للعام الثامن عشر غطت سماء محافظات وسط الدلتا الخمس السحابة السوداء الناجمة عن حرق أطنان من قش الأرز نتيجة فشل وزارة البيئة فى كبس قش الارز وجمعه من الاراضى الزراعية، ما جعل الفلاح يتخلص منه بالحرق. ارتفعت شكاوى المواطنين فى محافظة الغربية من اختراق الأدخنة الخانقة نوافذ منازلهم وعنابر مستشفيات الصدر والعناية المركزة على مستوى مدن المحافظة الثماني ولم يحرك المسئولون عن البيئة ساكناً. طلب اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية التشديد على عدم حرق قش الارز وربط الخدمات التى تقدم للمزارعين بمدى التزامهم بعدم الحرق وجمع القش وكبسه وتوفير سيارات الإطفاء للجان العاملة فى المواجهة وتقديم تقرير يومى عن اعمال هذه اللجان التى تتقاضى بدلات ومكافآت نظير تصديها لعمليات حرق القش. كما قرر المحافظ استبعاد مدير الإدارة الزراعية بسبب سلبيته فى متابعة الأزمة المتكررة. كما انتشرت الأدخنة الكثيفة على الطرق السريعة والفرعية مما أدى إلى انعدام الرؤية امام السائقين وتعطل حركة المرور بسبب الدخان المتصاعد من أكوام القش، ووجود العديد من حوادث التصادم!! كان آخرها مأساة مصرع 19 مواطنا على طريق طنطا فى نطاق دفره بسبب انعدام الرؤية وكثافة السحابة السوداء. يذكر أن محافظات وسط الدلتا شهدت مخالفات صارخة فى موسم زراعة الأرز وتجاوزت المساحات المقررة من وزارتى الرى والزراعة بنسبة 120%، خصوصاً فى الغربية والدقهلية فى الوقت التى قررت فيه الحكومة إسقاط الغرامات عن المخالفين. ففى الغربية كانت المساحة المقرر زراعتها بالأرز 78 ألف فدان، ولكن المساحة التى زرعت بالفعل تجاوزت 180 ألف فدان، نتج عنها كميات مضاعفة من القش واضطر المزارعون إلى حرق المخلفات حتى يتمكنوا من زراعة أرضهم من جديد فى الوقت التى تصاعدت فيه تصريحات المسئولين بتوفير مكابس القش وتنظيم حملات توعية للمزارعين من خلال ندوات مدفوعة الأجر.