تحت عنوان "الولاياتالمتحدة لن تنطق بكلمة عن قمع مصر"، هاجمت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" ونظام الرئيس "عبدالفتاح السيسي". واستهلت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: بات مألوفا الآن مشهد تملق "كيري" لنظام "السيسي" وتغاضيه عن الانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان التي يمارسها النظام، والذي بات جليا في أعقاب مؤتمر "إعمار غزة" الذي عقد بالقاهرة وشارك فيه "كيري" وكرر خلاله مشهد تملقه للنظام المصري. وأدعّت الصحيفة أن هذا المشهد حدث مسبقا يوم الأحد الماضي، أثناء مؤتمر صحفي لكيري بالقاهرة وهو يكرر التأكيد على دعم بلاده القوي لمصر في الوقت الذي تجري فيه إصلاحات مهمة، وإنه ناقش مع نظيره المصري "سامح شكري" الدور المحوري لوجود مجتمع مدني نشط وصحافة حرة وإجراءات تجري وفق القانون. ولكن، اتهمت الصحيفة "كيري" بأنه تغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان ولم ينطق بكلمة واحدة بشأن حملة النظام المصري الحالية لسحق كل ما تبقى من هذه المؤسسات (المجتمع المدني والصحافة والقانون)، حيث يشير العديد من مراقبي حقوق الإنسان إلى أن هذه الحملة من القمع هي الأسوأ في مصر منذ أكثر من نصف قرن. وأشارت الصحيفة إلى عدم تلميح كيري بأي شيء حول المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم أحمد دومة ومحمد سلطان وكذلك سناء يوسف الذي تم تأجيل محاكمتها قبل وصول كيري القاهرة بيوم واحد. ورأت الصحيفة أن بهذا التأجيل يكون قد حاول النظام على الأقل تجنب "إذلال" كيري، الذي طالب سابقا في يونيو الماضي خلال زيارته للقاهرة بإطلاق سراح صحفيي الجزيرة الثلاثة المعتقلين في مصر، ولكن لم يتجاوب النظام وصدر في اليوم التالي أحكام بالسجن ضدهم ولفترات طويلة على خلفية اتهامات وصفتها الصحيفة ب"التافهة". وقالت الصحيفة إن "كيري" بدلا من تأكيده على ضرورة الإفراج عن السجناء السياسيين، قام بالاتفاق مع الرئيس "السيسي" على أن القضية المحورية لمستقبل مصر هي "الاقتصاد"، وهو ما علقت عليه الصحيفة قائلة: الإصلاحات المادية التي تتضمن خفض الدعم وجذب الاستثمارات الأجنبية، لن تجني ثمارا في ظل وجود نظام يسجن الآلاف سياسيا وينكر الحقوق الأساسية على، حد زعم الصحيفة. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: في ظل عدم مواجهة "كيري" للاستبداد الجديد في مصر، فإنه بذلك يساعد على ضمان استمرار مصر كدولة فقيرة غير مستقرة، بل إنه سيزيد أرضها خصوبة للمتطرفين، وهو ما سيجعل الولاياتالمتحدة في نظر المصريين الباحثين عن التغيير الحقيقي ماهي إلا "عدو".