك الغنية بالنفط. كما عزز شرعيته مع الغرب وعزز مساعيه المطالبة بمزيد من الحكم الذاتي عن الحكومة المركزية العراقية، كما حصل الأكراد على بعض شحنات الأسلحة من الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى، كذلك تم تعميق التعاون معهم في المجال الاستخباراتي والتدريب العسكري.