على الرغم من أعمارهم الصغيرة، إلا أن وجوههم التي لوحتها الشمس، قد اختفت منها معالم براءة الأطفال بعدما تخلو عن طفولتهم، لمساعدة أسرهم فى مواجهة صعوبات الحياة،مهنة سائق "التوك توك"، مهنة، اختارتها لهم الأقدار، أملا فى توفير بضعة جنيهات، تساعد أسرههم على مواجهة الفقر، والحياة التى رفضت الاعتراف ببرائتهم، وحكمت بالإعدام على طفولتهم مبكراً. صبية لا تتجاوز أعمارهم ال18 عاما بأي حال، يقودون " "التوك توك"، بشوارع القاهرة والمحافظات بحثاً عن أرزاقهم، دون رُخص، تسمح لهم بتسيير التوك توك بالشارع، وبعضهم يرتكب حوادث مروعة، دون أي مسئولية جنائية عليهم، لكونهم مازالوا أحداثاً. بصوت واهن يقول همام "سائق توك توك" في ال15 من عمره"الحكومة بتئذيني في لقمة عيشي.. وسايبة الحرامية الكبار". ويروى الطفل حكايته مع قيادة "التوك توك"، قائلاً إنه لجأ إلى تلك المهنة، بسبب ظروف البلد السيئة وعدم توفر فرص عمل، قائلاً: "فضلت أدور على شغل وآخر ما غلبت فكرت أتعلم سواقة التوك توك لكي أستطيع أن أصرف على عيلتي ونفسي" مضيفًا "أنا ماخترتش أكون سواق توك توك، ولكن ده حكم الأيام عليا، وخايف أموت وأنا سايق التوك توك"، وأنا حتى لا أملك التوك توك ولكني باخذه وردية ب30 جنيهًا ويحصل في آخر اليوم على 70 جنيهًا حصيلة عمله لأكثر من 12 ساعة متواصلة. وأكد "همام " أنه يتعرض للاضطهاد كثيراً من الحكومة، على حد ذكره قائلا: "كتير اللى بيئذونى أولها الحكومة بتئذيني في لقمة عيشي ". واتفق معه في الرأي وليد 14 سنة "سائق توك توك"، مضيفًا أنه يعمل بتلك المهنة منذ كان في سن ال 11 من عمره. وتابع" دورت كتير قوي علي شغل، علشان أساعد أهلي، وآخر متعبت فكرت أسوق توك توك، كتير من أصحابي لجأوا للشغلانة دي"، وكشف أن حصيلة ما يتحصل عليه خلال وردية عمله يبلغ 30 جنيها بعد توريد الإيراد لصاحب التوك توك. ومن جانبه أكد ربيع 16 سنة طالب بأحد المدارس أنه اختار مهنة، "سائق توك توك" ، منذ ثلاث سنوات ، مضيفا "أن الفقر هو ما دفعه للعمل بتلك المهنة، وأكد أنه بعد انتهاء اليوم الدراسي، "يسُوق"، التوك توك لكي يجد يحصل في آخر اليوم على "20 جنيهًا"، وأكد أن بعض سائقي التوك توك يخطفون ويسرقون وهذا بسبب ما في البلد من ظروف سيئة والانفلات الأمنى. "سخط وسط المواطنين لاستمرار تسيير التوك توك" وعلى جانب آخر أعربت هند محمد ربة منزل على استيائها من استمرار تسيير التوك توك بشوارع القاهرة قائلة: "إن التوك توك المفروض يتوقف تسييره في شوارع البلد، لأن من يقومون بقيادته، هم أطفال، مؤكدة على أن منهم من "يشرب بيرة ومخدرات" جهاراً حتى في ظهر رمضان. وشددت على أن سائقي التوك توك أغلبهم بلطجية ويرتكبون جرائم بحق الركاب، لافتًا إلى أن التقصير الأمني من الحكومة هو أكبر سبب في هذا الانفلات. وطالبت الحكومة بسرعة ترخيص "التوك توك" وسن تشريعات تقتضي أن لا يقل سن السائقين عن 21 سنة مؤكدة على أن الحكومة قادرة على منعهم في ساعة إذا أرادت . وفي سياق متصل، أكدت سامية أحمد "محاسبة"، أنها تضطر أحيانا لاستقلال "التوك توك"، لأنه