وهذا العنوان ليس افتراءً من جانبنا علي أمريكا ولكن العنوان الذي اختاره الدكتور بول كريج روبرتس نائب وزير الخزانة الأمريكية في إدارة ريجان خلال السنوات 1981/1988 عنوانا لمقاله في موقع إنفرميش كليرنج هاوس برقم 39372 في 10 أغسطس. يقول روبرتس إن نتائج التدخل الشرير غير المسئول سياسيا وعسكريا في العراق وليبيا وسوريا كانت انطلاقا للشر. فالطوائف المختلفة التي عاشت في سلام تحت حكم صدام حسين والقذافي وبشار الأسد تقوم الآن بذبح بعضها البعض. وهناك مجموعة جديدة هي داعش تقوم حاليا ببناء دولة جديدة فوق أجزاء من العراق وسوريا. فالانفجار الذي يعانيه الشرق الأوسط بسبب حكومتي جورج بوش وباراك أوباما أصبح يعني الموت والتشريد للملايين. ووفيات مستقبله لا حصر لها. وبينما أكتب هذا المقال فهناك أربعيون ألف عراقي معزولون فوق قمة جبل بلا ماء ينتظرون الموت علي يدي داعش التي خلقها التدخل الأمريكي. والحقيقة في الشرق الأوسط تتعارض تماماً مع المسرحية الخاصة بهبوط جورج بوش علي ظهر حاملة الطائرات الأمريكية «أبرهام لنكولن» معلنا انتهاء المهمة في أول مايو سنة 2003. فالمهمة التي انتهت علي يدي أمريكا كانت العصف بالشرق الأوسط وبالملايين من مواطنين وتحطيم سمعة أمريكا خلال إنهاء المهمة. نتيجة سياسة المحافظين الجدد الشيطانية في إدارة جورج بوش. واليوم ينظر العالم كله لأمريكا باعتبارها التهديد الأكبر لسلام العالم. كان كلينتون بهجومه علي الصرب هو واضع سابقة العدوان الأمريكي. ثم تلاه بوش بعدوان صارخ علي أفغانستان سماه بلغته الملتوية «عملية السلام الدائم». سببت أمريكا الدمار وليس السلام لأفغانستان. وبعد 13 سنة من تدميرها لأفغانستان تنسحب أمريكا منها. فقد هزمت القوة العظمي علي يد بضعة آلاف من رجال طالبان المسلحين تسليحا خفيفا. وتركت أمريكا وراءها خرابا لا تعترف بمسئوليتها عنه. ومصدر آخر لانفجار لا ينتهي في الشرق الأوسط هو إسرائيل التي مكنتها أمريكا من سرقة فلسطين. وخلال هجوم إسرائيل الأخير علي المدنيين في غزة اعتمد الكونجرس الأمريكي قرارات بتأييد إسرائيل في جرائمها وتخصيص ملايين الدولارات لتزويد إسرائيل بالذخيرة. وها نحن نري أمريكا العظمي الأخلاقية تؤيد 100٪ جرائم حرب ضد شعب أعزل في معظمه. عندما تغتال إسرائيل النساء والأطفال تسمي أمريكا ذلك «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن بلدها. وهو بلد سرقته إسرائيل من الفلسطينيين. ولكن عندما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم تسمي أمريكا ذلك إرهابا. وبمساندة إسرائيل التي تعتبرها دول كثيرة دولة إرهابية ارتكبت العديد من جرائم الحرب فإن أمريكا ترتكب بذلك مخالفة للقانون الأمريكي الذي يحظر مساندة الدول الإرهابية. وهذا شيء طبيعي. فأمريكا هي الدولة الرائدة في الإرهاب في العالم وحسب نص القانون الأمريكي لا يجوز لأمريكا مساندة نفسها. ولكن أمريكا لا تقبل القانون المحلي أو الدولي كعائق علي حريتها في التصرف، فهي دولة تعتبر نفسها استثناء ولا غني للعالم عنها. ولا قيمة لأي دولة أخري. فلا القانون ولا الدستور ولا الاعتبارات الإنسانية يمكن أن تقف في وجه إرادة أمريكا، فقد تفوقت علي دولة هتلر النازية. وبقدر الشر الذي تبديه أمريكا نحو الشرق الأوسط. فإنها تبدي نفس الشر وبدرجة أكبر نحو روسيا. فقد أقنعت روسيا التي تملك ترسانة نووية ضخمة بأنها تنوي القيام بهجوم استباقي علي روسيا. وكان رد الفعل الروسي الطبيعي هو تطوير الترسانة النووية والدفاع الجوي الروسي لمواجهة التهديد الأمريكي. ويصعب تصور تصرف غير مسئول لهذا الحد من جانب