يواصل تنظيم داعش أعماله الإرهابية ضد سكان مدينة الموصل العراقية, وأبلغ حاكم الموصل المعين من قبل داعش سلمان الفارسى, مسيحيي الموصل بوجوب اعتناق الدين الإسلامى أو دفع جزية تقدر ب450 دولار لأى عائلة ترغب فى البقاء بالموصل, وعقب ذلك قامت داعش بالاستيلاء على المحلات التجارية ووضع علامتها عليها كدليل على سيطرتها الكاملة علي المنطقة، وفرضت خروج العائلات المسيحية من المنطقة بملابسهم فقط وبدون أى أموال. وفي هذا الصدد استطلعت بوابة الوفد آراء عدد من شيوخ الأزهر حول ممارسات داعش وكان التقرير التالي : في البداية أدان أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الأعمال الإرهابية لداعش ضد سكان الموصل العراقية بعدما قاموا بإرغام المسيحيين على اعتناق الإسلام عنوة أو دفع جزية 450 دولارا أو يقتلوا. كما أكد كريمة أن ما حدث لمسيحيي الموصل أمر تُنكره كل الأديان السماوية وجميع الأعراف، لكن قبل أن نحاسبها لابد من محاسبة الولاياتالمتحدة راعية الإرهاب فى المنطقة، مضيفا أن الهدف من أعمال داعش إثارة فتن فى المجتمعات الإسلامية. وأشار كريمة إلى أن الإسلام يرفض مثل هذه الأعمال فى حق أهل الكتب السماوية, مضيفا أن أشقاءنا المسيحيين هم الذين يدفعون الثمن الآن لأعمال داعش الإرهابية حيث قاموا بالهروب من المنطقة للنجاة بأرواحهم، مستنكرا الصمت من قبل الكنيسة الكاثوليكية والمنظمات الدولية التى لابد لها من التحرك للدفاع عن أهالى الموصل العراقية لما يشهده من اضطهاد وتطرف دينى. وأضاف أستاذ الشريعة الإسلامية أن أعمال داعش بمسيحيي الموصل, أدت لإدخال الرهبة فى نفوس من يريدون اعتناق الإسلام قائلا "داعش ليست إسلامية" كما تزعم, لأن تعاليم الدين الإسلامى تتسم بحسن الخلق ومعاملة أهل الكتاب معاملة حسنة، موضحا أن داعش هم مرتزقة أرسلتها أمريكا عن طريق ليبيا وهى قوى مخابراتية صهيونية أمريكية يخططون لحرب عالمية ثالثة. واتفق معه فى الرأى عضو مجمع البحوث الإسلامية عبد العزيز النجار؛ حيث أوضح أن أعمال داعش تجاه مسيحيي الموصل المقصود منها ليس تنفيذ شرع الله كما يعلنون، لكن لإثارة البلبلة وعدم التعايش مع الآخر. وبين النجار أن الجزية كانت تأخذ من المسيحيين فيما مضى مقابل أن المسلمين يدافعون ويهتمون بمصالحهم، لكن لطبيعة التوزيع السكانى تغير الوضع وأصبح المسيحيون والمسلمون شركاء فى مجال التنمية بكافة أنواعها لبناء الوطن والعمل على رقيه وتقدمه وليس هناك مبرر لفرض الجزيئة الآن. وذكر عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مثل هذه الأعمال التى لا تمت لتعاليم الدين الإسلامى بأى صلة وتُنفر كل من يرغب فى اعتناق الإسلام, وهذا هدف هؤلاء المتشددون والغير مالكين لحجة وبرهان الدين الأسلامى,الذين يقفوا فقط عند حدود النص وينفذوا اجندات لتشوية الإسلام. وفى السياق ذاته قال محمد أبو ليلة رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر إن ما طبقته داعش من الدخول فى الإسلام عنوة أو دفع جزية 450 دولار او القتل كلام لا يمت الإسلام بشىء. وتابع أن ما يحدث لمسيحى الموصل العراقية تعسف دينى لأن المسيحيين والمسلمين شركاء فى الحضارة الإسلامية والجزية كانت تدفع مقابل خدمات من أجل مشاركة الدولة ولكن بممارسة الحرية الدينية الكاملة، الجزية ليست باطلة ولكن تأخذ بأشكال أخرى.