التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزارة الخارجية الليبية، وسفيرها بالقاهرة، باتت تتسم بالتخبط والعشوائية في تصريحات مسئوليها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتنسيق مع مصر بشأن العمالة النازحة عبر جربا في تونس. في مثال صارخ للتخبط والعشوائية في التصريحات، قال محمد عبدالعزيز وزير الخارجية الليبي عن أزمة المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية، إن المسألة في طريقها إلى الحل بفضل التنسيق بين تونس وليبيا والقاهرة. وأضاف أن هناك اتفاقًا توصلوا إليه من أجل تقديم تسهيلات للنازحين المصريين من ليبيا، مشيرا إلى أن العملية فيها نوع من البطء لأن الإمكانيات محدودة جدًا. أما سفير ليبيا بالقاهرة محمد فايز جبريل فقد اتهم الإعلام المصري بالتضليل وتضخيم الأحداث، حيث قلل من أزمة النازحيين المصريين العائدين من ليبيا، متهمًا الإعلام في مصر بتضخيم القضية عبر تصوير أن هناك نزوحًا جماعيًا وهو غير حقيقي. وأضاف أن أعداد المصريين في ليبيا يزيدون عن المليون ونصف مواطن ينتشرون في كل بقاع ليبيا، لم يتحرك منهم لمغادرة البلاد سوى 5 آلاف شخص، مؤكدًا أنه لا يوجد تنسيق مناسب بين السلطات المصرية والليبية والتونسية و"هو ما خلق حالة الفوضى التي رأيناها" بحسب قوله. يذكر أن ليبيا لا تزال تبحث عن الاستقرار، رغم مرور أكثر من عامين على سقوط نظام القذافي، ومنذ ذلك الحين، اختفى الأمن من شوارع البلاد، التي باتت مسرحًا للمليشيات التي تفرض سيطرتها حتى على الحكومة ذاتها، وغابت عنها كثير من مظاهر السيادة الطبيعية.