تدور الكثير من الحوارات والنقاشات بين الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية، علي المستويين الفلسطيني والإسرائيلي، حول مستقبل العلاقة بين حماس، والدولة العبرية. والحق يقال أن شكل العلاقة بين الطرفين ليس فقط مرتبطا بهما وحدهما، ولكنها ملفات شائكة ومعقدة، والتي بدورها تؤثر سلبا علي طبيعة وشكل العلاقات بين الدول العربية وحماس. حركة حماس شئنا أم أبينا في طريقها إلي الهاوية، بقدر تورطها في مستنقع الخزي والعار. وذلك ليس لاعتبارات سياسية، ولكن لقناعات شعبية ودولية. فوصلت مبتغاها في سلطة غزة، بالقوة وليس بالانتخاب، فقامت بالإنقلاب المسلح علي السلطة الفلسطينية. فسيطرت علي 1% من قطاع 'غزة' والباقي تستحوذ عليه إسرائيل. والأمر الذي لم يعد سرا أن الرغبة الجامحة المتصاعدة التي تحيط بزعماء وقادة حماس، تتجاوز أي رغبة بإزالة حكم السلطة الفلسطينية وفتح وإسقاطهما، بل ومحوها من الوجود! السؤال الذي يطرح نفسه علي صناع القرار في إسرائيل، ما الذي يجبرهم علي تنسيق الاتفاقيات وعقد الصفقات مع حماس منذ تأسيسها برعاية تل أبيب؟ الإجابة علي هذا السؤال الديناميتي 'الملغوم' ليس علينا ببعيد، ولا يحتاج إلي تفكير. فصناع القرار في إسرائيل يرون أن الإقدام علي التفاوض مع حماس، من شأنه يقوم بإعادة تنظيم الصفوف، ومراجعة الخطط، والتهيؤ لمخططات مستقبلية. وكذلك اللجوء للحوار مع حماس، يسجل نقاطا إضافية لإسرائيل، ويعود عليهم بنتائج كبيرة علي المدي البعيد.وتوفير شريكا قويا لهم، وذلك بسبب قناعات توصل إليها الاستراتيجيون اليهود، الذين واكبوا التطور التاريخي للحركة، والذي يعطي كثيرا من الفوائد السياسية لإسرائيل. حيث أن فنادق المفاوضين وخنادق المقاومين هي التي تحسم الصراع. وهنا لابد من كشف المخطط والتعاون بين حماس وإسرائيل والإخوان وقطر لإقامة دولة 'غزةوسيناء'. هذا المخطط قديم منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، الذي رفض الأمر تماما، كما رفضه من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، ليجد قبولًا لأول مرة في عهد الرئيس 'المعزول' محمد مرسي. تقارب المصالح بين حركة حماس وإسرائيل، كانت نواة لسعيهما لتنفيذ المخطط، بيد أن حماس تسعي أن تكون دولة 'غزةوسيناء' وطنًا للقاعدة، بينما تريد إسرائيل نسف القضية الفلسطينية بهذا المخطط. وطلبت حماس رسميا في عهد الإخوان الموافقة علي إقامة منطقة حرة بين غزةوسيناء، كان بداية المخطط علي أرض الواقع. حيث أن الطلب كان يحتوي علي مئات الآلاف من الأفدنة لتنفيذ إقامة المنطقة. وهنا أحب أن أذكر بسعي حماس والإخوان لتنفيذ مخطط دولة 'غزةوسيناء' وهو التصريحات التي تم تسريبها للرئيس المعزول، علي سعيه للموافقة لفتح السفارة الإسرائيلية، وترحيب المعزول بإقامة مخيمات للفلسطينيين في سيناء. ومن هنا يظهر لنا جليا أن 'الإخوان وحماس' لم ولن يعرفا معني الإنتماء الوطني. لذلك وجدت إسرائيل في حماس المنفذ والملاذ الأخير لها لتنفيذ مخططها، بعد فشل محاولات إسرائيل مع كل الأنظمة السابقة. بينما وجدت الخطة دعما كبيرا من المعزول مرسي في عهد الإخوان. وبالطبع معروف لدي الجميع ولا يخفي علي أحد أن قطر هي الدويلة الوحيدة التي تقف وراء المخطط الحمساوي الإخواني الإسرائيلي. وتصريحات الرئيس 'المعزول' الخائن، أنه كان يتمني فتح سفارة لغزة في مصر، فضح نفسه ومخططه، وهو ما يعني أن الإخوان كانت تسير في إتجاه تنفيذ المخطط الإسرائيلي. كما أن تطاول حماس علي مصر بالفعل من خلال التفجيرات، والقول من خلال الجزيرة، كانا إمتدادًا للمخطط الإخواني، المدعوم أمريكيا وإسرائيليا، بمعاونة قطرية تركية. وضمن الأخطاء والمصائب والكوارث التي غرقت فيها حماس والإخوان، هي الإضرار بالدين، وتشويه سماحة الإسلام، والمتاجرة بالقضية والشعب الفلسطينيين، والاستعانة بالإرهابيين لاستهداف جيش مصر العريق، مستغلين إنشغال الجيش بالمشاكل الداخلية. وتحويل معسكرات حماس لتدريب الإرهابيين، وحفر الأنفاق لتهريب المفجرين والسلاح الذي يوجه في صدور المصريين، ولا يضعون اعتبارًا لدور مصر التي ضحّت في سبيل قضيتهم بأكثر من 121 ألف شهيد أثناء حرب الجيش المصري الذي خاضها من أجلهم. ووصلت الوقاحة من الدرجات أعلاها ومن النداءات أدناها لحركة حماس، فتجرأت هذه الحقيرة علي تهديد الجيش المصري، لهدم الجيش للأنفاق، فهدم ما يقرب من 1000 نفق، كبدت قيادات حماس خسائر مالية ومعنوية وسياسية وإرهابية كبري. فتظاهرت حماس أمام معبر رفح، محاولات رخيصة من جانب حماس، ومزايدة علي دور مصر في رعاية أهالي غزة، مع العلم أن الهدم يهدد أيضا بيزنس قيادات حماس. هذه الأنفاق تحوّلت إلي ما يشبه جحور الفئران، وتحوّلت إلي شبكات واسعة تحت الأرض، والكثير منها وصل عمقه إلي 12 مترًا، ضبط بها كميات هائلة من أسلحة الهاون، وال آر بي جي، وصواريخ مضادة للطائرات، وأطنانًا من المتفجرات، التي كانت ستوجه ضد جيشنا الوطني. والجيش المصري لا يعتدي علي أحد خارج حدوده، ولكن من يحاول أو يفكر البدأ بذلك سيغضب الجيش، وإذا غضب فلا تحدث عن النتيجة.. فتحية لجيش مصر العظيم الذي يستأصل الورم السرطاني الإرهابي في البلاد، وقطع أي رأس تحاول تهديد أمن وسلامة مصر، وسوف لا نسمح بتكرار الأعمال الإجرامية الحمساوية الإسرائيلية القطرية الإخوانية التركية في مصر. عميد النادي الدبلوماسي الدولي [email protected]