يتزايد الاهتمام حاليا بمرض «الزهايمر» وقد كانت حالات الإصابة بهذا المرض منذ عشر سنوات تشخص باعتبارها حالة متقدمة من حالات «خزف الشيخوخة» يتبعها العجز التام، ولكن استقرت آراء الأطباء الآن علي اعتبارها حالة مرضية قائمة بذاتها، أو مجموعة أمراض متشابكة وسميت بمرض الزهايمر، وهو مرض يمكن أن يصيب الشخص بعد سن الستين، ولو أنه غير مرتبط كقاعدة عامة بكبر السن، يتسلل هذا المرض إلي مخ كبار السن ويحدث تدميراً في خلاياه، وسرعان ما تبدأ المشاكل الشديدة بالنسبة إلي المريض أولا، ثم أهله ثانيا، ويصطدم الأهل بمواجهة كثير من المشاكل المحيرة والقاسية سواء صحيا بالنسبة للمريض ولهم، أو اقتصاديا واجتماعيا، ويجمع الباحثون علي ان من يقوم برعاية المريض هو الذي يواجه محنة قاسية، وظروفا تدعوه إلي سرعة التصرف، مع حاجته لقوة التحمل المقرونة بالإيمان والصبر، ولقد حثت جميع الأديان علي رعاية الأبوين وكبار السن وجعلت ذلك وسيلة لكسب رضاء الله وثوابه. ويجب أن ينال المريض الرعاية المطلوبة له في جو من الاحترام والحب والمحافظة علي مشاعره مع كل ما يحدثه من مشاكل، رعاية لإنسانيته وتاريخه السابق للمرض، خاصة في هذه المرحلة من العمر التي يجتمع فيها المرض مع تقدم العمر وتتداعي فيها كفاءتهو تتسلل منه عناصر القدرة والإرادة، حيث يحوله المرض من إنسان ذكي لماح ناجح في كل أعماله، محبوب مجامل في كل تصرفاته إلي شخص آخر لا يمت بصلة للإنسان السابق وقد فقد كل قدراته وكل ملكاته وكل سلوكياته الفاضلة، ودمرت أغلب خلايا المخ وأصبح من الصعب عليه استقبال رسالة أو إرسال رسالة من المخ أو إليه ومن هنا تبدأ التصرفات والسلوكيات غير المنطقية واللاإرادية ولا يمكن التفرقة بين الاضطراب العقلي الشديد «الخرف» الناتج عن الزهايمر وما ينتج عن أمراض أخري من نفس الأعراض إلا بفحص ميكروسكوبي لخلايا المخ. إن متوسط بقاء المريض بالألزهايمر علي قيد الحياة هو ثماني سنوات منذ بداية ظهور الأعراض.. وتختلف الأعراض من شخص لآخر وفقا لشخصيته وحالته الجسمانية وأسلوب حياته.. ويمر المريض بثلاث مراحل ويوجد فيها أوقات قصيرة يتمتع فيها المريض بكامل قواه العقلية. المرحلة المبكرة: ويظهر فيها صعوبات في استخدام اللغة، وفقدان كبير للذاكراة وبخاصة الذاكرة للأحداث القريبة مع توهان فيما يتعلق بالوقت والأماكن المألوفة والصعوبة في اتخاذ القرار وانعدام المبادرة والحافز مع أعراض الاكتئاب والعدوانية مع انعدام وتوقف الاهتمام بالهوايات والأنشطة. المرحلة المتوسطة: يجد المريض صعوبة في أداء مهام حياته اليومية ويصبح شديد النسيان خصوصا للأسماء والأرقام ولا يستطيع العيش بمفرده بدون مشاكل ولا يقدر علي الطهي أو التنظيف أو التسوق، ويصبح معتمداً اعتمادا كبيراً علي الآخرين ويحتاج إلي المساعدة لقضاء حاجته والاغتسال وارتداء ملابسه وتزداد صعوبة الكلام وتظهر مشاكل التجول بدون هدف والاختلافات السلوكية الأخري مع فقدان الاتجاهات في المنزل وفي الأماكن التي حول منزله. المرحلة المتأخرة: تتسم بتمام الاعتماد علي الغير وفقدان النشاط وتصبح مشاكل الذاكرة خطيرة جداً. ويبدأ الجانب الجسماني من المرض من صعوبة في تناول الطعام وعدم التعرض علي الأقارب والأصدقاء والأشياء المألوفة مع صعوبة فهم وترجمة الأحداث وعدم القدرة علي أن يجد المريض طريقه داخل المنزل مع مشاكل في المشي وتكرر الوقوع وفقد التحكم في المثانة والأمعاء وقد يحدث من المريض سلوكا غير لائق علانية ثم يصبح المريض قعيداً إلي كرسي ذي عجلات أو في الفراش ولا يغادره مع فد الإدراك لوظائف الأعضاء والمشاعر والإحاسيس مع مشاكل الأسئلة المتكررة، والسلوكيات المرفوضة والخطرة أحيانا والبكاء والضحك.. مع التوهم والهلوسة بالإضافة إلي فقد النقود والأشياء الثمنية. والتعامل مع المريض يكون بالتأقلم وتقبل الأمر الواقع مع تنظيم رحلات والمشي ويجب أن تقوم مؤسسات الرعاية بدورها بتنظيم برامج لأنشطة المرضي مثل الموسيقي والرقص والغناء ويجب تجنب المواجهة مع المريض مع تشجيعه والثناء عليه مع ترتيبات الذهاب للحمام أو لدورة المياه ومساعدة المريض علي الوقوف والمشي مع الإسعافات العاجلة عند استدعاء الحاجة، لذلك، واستخدام الأدوية المعروفة لهذا المريض في مرحلة عمره القاسية.. هذا ويجب أن تقسم الأدوار علي جميع الأسرة والأهل والمتطوعين مع تجنب الإساءة للمريض تحت أي ظرف مع الاهتمام بتنفيذ تعليمات الأطباء والقائمين علي الرعاية من الجمعيات الخيرية. «استشاري الطب النفسي» [email protected]