جددت أمس ليبيا نفيها قيام مصر والإمارات بعمليات عسكرية ضد المسلحين على أرضها، واتهم المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا العقيد «محمد حجازي» المتطرفين بالترويج لمزاعم كاذبة عن تورط مصر والإمارات، في شن غارات جوية على عدة مواقع عسكرية تابعة للجماعات المتطرفة سواء في بنغازي أو العاصمة طرابلس. وقال حجازي لموقع «24» الإماراتي، في تصريحات خاصة عبر الهاتف من مقره في بنغازي التي تعتبر عاصمة الثورة الليبية ومعقل الثوار إن المتطرفين الذين يخسرون المعركة يوميا في المواجهات ضد قوات جيشنا الوطني، باتوا محشورين في زاوية واحدة وأخيرة، لهذا يفبركون هذه المزاعم الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة. وأضاف: «ان ما يروجونه من أكاذيب حول مشاركة طائرات مصرية أو إماراتية في الحرب على الإرهاب في ليبيا، هي مجرد أكاذيب وحملة دعائية لتشويه المواقف الإيجابية للقيادتين الإماراتية والمصرية». وأكد أن الطائرات التي تشن الغارات على الإرهابيين ومن أسماهم بالخوارج والمتطرفين، هي طائرات ليبية ويقودها طيارون ليبيون، لكنه رفض الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهذه الطائرات. وقال المسئول الليبي: «إن هذه أمور عسكرية نرفض الخوض فيها، لكن ما يقوله الإرهابيون هو دعاية رخيصة وحرب إعلامية ودعائية فاشلة للتغطية على خسائرهم التي نجحت قواتنا الباسلة في إلحاقها بصفوفهم». وأوضح أن العمليات العسكرية التي شنتها قوات الجيش الوطني تمكنت على مدى اليومين الماضيين من قتل أكثر من 200 من عناصر الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مدينة بنغازي. وعلي جانب آخر، نفي مصرف ليبيا المركزي، عبر موقعه الرسمي علي الإنترنت، الأخبار التي تتحدث على أن مجلس النواب الليبي، قام بإعفاء جمهورية مصر العربية من وديعة خاصة بمصرف ليبيا المركزي بقيمة 2 مليار دولار. كانت الحكومة الليبية- بحسب ما ذكرت وكالة «أونا»- قد قامت بإيداع مبلغ 2 مليار دولار في بنك مصر المركزي منذ سنتين. وحذر العميد «صقر الجروشي» قائد سلاح الجو التابع لقوات اللواء «خليفة حفتر» الذي يقود عملية «كرامة ليبيا»، من مُخطط وصفه ب«الجهنمي» تُشارك فيه السودان بالأفراد والسلاح، وقطر بالمال، يستهدف تمكين جماعة الإخوان والميليشيات التكفيرية الموالية لها من السيطرة على مدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال «الجروشي» في اتصال هاتفي مع صحيفة «العرب» اللندنية من مدينة بنغازي الليبية: إن هذا المُخطط اقترب من مراحله النهائية، حيث كثفت جماعة الإخوان من تحركاتها لدعم ميليشياتها المُسلحة بالأفراد والعتاد الحربي من السودان مستفيدة من علاقاتها الوطيدة مع الحكومة السودانية التي وصفها بأنها «إخوانية بامتياز». وقال: «لدينا معلومات مؤكدة أن الإخواني «أحمد الزوي» الذي يمتلك علاقات قبلية في السودان هو الذي يقوم بجلب السلاح والأفراد من السودان إلى الكفرة بالسيارات والشاحنات». وأضاف أن عملية نقل السلاح والبشر من السودان إلى ليبيا اتخذت في الفترة الماضية تطورا لافتا، وتم رصد طائرات في سماء الصحراء الكبرى، آتية من السودان، في مسعى لإسقاط مدينة بنغازي التي يتدفق نحوها حاليا المئات من التكفيريين من مصراتة ودرنة في مسعى للسيطرة عليها. وأشار «الجروشي» إلى ضبط شحنة أسلحة على متن طائرة سودانية في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا، وقال إن هذا الأمر يُعد مؤشرا خطيرا يستدعي من جميع الوطنيين الليبيين ضرورة التحرك للتصدي له. كانت تقارير إعلامية كشفت أمس الأول أن طائرة سودانية من نوع «انتونوف 7» طلبت التزود بالوقود من مطار الكفرة الواقع على بعد نحو 1800 كلم جنوب شرق طرابلس، حيث سُمح لها بالهبوط لتخضع فيما بعد للتفتيش في مطار المدينة، ليتم العثور بداخلها على شحنة من الأسلحة والذخائر الحربية. وأشارت التقارير إلى أن المعلومات الأولية أظهرت أن الطائرة السودانية كانت في طريقها إلى مطار معيتيقة بطرابلس الذي تُسيطر عليه ميليشيات «فجر ليبيا» التابعة لجماعة الإخوان، ما يعني أن شحنة الأسلحة والذخائر الحربية التي كانت على متنها موجهة لتلك الميليشيات المسلحة التكفيرية. يأتي هذا التحذير في الوقت الذي اكدت فيه عدة تقارير فى ليبيا تورط السودان في الأزمة الليبية في أعقاب الكشف عن زيارة سرية قام بها نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان للخرطوم. وأكد «مهدي جمعة» رئيس الحكومة التونسية، أن بلاده تتعرض لتهديد أمني كبير قادم من ليبيا، وأشار إلى وجود تعاون مع الحكومة الليبية لتطويق هذا التهديد. وعين الاتحاد الأوروبي الفرنسي «هيوج منجيريلي» مبعوثًا خاصاً جديدًا له في ليبيا خلفًا للإسباني برناردينو ليون الذي استلم مهامه رسميًا الاثنين الماضي كمبعوث جديد للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في طرابلس خلفاً للبناني طارق متري.