قالت صحيفة (شنغهاي ديلي) الصينية إن زيارة الرئيس السوداني "عمر البشير" للقاهرة أنهت حالة "التوتر الصامت" التي انتابت العلاقات بين البلدين في الفترة السابقة، ونجحت في إنقاذ وإحياء تلك العلاقات من مرحلة "سكرات الموت" التي كانت قد بدأت أن تخيم عليها. وتابعت الصحيفة تقول إن" تبادل زيارات رؤساء مصر والسودان يعد محاولة لتحريك العلاقات الراكدة تدريجيا وإنهاء فترة "التوتر الصامت" بين البلدين". ونقلت عن "عطية العيسوى"، خبير الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية: "زيارة البشير لمصر مهمة لإنهاء فترة التوتر الصامت بين القاهرةوالخرطوم التي نتجت بسبب مساعدة السودان لبعض قادة جماعة الإخوان الإرهابية والسماح لهم بالمرور عبر السودان إلى قطر وتركيا". وتابع العيسوي قائلاً: "وسمحت السلطات السودانية للمظاهرات المناهضة للرئيس "عبد الفتاح السيسي" والمؤيدة للإخوان تجوب شوارع الخرطوم، بل وانضم بعض الشخصيات من الحزب الحاكم السوداني لتلك المظاهرات". ورأت الصحيفة أن الفجوة بين القاهرةوالخرطوم أصبحت أيديولوجية أكثر من كونها سياسية، فمصر الآن تميل إلى العلمانية في الوقت الذي تنحدر فيه السودان نحو الطابع الإسلامي، وهو ما يفسر الانقسام بين البلدين حول الوضع في ليبيا. أما فيما يخص الخلافات حول منطقة "حلايب وشلاتين"، فقالت الصحيفة "إنها تمثل قضية ساخنة في تاريخ العلاقات المصرية السودانية"، ويعتقد الخبراء أنها "قضية معقدة للغاية" و "شوكة في ظهر" رؤساء كلتي الدولتين. وبالنظر إلى قضية سد النهضة الإثيوبي فنرى أن السودان لم تظهر الدعم لموقف القاهرة الذي يري ضرر في بناء هذا السد على حصتها من مياة نهر النيل، ولكن يبدو أن السودان بدأت الأن أن تصبح أكثر اعتدالا". وقال "العيسوي" إن زيارة "البشير" جاءت في الوقت المناسب لإنقاذ العلاقات بين مصر والسودان من "سكرات الموت". وختمت الصحيفة مقالها قائلة: "على الرغم من الاختلافات، يعتقد الخبراء أن مصر تحتاج السودان لأنها تمثل العمق الاستراتيجي الجنوبي الأمني، إلى جانب أهمية الموارد الزراعية والحيوانية السودانية لمصر، بينما يحتاج السودان الدعم المصري في حل النزاعات الداخلية في البلاد إلى جانب صراعها مع جنوب السودان".