قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الأحداث التي وقعت مساء السبت الماضي خلال المسيرة الاحتجاجية التي كانت تتجه لمقر المجلس العسكري، أوصلت العلاقات بين الثوار والعسكريين إلى نقطة الانكسار واللاعودة، بعد تعرض المسيرة لهجمات على يد مجهولين خلفت مئات الجرحى. وأضافت الصحيفة إن التوتر بين الناشطين المصريين والحكام العسكريين في البلاد جعل العلاقة بينهم على مقربة من نقطة الانهيار بعد تعرض عشرات المتظاهرين لهجوم من قبل مجهولين خلال مسيرة حاشدة مساء السبت الماضي وهو ما أطلق عليها "موقعة العباسية"، لتشابه أحداثها مع "موقعة الجمل" التي وقعت خلال أحداث ثورة يناير. وتابعت إن المسيرة كانت متجهة نحو وزارة الدفاع في القاهرة عندما تعرضت لهجوم من مدنيين بدا وكأنهم متعاطفون مع المجلس العسكري، وقد تم منع المسيرة من استكمال وجهتها وتم توقيفها على مقربة من وزارة الدفاع في حي العباسية، بوضع دبابات ومئات الجنود المتمركزين خلف حاجز مؤقت من الإطارات المعدنية والأسلاك الشائكة. وأصيب العشرات خلال الهجوم حيث كانت الحجارة تنهمر على رؤوس المتظاهرين من فوق أسطح المنازل، في حين أصيب آخرون في التدافع الذي تلا ذلك، ونقل المصابون والمقدر عددهم بالمئات إلى المستشفيات القريبة. واتسمت أحداث العباسية بالعنف الذي يعتبر تصعيدا كبيرا في حدة التوتر بين الناشطين -الذين كانوا في طليعة الثورة- والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السيطرة في 11 فبراير، وفي حين نفى الجيش أي تورط في أعمال السبت، واتهمه المتظاهرون بالتواطؤ لأنه لم يتدخل لحمايتهم. وبحسب الصحيفة فإن ثمة جدارا من عدم الثقة يرتفع يوما بعد يوم بين الناشطين الذين اتهموا العسكري بخيانة مساعيهم من أجل الحرية والديمقراطية، وتباطؤه في تحقيق العدالة، ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين -الذي رفض الكشف عن هويته - قوله: إن"الجيش ليس سوى وجه آخر للنظام القديم".