أصبح وسيلة المواصلات الأكثر شيوعا بالقاهرة، مطالبة الدول بتوفير وسائل مواصلات بديلة عنه، وترخيص التوك توك وإصدار تعريفة ركوب موحدة ، للحد من الخلافات التي قد تنشب ما بين سائقي التوك توك والركاب. والتقط طرف الحديث أحمد شوقي، ليعرب عن قلقه الشديد على أسرته ومؤكدا علي أنه كثيرا ما ينصحهم، بأن يستقلوا التوك توك مع شاب أو رجل كبير وليس طفلا، لأن الطفل لن يستطيع أن يتحمل مسئولية نفسه فكيف يستطيع أن يكون مسئولا عن الراكبين معه. وأضاف أن مخالفة الأطفال للقانون، ستنشأهم على الاستهتار به، ويصبحوا مجرمين مجترئين على القانون. "الدولة سبب وجود ظاهرة التوك توك" يرى المستشار عادل عبد الباقى رئيس جمعية أنصار حقوق الإنسان" أن عمل الأطفال بقيادة التوك توك يتعارض مع حقوق الإنسان، لأن عمالة الأطفال مجرمة باتفاقيات دولية فلا يجوز إطلاقا بطفل أن يستغل "كمصدر دخل لأسرته". وأوضح عبدالباقي أن مسئولية عمالة الأطفال تقع على الدولة قائلا:" مسئولية عمالتهم تقع على الدولة ومتصلة بمشكلة البطالة فى مصر فلولا احتياج ذويهم للمال، ما كانوا قد خرجوا لسوق العمل، مضيفا ولكن لعدم وجود مال كاف أو وظائف فإنهم يضطرون أن يخرجوا أولادهم للشارع للعمل كسائقى توك توك " . وأكد المستشار أن الخطأ خطأ القوانين وتطبيقها قائلا: "إنه إذا كان هناك حسمًا في تنفيذ القانون لما كان انتشر التوك توك بهذه الطريقة". وأضاف أنه يجب وقف التوك توك وإصدار قانون بمنعه تماماً إلا فى القرى والعشوائيات والمناطق النائية، وأن يسير برخصتين أحدهما للتوك توك والأخرى لسائقه. وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت حالة من الفوضى منذ قيام ثورة 25 يناير؛ والتي انتشرت بعدها التوك توك بكثافة" مشيراً إلى أن المسئولية الرئيسية تقع على رجال المرور والشرطة، مشددًا على دور أجهزة الدولة للتعاون معا، بتطبيق القوانين وتوعية المواطنين من مخاطر عمالة أطفالهم وخاصة" كسائقين توك توك". "قيادة الأطفال ل"التوتوك" بداية طريق الجريمة وحول رؤية الطب النفسي للمشكلة علق الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي، قائلًا:"إن قانون المرور يرفض قيادة الأطفال للمركبات، شكلاً وموضوعًا بسبب المخاطر والحوادث التى تلحق بهم حيث إنهم من السهل أن ينجرفوا وراء سلوكيات ضارة ويستخدمهم الكبار في أعمال إجرامية". وأضاف أستاذ الطب النفسي، أن مهنة القيادة تحتاج إلى شخص متزن، للعمل بها، لافتًا إلى أن عمل الأطفال فى هذه المهنة غير قانوني ويؤثر على حالتهم النفسية، مؤكدا على حق الأطفال في أن يعيشوا طفولته كاملة، حتى يصبح فى المستقبل مواطنين أسوياء. وأوضح الخبير النفسي أن هذه البيئة وهذه السلوكيات سوف تؤثر على حياة الطفل ومن الممكن يتسبب في حوادث طرق وجرائم. وحذر أستاذ الطب النفسي أولياء الأمور من عمل أولادهم الصغار كسائقي توك توك، لافتا إلى أن أغلبهم يلجأون لتعاطي المخدرات وأقراص "الترامادول"، ليتمكنوا من العمل لساعات أطول. شاهد الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=Mj07JlDeUjw