أكد محمد ريان، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج، أن العاملين بالخارج يتطلعون إلى مستقبل أفضل لوطنهم ويرون أن مصر مقبلة على بناء الدولة الحديثة وأن لديهم آليات تمكنهم من المشاركة البناءة خاصة أن الوطن لن ينهض إلا بأبنائه، وأوضح فى حوار ل«الوفد» أن أبناء مصر بالخارج يملكون العلم والمال والتكنولوجيا الحديثة التى من خلالها يمكن بناء أى دولة عصرية، وطالب بضرورة تواصل رأس الدولة مع أبناء مصر فى الخارج من خلال إتاحة حقيبة مشروعات لهم لتنفيذها، وأثنى نائب رئيس الاتحاد على دور حزب الوفد العظيم الذى لعبه ومازال يلعبه فى الحياة السياسية والنيابية فى مصر قبل ثورة 25 يناير وبعدها، وخاصة أن إعلان الوفد انسحابه من انتخابات مجلس الشعب عام 2010 كان بمثابة الشرارة التى ألهبت المصريين، وطالب الوفد باغتنام الفرصة المتاحة الآن لإثراء الحياة الديمقراطية وأن يكون حزباً متفاعلاً مع أبناء الوطن فى الداخل والخارج وأثنى على دور رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى فى اهتمامه بمشاكل وهموم المصريين بالخارج وسعيه الحثيث للتفاعل معهم والتواصل من أجل مستقبل أفضل لمصر، مشيراً إلى أن الوفد هو الحزب الوحيد الذى لديه لجنة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وتطلع إلى أن يصبح له لجان فى كل دول العالم بقدر عراقته. فى البداية ما رؤية المصريين العاملين بالخارج لمصر؟ - المصريون بالخارج يرون أن مصر مقبلة على بناء الدولة العصرية الحديثة ويثقون فى ذلك ولديهم آليات يمكن من خلالها المشاركة فى بناء هذا الوطن، والحقيقة أن مصر لن تنهض فعلاً إلا بتكاتف جهود أبناء الوطن فى الداخل والخارج لأن أى دولة لا يمكن أن تتقدم إلا بأبنائها. العلم والمال ماذا يمكن أن يقدم أبناء مصر بالخارج للوطن فى تلك اللحظات الفارقة من تاريخه؟ - أبناء مصر بالخارج يملكون العلم والمال والتكنولوجيا الحديثة والتى من خلالها يمكن بناء أى دولة عصرية حديثة وعدد العلماء فى الخارج والخبراء يصل إلى 850 ألف عالم وخبير متواجدين فى جميع قارات العالم، بالإضافة إلى 1250 عالماً فى التخصصات النادرة كالفيزياء الطبيعية والفضاء والكيمياء الحيوية والنانو والهندسة الوراثية وغيرها من التخصصات النادرة، وبالرغم من ذلك لسنا متواجدين على أرض الوطن رغم أن هذا الكم من العلماء لا تملكه كثير من الدول، وخاصة أن 50٪ من هؤلاء العلماء موجودون فى الولاياتالمتحدةالأمريكية والباقى موزعون فى دول أوروبا الغربية وكندا وأستراليا والصين واليابان ومنطقة الخليج العربى. كم تبلغ مساهمة العاملين بالخارج فى اقتصاد مصر؟ - مصر هى سادس دولة على مستوى العالم مستقبلة لمدخرات أبنائها فى الخارج بقيمة 19 مليار جنيه، وخامس دولة على مستوى العالم لتقديم الكفاءات البشرية، وهذا الدخل يمثل 4.5٪ من الناتج المحلى، بالإضافة إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمصريين فى الخارج تمثل 65٪ و35٪ مشروعات تقدم بها أجانب وراءهم مصريون، والمصريون فى الخارج منذ عام 1983 قاموا بإنشاء أول شركة اقتصادية لهم وهى شركة المصريين فى الخارج للاستثمار والتنمية برأس مال 25 مليون دولار، وحالياً رأس المال المدفوع فى هذه الشركة القابضة وصل إلى 500 مليون جنيه مصرى، وأول رئيس مجلس إدارة هو المهندس مشهور أحمد مشهور، رئيس هيئة قناة السويس السابق، وتلك الشركة وشركاتها الوليدة متواجدة فى البورصة منذ 31 سنة ويشرف على حساباتها الجهاز المركزى للمحاسبات ومحاسب آخر. ولماذا لا يبدو نشاط تلك الشركة جلياً فى الساحة المصرية؟ - فى الفترة من 1983 وحتى الآن لم تتح الفرصة كاملة للشركة لعمل استثمارات تستوعب طموحات أبناء مصر فى الخارج ومن بينها مشروعات الB.O.T والP.P.P فى التعليم والصحة والطرق وبناء المطارات أى المشروعات ذات البعد الاجتماعى، ولذلك لا يظهر دورها ونأمل فى الفترة المقبلة أن تتاح الفرصة لأبناء مصر فى الخارج ومؤسساتها للدخول فى تلك المشروعات لأننا نمتلك الخبرة والعلم والمال والتكنولوجيا وتتمنى أن نشارك فى بناء الوطن. إذن ماذا يريد المصريون بالخارج من النظام الحالى؟ - نتطلع ونتمنى أن يتواصل رأس الدولة مع أبناء مصر فى الخارج ونتمنى أن نحصل على حقيبة مشروعات برخصة حتى يتسنى لنا إقامتها أو الاستثمار فيها، مثل المستشفيات مهما كانت تكلفتها ونحن كاتحاد عام المصريين بالخارج من خلال تواصلنا ب178 نادياً واتحاداً فرعياً، بالإضافة إلى 28 مكتباً حول العالم نستطيع المساهمة الفعالة فى إيجاد المشاريع التى تراها الدولة، ومن خلال مكاتب الخبرة المالية المتواجدة للمصريين بالخارج نستطيع تقديم التمويل اللازم فى تلك المشروعات، بالإضافة إلى المشروعات الصغيرة التى تهم غالبية الشعب المصرى، فحالياً أبناء الجيل الثانى والثالث يستعدون لتدشين مشروع خاص بتوفير التمويل والخدمات الضريبية القانونية وهو ما يطلق عليه «المستثمر الصغير» وكل ما على المستثمر أن يتقدم لهذا المكتب لعمل الدراسات لكل معاملاته مع الدوائر الحكومية من خلال المركز والتمويل والتسويق، بحيث يتفرغ المستثمر الصغير للإنتاج، وهذه التجربة شارك فيها أبناء الجيل الثانى من هولندا وفرنسا وإسبانيا وسوف يطبق فى دول أخرى مثل ألمانيا واليونان. ما علاقة المصريين بالخارج بالأحزاب المصرية؟ - العلاقة كانت متواجدة ولكنها نشطت كثيراً بعد الثورة نظراً لإدراك الأحزاب المتواجدة فى مصر لأهمية الدور الذى يمكن أن يلعبه المصريون العاملون بالخارج. ضمير الأمة وما علاقتكم بحزب الوفد الذى أرى فى حديثكم كل التقدير له؟ - حزب الوفد من الأحزاب العريقة والعظيمة فى مصر وهو حقاً ضمير الأمة فى كل وقت ولحظة ومنذ ثورة 1919 وحتى الآن له دور كبير فى الحياة النيابية المصرية ونتوقع أن يقود البلاد الفترة القادمة لأنه من أعرق الأحزاب على الأراضى المصرية وبعد 60 عاماً نتوقع أن يقود مسيرة الديمقراطية فى مصر لأنه المؤهل ويملك الكوادر والتاريخ وهو الحزب الوحيد الذى لديه اسم على الواقع الخارجى للمصريين فى الخارج ويعرفه المصريون بالخارج عن ظهر قلب ويكفى أنه الحزب الوحيد الذى له لجنة فى الولاياتالمتحدة ونتطلع أن تصبح له لجان فى كل أنحاء العالم. التقى الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد معكم مؤخراً ماذا أسفر الاجتماع؟ - الاجتماع كان مثمراً إلى حد كبير جداً ودار عن رؤية الوفد لوضع المصريين فى الخارج فى الانتخابات البرلمانية القادمة، وكان لدى تساؤل أيده الدكتور السيد البدوى وهو لماذا لا ينتخب أبناء الوطن فى الخارج نوابهم فى الخارج الذين يمثلونهم فى البرلمان القادم؟ ولماذا لا تكون هناك دوائر انتخابية خاصة حيث يتواجدون، كذلك تحدثنا عن صندوق «تحيا مصر» والعقبات التى تواجهه وشرحت أن من بين العقبات أموراً فنية لأن كل دولة لها نظامها المصرفى، ولدينا تطلعات قدمناها للمسئولين بالجهاز المصرفى بأن يتم فتح حسابات فى مختلف بلدان العالم للصندوق به عملة الدولة طبقاً لنظامها المصرفى المتواجد فيه المصريون حتى يتسنى لهم التبرع بسهولة ويسر، ونحن نؤيد فكرة هذا الصندوق وهذا نبع سوف يستمر لهذا الغرض ولمدد زمنية غير محددة وهذا به إفادة إضافة اقتصادية عبر الزمان على أبناء الجيلين الثانى والثالث، كذلك تطرقنا لشهادات استثمار قناة السويس الجديدة وكانت رؤيتنا أنه يمكن نفاد هذه الشهادات ويزيد لو تم التسويق لها بآلية تشبه نفاد تذاكر كأس العالم فإذا تواصلت الجهات المسئولة عن الترويج لهذه الشهادات مع المصريين فى الخارج فسوف تدخل كل بيت بيسر وسهولة وسوف يتم الاحتفاظ بها مدى الحياة والاتحاد جاهز لعقد ندوات ولقاءات من خلال الأندية والروابط فى هذا الشأن، وتؤكد المشروعات الاستثمارية فى الطرق أن المصريين فى الخارج سوف يدخلون هذا المجال بما لديهم من خبرة ومال وعلم من خلال المكاتب الهندسية والمالية. فى النهاية ماذا ينتظر المصريون فى الخارج من الوفد؟ - نحن نرى أن حزب الوفد أصبح لديه الفرصة لإثراء الحياة الديمقراطية ولديه فرصة مستقبلية بأن يكون حزباً متفاعلاً مع أبناءالوطن فى الداخل والخارج ويمتلك القدرة والكفاءات البشرية والتواجد اللوجستى داخل مصر مما يؤهله مستقبلاً على أن يقود الحياة النيابية والحزبية، كما كان من قبل، خصوصاً أن مصر حالياً تعيش ما نحن نطلق عليه فى الخارج «عصر السيسى» الخاص ببناء الدولة اقتصادياً وديمقراطياً وحزبياً، مشيراً إلى أن إعلان حزب الوفد انسحابه من انتخابات مجلس الشعب عام 2010 كان بمثابة الشرارة التى ألهبت صدور المصريين وخاصة الشباب وظهر علم الوفد منذ اللحظات الأولى للثورة فى 25 يناير قبل أن ينقض عليها الإخوان.