ردت روسيا بعنف على العقوبات الامريكية والاوروبية الجديدة المتخذة ضدها بسبب تورطها في الازمة الاوكرانية حيث تتواصل المعارك، مؤكدة ان البلدان الغربية ستصاب ب "خيبة امل كبيرة" ومهددة اياها برد "مؤلم". وسارع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الى وصف هذه الدفعة الجديدة من العقوبات بأنها تشكل "فضيحة" و"غير مقبولة على الاطلاق"، متوعدا برد "ستتلقاه واشنطن بطريقة مؤلمة". واضاف "لا نسعى الى تأثير ظرفي ولا نرغب في نسخ طرق الادارة الاميركية ... لن نرد على الاستفزاز وسنتصرف بهدوء". وأتبع رد الفعل هذا خلال الليل برد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث عن "مأزق" وعن "اضرار خطرة" على العلاقات الروسية-الاميركية. لكنه قال "من المؤسف ان يتبنى شركاؤنا هذا النهج. لكننا لم نغلق الباب امام المفاوضات بهدف الخروج من هذا الوضع". من جهتها، كتبت وزارة الخارجية الروسية في بيان "اذا كانت واشنطن تنوي تدمير العلاقات الروسية-الاميركية، فلتتحمل هي مسؤولية ذلك". واضافت ان "لغة العقوبات ايا يكن حجمها غير مجدية مع روسيا"، واعتبرت هذا الموقف "ابتزازا" و"انتقاما" تمارسهما الولاياتالمتحدة. وقد شددت الولاياتالمتحدة مساء الاربعاء عقوباتها ضد روسيا التي تتهمها بدعم الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون القوات الاوكرانية في شرق البلاد منذ اكثر من ثلاثة اشهر. واضافت واشنطن على لائحتها السوداء المجموعة النفطية الروسية العملاقة روسنفت التي جمدت ودائعها في الولاياتالمتحدة بينما لن يسمح للشركات الامريكية بعد الآن بعقد صفقات معها. وبين الشركات الروسية التي استهدفتها العقوبات الاميركية مصرف غازبروم الغازي العملاق "جازبرومبنك" والبنك الروسي العام "فيب". وتساءل بوتين ان الامريكيين "يتسببون بخسائر لاكبر شركات الطاقة لديهم وكل ذلك من اجل ماذا؟". من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ان "التاريخ اثبت ان مثل هذه العقوبات لم تؤد الى تركيع احد". وتراجع مؤشرا بورصة موسكو بعيد فتح الجلسة صباح الخميس غداة الاعلان عن عقوبات غربية جديدة على روسيا مرتبطة بالازمة في اوكرانيا. وحوالى الساعة 6,30 تغ، انخفض مؤشرا سوق المال الروسية ميسيكس المسعر بالروبل وال"ار تي اس" (بالدولار) 2,03 بالمئة و3,26 بالمئة على التوالي. كما انخفض الروبل عند الافتتاح ليساوي 34,8 روبلا للدولار الواحد و47,1 لليورو. واتخذ الاوروبيون من جهتهم عقوبات اقل حجما فجمدوا برامج يقوم بها في روسيا البنك الاوروبي للاستثمار والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية. وقالت الخبيرة المستقلة ماريا ليبمن في موسكو "في اوروبا كثير من المعارضين للعقوبات وتأمل روسيا في اقناع الاوروبيين بالتراجع عن اتخاذ تدابير جذرية". واضافت ان "الولاياتالمتحدة لم تحقق هدفها الذي يقضي بتشكيل جبهة مشتركة من الغرب ضد روسيا. التباينات مستمرة وستواصل موسكو القيام بمحاولات لاستخدامها". وقرر الاتحاد الاوروبي من جهة ثانية استهداف "كيانات" بما فيها الروسية، وهي متهمة بأنها تقدم دعما "ماديا وماليا" للتحركات التي تهدد او تنسف سيادة اوكرانيا، لكن لائحته المحددة لن تكتمل قبل نهاية يوليو، كما ذكر مصدر ديبلوماسي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نشعر بالاسف لانسياق الاتحاد الاوروبي وراء ابتزاز الادارة الاميركية خلافا لمصالحه". من جهته، رحب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الخميس بالعقوبات الجديدة التي اتخذها المجلس الاوروبي ضد روسيا، معتبرا انها "خطوة مهمة في دعم سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا واستقلالها". الا ان الرئيس الاوكراني الذي قام هذا الاسبوع بحملة ديبلوماسية كثيفة للحصول على دعم حازم من الاتحاد الاوروبي حيال روسيا، لم يعلق على العقوبات الاميركية المعلنة ضد روسيا مساء الاربعاء والتي تبدو اقسى من التدابير الاوروبية. ميدانيا، تواصلت المعارك الخميس خصوصا حول دونيتسك ولوغانسك على رغم الهدوء النسبي الاربعاء وقد نقل المتمردون مئات من سكان دونيتسك بالحافلات من المدينة الى روسيا. والجهود الديبلوماسية المتعثرة حتى الان، استؤنفت باعلان اثنين من القادة الانفصاليين مساء الاربعاء عبر الفيديو عن انشاء "مجموعة اتصال" حول اوكرانيا (منظمة الامن والتعاون حول اوروبا واوكرانياوروسيا" التي ستلتئم بمشاركة متمردين مساء الخميس او الجمعة.