أمريكا عندما تقنع روسيا أنها تخطط لهجوم استباقي عليها. وقد شرح أحد مساعدي بوتين الخطة الأمريكية للشعب الروسي. وقام أحد أعضاء البرلمان الروسي بتجميع ملف عن نوايا أمريكا في ضربة استباقية. وعندما قمت بتحليل الأدلة في مقالاتي وجدت أنها يستحيل علي روسيا ألا تدرك نوايا أمريكا العدوانية نحوها. وتدرك الصين كذلك نوايا أمريكا العدوانية نحوها. وكان رد فعل الصين هو استعراض القوة النووية الصينية وقدرتها علي تدمير أمريكا. وكان هدف الصين من هذا الاستعراض هو خلق معارضة داخل أمريكا ضد الخطط العدوانية الأمريكية نحو الصين. ومثل روسيافالصين بلد صاعد لا يحتاج للحرب في سبيل النجاح. فالدولة الوحيدة في العالم التي تحتاج للحرب هي أمريكا. لان هدف المحافظين الجدد هو السيطرة علي العالم كله. وقبل قيام إدارة بوش وإدارة أوباما حرص كل رئيس أمريكي علي تجنب تهديد أي دولة بترسانة أمريكا النووية، مؤكدا ان القوة النووية الأمريكية دورها الوحيد هو رد العدوان، وكان هدف ريجان إنهاء الحرب الباردة لإزالة الخطر النووي. ولكن عندما وصل بوش الابن للرئاسة عمل علي تطوير القوة النووية الأمريكية بما يمكن أمريكا من شن هجمات استباقية علي الغير. وسارت إدارة أوباما علي خطي بوش في تصوير روسيا كشرير معاد مما يجعل احتمال قيام حرب نووية قائما. وعندما حاولت إدارة أوباما الفاشلة إسقاط حكومة أوكرانيا المنتخبة ديمقراطيا ووضع حكومة عملية لواشنطن مكانها. تناست الخارجية الأمريكية أن القسم الشرقي والجنوبي من أوكرانيا مواطنوه روس وقد ضمت مناطقهم لأوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وكانت روسياوأوكرانيا دولة واحدة. وعندما جاهر عملاء أمريكا الأوكرانيون بالعداء لمواطنيهم في المناطق الروسية بشرق أوكرانيا. أعلن سكان المناطق الروسية عن رغبتهم في العودة إلي الوطن الأم روسيا. وهو أمر طبيعي لا نستطيع لوم روسيا عليه. ونجحت القرم في العودة إلي روسيا التي كانت القرم جزءا منها منذ القرن الثامن عشر. ولكن «بوتين» كان يرغب في تهدئة الحملة الإعلامية التي شنتها أمريكا والغرب عليه. فلم يقبل الاستجابة لطلب باقي المقاطعات الروسية السكان داخل أوكرانيا في الانضمام لروسيا. وكانت النتيجة أن عملاء أمريكا الذين يحكمون أوكرانيا شعروا بحرية مهاجمة الأقاليم ذات المواطنين الروس. ولجأوا إلي الأسلوب الإسرائيلي في مهاجمة المدنيين والبنية التحتية التي يعيشون فوقها. وتجاهل الإعلام الغربي كل هذه الحقائق وقام باتهام روسيا بغزو أوكرانيا وضم أجزاء منها لروسيا. ومثل هذه الأكاذيب يمكن مقارنتها بأكاذيب وزير خارجية أمريكا الأسبق كولين باول عندما وقف أمام الأممالمتحدة قبيل الغزو الأمريكي للعراق زاعما أن العراق لديها أسلحة دمار شامل. وتم لأمريكا تدمير العراق بناء علي أكاذيب كولين باول. وعندما سقطت طائرة ماليزيا سارعت أمريكا ومعها الإعلام الغربي باتهام روسيا بإسقاطها دون أي دليل ودون أي دافع لدي روسيا لإسقاط طائرة مدنية ماليزية. وقام الإعلام البريطاني بالذات بتوجيه اللوم إلي روسيا. وقد سمعت الإذاعة البريطانية وهي تردد الأكاذيب في صياغة واضحة التلفيق بأنها معدة قبل سقوط الطائرة مما يقطع بأن واشنطن كانت تقف وراء الحملة. ونقف عند هذه الفقرة من مقال روبرتس لنعرض في المقال التالي باقي تفاصيل الحادث والطريقة التي تدار بها أمريكا من الداخل لحساب العصابة الحاكمة في واشنطن الهادفة للسيطرة الكاملة علي العالم وإبادة أي قوة مناوئة أو منافسة لها مهما تعرض سلام العالم للخطر ومهما كانت أرواح الملايين التي تضيع نتيجة لذلك. نائب رئيس حزب الوفد