أخبار اليوم فى عددها الأخير أمس الاول أدهشني الفنان سعيد أبوالعينين رسام الكاريكاتير عندما حاول تشخيص محاولات حل القضية الفلسطينية، فرسم رئيس السلطة الفلسطينية متكئاً على عكاز وسيحاول الاستناد على جامعة الدول العربية، والتى رسمها فى صورة رجل كسيح . طبعا الفنان جرئ فى رسمه وتشخيصه،لكنى أرقب وأتابع منذ وعيت مساعى حل القضية الفلسطينية، وربما اختلف قليلا مع رؤية رسام اخبار اليوم، وأرى ان الرئيس الفلسطينى مازال يملك الكثير من أوراق الضغط على إسرائيل، ولكنه يحلول أن يجارى أمريكا فى فرض رؤيتها للحل النهائى الذى تسعى السلطة اليه، فأمريكا أعدت مشروع قرار للوصول الى هذا الحل بنزع السلاح من غزة للوصول الى إعمارها بعد ان دمرتها إسرائيل وقصور فى رؤية المقاومة، وإذا كان أبومازن فى لقائه الإعلامى قد طرح الفكرة بطريقة اخرى، وهى ان الوصول للمصالحة الكاملة مع حماس لابد من اجل الوصول الى الدولة الواحدة، فمن الضروري من سيطرة الدولة على قرار الحرب والسلم، وهذه رسالة الى المقاومة بما فيها حماس بإلقاء السلاح، وهنا تتلاقى الفكرة الفلسطينية مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية فى وقت واحد مهما اختلفت الأطروحات، وفى ظنى أن أبومازن يريد هنا ان يفرض منهج أوسلو على المقاومه، وفى هذا خطأ ربما يكون فادحاً، لأنه بذلك يفقد أحد أهم الأسلحة التى لم يستطع توظيفها فى معركته التفاوضية مع الصهاينة، ومهما اختلفنا مع حماس الإخوانية فان المقاومة فى غزة أو حتى فى الضفة ليست كلها حماس، وإذا كانت حماس قد تصدرت المشهد فهذا ضعف من فتح والآخرين، وإذا حصل أبومازن على دعم عربى لتوجهه فمن المؤكد سوف تزداد الهوة مع حماس والمقاومة، ولن نصل إلى شكل الدولة الفلسطينيه التى يحلم بها ابو مازن ،بل سنصل الى دولة فلسطينية منزوعة السلاح القوة والحياة فى الضفة الغربية فقط، وسوف نترك غزة وشعبها الباسل الى حماس لتعلن من هناك الإمارة الإسلامية الإخوانية، وربما تحصل على دعم وتأييد من داعش أو النصرة رغم انهم يكفرون الجميع بمن فيهم الإخوان، إذ المناضل الفلسطينى ربما يفقد بوصلة النضال، ويقع فى الفخ الأمريكى الإسرائيلي، وعليه ان يستعيد الوحدة حتى يمكن له ان يذهب إلى الدولة حتى لو كانت منزوعة الدسم. أما جامعة الدول العربية التى يحاول أبومازن ان يستند عليها فماذا ستقدم له، وفى ظنى لن تقدم له الكثير، وربما تدفع به إلى المجهول، والسؤال ماذا قدمت له خلال عمر القضية التى تجاوزت الستين عاما سوى المال والكلام،رغم انها تملك الكثير لو أرادت الدول الأعضاء!. والخوف ان تتعامل مع أبومازن كما تعاملت مع ليبيا، وما وصلت إليه الان لا يخفى على أحد، أو تتعامل مع فلسطين مثلما تعاملت مع سوريا، وأخرجتها من جنة الجامعة، وعلقت عضويتها حتى تسمح لها الدوحة بإعادتها مرة اخرى، عموما مازلت أصر على ان الجامعة العربية والدول العربية الأعضاء يملكون الكثير الذى يمكن ان يقدموه لأبومازن ،ولكن لن يقدموا سوى الدبلوماسية والكلام والمال المسموح به ،فهذا هو حال العرب والجامعة العربية هى بيت العرب. ولكن ما الحل ما دام هذا هو الواقع، فى ظنى ان الوحدة الفلسطينية هى الحل والأمل، وا لمفاوضات بدون مقاومة سوف تفقد قوة الشعب الفلسطينى فى الوصول الى إنجاز، وإذا تمكن الغرب من نزع سلاح المقاومة فى غزة ،فعلى أبومازن ان يفكر من جديد فى تجديد دم القيادة الفلسطينية، ويسعى لإخراج مروان البرغوتى من سجون اسرائيل. لعل الارض تتحرك نحو أمل الدولة الفلسطينية حتى لو اختفت فتح وحماس وظهر جيل جديد ليحرر القدس والأقصى ،فالأمل فى الانتفاضة الثالثة التى توحد الشجر والبشر والحجر فهل يسمع من فى الضفة وغزة صوت أطفال القدس؟!