ببساطة شديدة جدا يستطيع أي أنسان مهما كانت ثقافته أو درجته العلمية أو خبراته السياسية أن يكتشف المخطط الساذج لإحراج مصر ودفعها لاتخاذ قرارات متسرعة لن تصب إلا في صالح إسرائيل فقط.. فلا يمكن لاحد ان يزايد علي الدور المصري في القضية الفلسطينية، ولا فيما تقدمه مصر من مساعدة للقطاع وأهالي غزة، وقد صدر قرار فتح المعابر لاستقبال الجرحي والمصابين خلال ساعات من الهجوم البربري علي غزة، ودفعت مصر بالعشرات من سيارات الاسعاف لاستقبالهم، في الوقت الذي لم نسمع فيه صوت واحد لاي من الجماعات الجهادية التي تتباري في اطلاق التهديدات والوعيد لمصر وجيشها، وعندما علت الاصوات بالتساؤل عن هذه الجماعات كان الرد المضحك الهزلي، الذي عراهم وكشف زيفهم امام العالم حينما قالت داعش: «ان الله لم يأمرنا بعد بقتال اليهود.. وأن هدفنا الاول هو القضاء علي الدول العربية اولا وعلي رأسها مصر وجيشها ..لنقيم دولة الخلافة الاسلامية.. ثم نحارب اليهود».. وتكتمل المهزلة عندما تتحرك وسائل الاعلام الامريكي وتهاجم مصر، لموقفها السلبي من غزة حسب زعمهم لتؤكد ان المعزول مرسي كان افضل في التفاوض مع إسرائيل حول الهجوم علي غزة، ولا أعرف ما الجديد فيما يقولون، فالجميع يعرف ان العلاقات بين إسرائيل والاخوان كانت علي اكمل وجه، ومن منا ينسي خطاب مرسي الشهير الذي وجهه لنتنياهو عقب تولي مرسي الحكم، وكم حمل من معاني الود والحميمية، فإسرائيل وحماس وجهان لعملة واحدة وهذا امر معلوم للعالم، كما ان مرسي كان سيسلم سيناء لحماس وهذا ما تتمناه إسرائيل منذ الازل، فكيف لا تتفاوض معه وتنفذ له ما يريد؟ وبمنتهي الغباء جاءت تصريحات الصحف الغربية لتؤكد علي ما تقوم به إسرائيل من مسلسل ساذج وهابط بين الحين والاخر للضغط علي مصر لتسليم سيناء لحماس، وهو الامر الذي تدركه مصر جيدا وتحبط مخططات نجاحه كل مرة، خاصة الرئيس السيسي الذي كان مجيئه مضحدا لكل مخططاتهم واهدافهم، وللاسف وللمرة المليون تخطط إسرائيل وتنفذ خططها مع حماس ويكون الضحية اهالي وابناء غزة، الذين يدفعون من دمائهم وارواحهم ثمنا لغباء حماس وإسرائيل، وكالعادة ايضا يقف الجميع متفرجا، دول وجماعات، واشخاص، فقط يتساءلون اين مصر؟ السيد خالد مشعل يشجب ويناضل ضد إسرائيل من مضجعه المرفه في قطر، وأردوغان يقف ويؤكد حزنه وانفطار قلبه علي الغزاوية ويذرف الدموع من تركيا علها تكون بلسما علي أهالي غزة الذين يحترقون يوميا بنيران القذف الإسرائيلي، أما حماس العظمي فصواريخها ابدألا تجرح جندي إسرائيلي واحد، وغالبا ما تضل طريقها في الصحراء، ولا يختلف الأمر كثيرا عن انصار بيت المقدس، أو جبهة النصرة، ولا حتي تنظيم القاعدة، فجميعهم يتابعون الموقف عن بعد وهم يذرفون الدموع انهارا علي الغزاوية، ويدفعون أذرعهم لعمل مظاهرات ووقفات احتجاجية داخل مصر والدول العربية، وهذا خير نضال. وبالطبع تدار مخططات وتحاك مكائد علي جوانب أخري، مثل الاسراع في تقسيم العراق، وسوريا، وليبيا.. وسط انشغال العالم بما يحدث في غزة، لنصحوا عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي علي كابوس التقسيم وقد انتهت كل أركانه.. ولا عزاء للاغبياء ويحيا اتحاد الشياطين «أمريكا - إسرائيل - حماس - قطر - إيران».