قال رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ، إنه سيكون من المستحيل تقريبا أن يعود العراق إلى الوضع الذي كان قائما قبل الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الموصل، معتبرا أن منح السنة منطقة مستقلة خاصة بهم هو الحل الأفضل. وأضاف بارزاني -في مقابلة مع " بي بي سي " نشرها موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني اليوم الثلاثاء-" نحن ننظر إلى العراق ما قبل أحداث الموصل وبعدها ، وأعتقد أنه من الصعب أن يبقى كما كان سابقا، ورأى أن حل الأزمة التي تمر بها البلاد حاليا ، ليس عسكريا حيث إن طرفى النزاع بحاجة إلى حل سياسي وإلى عملية سياسية وأفضل حل هو احتواء المكون السني في العملية السياسية لأنهم يشعرون بأنهم خارجها ومنبوذون منها. وحول طبيعة تكون العناصر المسلحة ، قال بارزاني إنهم "تكونوا نتيجة للسياسة الخاطئة التي تنتهجها بغداد تجاه السنة فهم يشعرون بأنهم منبوذون وأعتقد أنه يتوجب على بغداد إقناعهم بالمشاركة في العملية السياسية، إذ لا توجد ثقة بينهم وبين المالكي، كما لا توجد ثقة بين المالكي والكرد وحتى بين الشيعة أنفسهم، لذا بمنظوري الشخصي أعتقد أن الأمر صعب. وبشأن الدور الأمريكي، أوضح نيجيرفان بارزاني، أن الولاياتالمتحدة بإمكانها مساعدة العراق ليس من الضروري أن تقوم بارسال قوات آلية فهناك طرق كثيرة يمكنها من خلالها مساعدة العراق لكن عليها أن تقرر أولا أنها تريد مساعدته، مستدركا بالقول ، إذا عادت الأمور إلى نصابها من دون المالكي وأعتقد أنه لا حاجة للمساعدة الأمريكية. وفيما يتعلق بسيطرة قوات البيشمركة على المناطق التي انسحب منها الجيش العراقي ، قال بارزاني ، أولويتنا هي حماية مناطق كردستان ، مشيرا إلى أن الجيش العراقي ليس بإمكانه حاليا القيام بهذا الدور لكن عليه البدء بتحمل المسئولية ومساعدة السنة والقبائل السنية، مؤكدا أنه حينها يمكنهم الإمساك بزمام الأمور. وبالنسبة لاحتمال تقسيم العراق ، قال بارزاني، لا أعتقد أن العراق بإمكانه البقاء متحدا ، فالعراق قبل أحداث الموصل يختلف عن العراق بعد أحداث الموصل ، وأضاف ، نحن الآن بحاجة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات وإيجاد حل للأمور ، لكننا لا نعتقد أن العراق سيعود إلى عهده الذي سبق أحداث الموصل. يذكر أن العراق يشهد تدهورا أمنيا ملحوظا بعد سيطرة مسلحين من تنظيم داعش على محافظة نينوى وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها ، مما اضطر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد.