رفضت واشنطن مبادرة الرئيس الفلسطينى محمود عباس للسلام، والتى حملها وفد فلسطينى رفيع إلى واشنطن لعرضها والتشاور بشأنها مع الجانب الأمريكى للتسوية مع الكيان الإسرائيلى وتحقيق حل الدولتين، لتستبق واشنطن بهذا الرفض المباحثات التى سيجريها عباس مع الرئيس عبدالفتاح السيسى حول المبادرة فى محاولة لاجهاضها، وقبيل ساعات ايضا من عرض المبادرة على وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد فى القاهرة، وقالت الولاياتالمتحدة فى تبريرها لرفض المبادرة إنها تمثل ما وصفته ب«الخطوات الاحادية» لكنها طلبت مزيدًا من الوقت للتشاور، وتهدف المبادرة الفلسطينية – العربية الى استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلى خلال 9 أشهر، وإنجاز الانسحاب من الأراضى المحتلة ضمن فترة لا تتجاوز 3 سنوات، على ان يتم البدء أولاً ببحث ترسيم الحدود خلال 3 أشهر، شريطة وقف الاستيطان خلالها وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ما قبل اتفاق «أوسلو»، والتى كان من المقرر الإفراج عنهم فى مارس الماضى، للانتقال بعدها إلى القضايا الأخرى المتعلقة باللاجئين والقدس والاستيطان والأمن والمياه. ومع الرفض الامريكى للمبادرة، سيجد عباس نفسه فى موقف صعب، الأمر الذى قد يقلص فرصته فى تمرير المبادرة على مجلس الأمن مع تصاعد احتمالات استخدام أمريكا لحق الفيتو، وكان سفير دولة فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكى، قد قال إن «عباس سيطلع وزراء الخارجية العرب فى دورته ال142 فى مقر الجامعة العربية، فى جلسة خاصة بشأن فلسطين، بناء على طلب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، على آخر مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة ومعاناة أبناء الشعب الفلسطينى هناك جراء العدوان الإسرائيلى، إضافة إلى الخطوات المقبلة التى ستتخذها القيادة الفلسطينية فى المرحلة المقبلة من خلال خطة سياسية تهدف إلى إنهاء الاحتلال». وداخليا واصلت سلطات الاحتلال عمليات مصادرة الأراضى الفلسطينية وتمزيقها، واعلنت مصادرتها ل«400 دونم» من أراضى الضفة، مما فجر المزيد من الغضب الفلسطينى، واستهجنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوى أمس قرارات الحكومة الإسرائيلية الأحادية والمحمومة التى تتحدى فيها الإرادة الدولية والمجتمع الدولى، باعلان تمسكها باستعمارها وتكثيف النشاط الاستيطانى، بنشر مناقصات لبناء 283 وحدة استيطانية جديدة فى مستوطنة «الكنية» غرب مدينة رام الله، والاستيلاء على 4000 دونم جنوب الضفة الغربيةالمحتلة لتوسيع مستوطنة غوش عتصيون» فى إطار تجسيد مشروع «القدس الكبرى»، بدلاً من البحث عن فرص السلام والأمن والاستقرار وتعزيزها. وحمّلت عشراوى حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرارات، وأكدت أن مخطط إسرائيل إزالة حدود الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بشكل عملى من أجل تجسيد مشروعها التاريخى «إسرائيل الكبرى»، قبل الشروع فى تنفيذ لأية تفاهمات حول الحدود يستدعى التفاف دول العالم والمجتمع الدولى إلى جانب الحق الفلسطينى القانونى والسياسى فى ممارسة حق المصير والسيادة على أرضه ومواجهة إسرائيل وإلزامها بسحب قراراتها الانفعالية وإنهاء احتلالها قبل فوات الأوان. وأضافت: «ندعو المجتمع الدولى وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبى إلى دعم جهودنا القانونية والتعددية فى التوجه إلى حضن الشرعية الدولية من أجل إنهاء الاحتلال إلى الأبد، ومحاسبة إسرائيل وتقديم قادتها إلى المحاكم الدولية بما فى ذلك محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، ووضع حد للظلم التاريخى الذى لحق بشعبنا لما يقارب نصف قرن من الزمن». ومع زيارة عباس لمصر، تحاول حماس توفيق أوضاعها مع فتح، والتقارب مع مصر، وقال القيادى فى حركة حماس، مشير المصرى، إن حركته تتجه نحو بناء علاقات جديدة مع مصر ل«طى صفحة الماضى». وأضاف فى تصريح «نحن معنيون بعلاقات استراتيجية مع كافة الدول العربية والإسلامية وخاصة مصر»، مؤكدا أنه حركته لا ترغب بوجود أى حواجز فى علاقاتها مع مصر، وتابع «نحن نتجه نحو الانفتاح فى تجديد العلاقة مع مصر الشقيقة ومصر الجوار، بما يخدم المصالح المشتركة، ومساندة الشعب الفلسطينى. ودعا القيادى فى حماس السلطة الفلسطينية لتولى مسؤولياتها بشأن معبر رفح وإدارته لإنهاء أزمة المسافرين، معتبرا ان أى «تلكؤ أو تباطؤ فى هذا الاتجاه غير مبرر».