عقدت الهيئة العامة للتأمين الصحي مؤتمرها الدولي الأول لأمراض دم الأطفال. شهد المؤتمر احتفالية الهيئة باليوبيل الذهبي ومرور 50 عامًا على إنشائها. ناقش المؤتمر مختلف أمراض الدم وخاصة مرض الثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط)، كما تم استعراض الإنجازات التي تحققت نحو دعم المرضى بما في ذلك إعلان رئيس الهيئة عن صدور قرار بتوفير وصرف أدوية إنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا لجميع الأعمار. شارك في المؤتمر نخبة من خبراء وأساتذة أمراض الدم الدوليين بالإضافة إلي 700 طبيب مصرى. أكد الدكتور علي حجازي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي التزام واستمرار الهيئة في علاج أمراض دم الأطفال في مصر من خلال أكبر المراكز العلاجية لأمراض دم الأطفال التابعة للهيئة والتي توفر مجموعة شاملة من الخدمات التشخيصية والعلاجية طبقًا لأحدث المستويات والمعايير الدولية. كما تقوم الهيئة بتقديم العقاقير المستخدمة دوليًا لإنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا وبالرغم من ارتفاع تكلفة العلاج لبعض الأدوية فقد قررت الهيئة توفير تلك الأدوية لمرضى الثلاسيميا دون تقيد بالسن. وصرحت الدكتورة نجلاء شاهين استشاري طب الأطفال لأمراض الدم الوراثية بالهيئة العامة للتأمين الصحي: في ظل ارتفاع نسبة حاملي المرض في مصر والتي تبلغ حوالي 9%، وتعد من أعلى المعدلات في العالم تتجلى أهمية توفير أدوية إنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا لجميع الأعمار ويبلغ إجمالي عدد ملفات مرضى الثلاسيميا 3329 حالة وتكلفة العلاج تصل إلى حوالي 19 مليون جنيه سنوياً ونسعى لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة يستطيع المرضي من خلالها أن يعيشوا حياةً طبيعية. وأشارت الدكتورة نجلاء شاهين إلى أن الهيئة توفر خدمات المتابعة الشاملة في التخصصات المختلفة، بالإضافة إلي توفير عمليات زرع النخاع التي تصل مساهمة الهيئة إلي 75.000 جنيه للمريض الواحد. كما تقوم الهيئة بتوفير أحدث العلاجات لمن يعانون من أمراض النزيف الوراثية والمكتسبة مثل مرض الهيموفيليا، وتصل تكلفة علاج المريض الواحد في بعض الأحيان من سبعة آلاف جنية إلى خمسة عشر ألف جنيه شهريًا، ويتولى فريق متكامل من الهيئة معالجة هؤلاء المرضى بعوامل التجلط الناقصة في الدم وتوفير العلاج الطبيعي لهم. وأكدت الدكتورة آمال البشلاوي، أستاذ طب أمراض الدم والأطفال بمستشفى أبوالريش الجامعي، رئيس الجمعية المصرية للثلاسيميا أن الجمعية بالتعاون مع التأمين الصحي، قامت بتقديم الأدوية اللازمة لإنزال الحديد عن طريق الفم للآلاف من مرضى الثلاسيميا، وتعمل تلك العقاقير على خفض مستوى الحديد، وهي عبارة عن حبوب تؤخذ مرتين يوميًا بدلاً من الحقن تحت الجلد، كما أن أعراضها الجانبية أقل من الحقن وبالتالي تساعد المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية. وقبل ظهور تلك العقاقير كان المرضى يرفضون طرق العلاج القديمة المتمثلة في الحقن تحت الجلد، ما أدي إلى ارتفاع معدلات تدهور القلب والكبد وبالتالي عدم استمرار الحياة». وناشدت الدكتورة آمال البشلاوى وسائل الإعلام أهمية التوعية الشاملة بمرض الثلاسيميا للحد من انتشاره، خاصة في ظل وجود 1500 حالة جديدة سنويًا، كما طالبت بضرورة فرض فحوصات ما قبل الزواج خاصة أن حاملي المرض لا يظهر عليهم أي أعراض. وأهمية فحوصات الجنين في حالة إذا كان الزوجان يحملان المرض، وقد نجحت تلك التجربة على مستوى العالم. ويقوم مستشفى أبوالريش الجامعي بعمل تلك الفحوصات خلال أول 12 أسبوعاً في عمر الجنين. وأشارت الدكتورة آمال البشلاوى إلى أن العلاج والوقاية يمثلان مفتاح القضاء على الثلاسيميا التي تعد من أشد الأمراض الوراثية خطورةً وانتشاراً. مشيرة إلى أن من أصعب تحديات التصدي للثلاسيميا هو انتشار فيروس سي خاصة أن 70% من مرضى الثلاسيميا مصابون بفيروس سي.