قال مسئولون كبار بالإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض يعمل على صياغة خيارات من شأنها أن تسمح للرئيس الأمريكى باراك أوباما بغلق معتقل جوانتانامو الذى يقع فى كوبا من خلال تجاوز حظر الكونجرس بشأن ترحيل المعتقلين إلى أمريكا. وذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية- فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة- أن مثل هذا التحرك سيكون أحدث ومن المحتمل أن يكون أكثر استخدام دراماتيكى للسلطة التنفيذية من قبل أوباما خلال فترة رئاسته الثانية، ومن الممكن أيضًا أن يثير هذا التحرك رد فعل حادا من المشرعين الذين لطالما عارضوا ترحيل المعتقلين إلى الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة أن المناقشات أكدت إصرار أوباما على الالتزام بوعوده التى تعهد بها فى حملته الانتخابية قبل مغادرته البيت الأبيض على الرغم من العقبات المحلية والدولية الهائلة التى تنتظره. ونقلت الصحيفة عن مسئولى الإدارة الأمريكية قولهم إن أوباما يفضل بشدة إيجاد حل تشريعى يلتف حوله أعضاء الكونجرس. وفى الوقت ذاته، صرح مسئول بارز فى الإدارة الأمريكية بأن أوباما "حازم فى التزامه" بشأن إغلاق هذا المعتقل- الذى يحتوى على 149 معتقلا على صلة بالفترة التى أعلنت فيها أمريكا الحرب على الإرهاب فى الفترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر- ويريد أن تكون كل الخيارات الممكنة متاحة على قضية يعتبرها جزءا من إرثه. وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض يسعى إلى جعل الإجراءات التنفيذية محور جدول أعمال سياستها، فى مجالات تشمل الحد الأدنى للأجور والقوانين المناهضة للتمييز وربما تشمل أيضًا الهجرة. وفى جهة أخرى، يسعى الحزب الجمهورى لمقاضاة أوباما، قائلا إنه تجاوز صلاحياته القانونية بتجاوز الكونجرس. وأوضحت وول ستريت جورنال أن مسئولى البيت الأبيض خلصوا إلى أن أوباما لديه على الأرجح خياران لغلق معتقل جوانتانامو؛ أولهما: أن يعترض على مشروع القانون السنوى الذى يتعلق بالسياسة العسكرية، والمعروف باسم قانون إقرار الدفاع الوطني، الذى ينص على حظر نقل المعتقلين إلى الولاياتالمتحدة، فى حين أنه من المحتمل ألا يؤثر الاعتراض بصورة مباشرة على التمويل العسكري، وتنطوى هذه المواجهة شديدة الخطورة مع الكونجرس على مخاطر سياسية كبيرة. وثانيهما: أن يوقع أوباما على مشروع قانون يعلن فيه أن القيود على نقل معتقلى جوانتانامو تعتبر تعديا على صلاحياته كقائد عام، كما فعل سابقا. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن العقبة الأساسية التى تقف حجر عثرة فى طريق البيت الأبيض هى تحرك الكونجرس عام 2010 لحظر نقل معتقلى جوانتانامو إلى الولاياتالمتحدة، وتم تمرير التشريع بعد أن أثارت الإدارة رد فعل عنيفا حينما اقترحت نقل المعتقلين إلى سجن يخضع لحراسة مشددة فى تومسون بولاية إلينوي.