انتقدت صحيفة 'واشنطن بوست'، الأمريكية، السياسة التي تنتهجها الولاياتالمتحدة تجاه مصر، ووجهت رسالة شديدة اللهجة لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وطالبته بالتوقف عن 'إبداء اندهاشه أو صدمته من تصرفات قادة مصر، بعدما أعرب عن تضامنه معهم'. ووصفت الصحيفة، في افتتاحيتها، زيارة 'كيري' إلي مصر، الأسبوع الماضي، بأنها كانت 'متملقة'، حيث وصف الانتخابات الهزلية التي أتت بعبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق إلي منصب الرئاسة، بأنها تاريخية، بجانب وعده باستئناف المساعدات الأمريكية بشكل كامل. واستنكرت الصحيفة احتجاج كيري علي الحكم بالسجن ضد 3 صحفيين مصريين وأجانب، وقالت: 'النظام المصري أذل كيري والولاياتالمتحدة بالحكم ضد هؤلاء الصحفيين، وجاء احتجاج وزير الخارجية كما لو أن تلك الأحكام كانت غريبة علي النظام الذي هنأه للتو'. وهاجمت الصحيفة إعراب وزير الخارجية الأمريكي عن ثقته المتكررة بأن النظام يسير في اتجاه الديمقراطية، رغم أن جميع الأدلة تثبت عكس ما يقوله، وأشارت إلي إجابة كيري عن سؤال عن أحكام الإعدام الصادرة بحق أكثر من 100 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، حيث قال: 'أعتقد أنه من الأنسب للرئيس السيسي التحدث إلي أولئك في الوقت الذي يراه مناسبًا، لكنه منحني شعورًا قويًا للغاية تجاه التزامه بحقوق الإنسان'. وتابعت: 'وفي اليوم التالي، قضت المحكمة علي الصحفي محمد باهر والصحفي الأسترالي بيتر جريستي، والصحفي المصري الكندي، محمد فاضل فهمي، بالسجن لمدد تتراوح ما بين 7 و10 سنوات'. وقالت الصحيفة إنه بعد مرور أكثر من 3 سنوات علي اندلاع ثورات الربيع العربي، أصبح 'وعد تحقيق الاستقرار هو مجرد سراب'، حيث حكمت جماعة الإخوان البلاد بشكل سئ بعد فوزها بالانتخابات. وأكدت الصحيفة أن إسكات وسائل الإعلام، وقمع أي معارضة ليبرالية والعودة إلي اقتصاد يسيطر عليه الجيش، هي أمور لا تحفز نحو الابتكار أو النمو الذي تحتاجه مصر في الفترة الحالية. واختتمت افتتاحيتها بالقول: 'ربما نحن علي خطأ، وكان الرئيس باراك أوباما علي حق في العودة إلي النموذج القديم في تملق الديكتاتوريين العرب، ولكن يجب ألا نهين السجناء السياسيين الشجعان من خلال التظاهر بأن حقوق الإنسان هي أولويتنا'.