إن مصر دولة عظيمة وتستحق أن يكون لها رئيس قوى يستطيع أن يعبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الإرهاب الأسود والمؤامرات الداخلية والاقليمية والدولية التى تحاك ضد مصر، وأن يكون له قراره المنفرد لصالح هذا الوطن بعيدا عن أى ضغوط أو تدخل خارجى فى شئوننا الداخلية. وهذه الصفات تنطبق على المشير عبدالفتاح السيسى فهو رجل قوى ووطنى ويحظى بحب كبير وشعبية كاسحة من الشعب المصرى، فهو يجمع بين شعبية وكاريزما الرئيس جمال عبدالناصر وبين صفات الرئيس السادات كرجل دولة وسياسى له رؤية ثاقبة، كما أنه مثل عبدالناصر والسادات ينتمى إلى المؤسسة العسكرية المصرية وهى مؤسسة وطنية ومنضبطة ومنظمة انحاز إلى جانب الشعب المصرى بقيادة المشير طنطاوى فى ثورة 25 يناير وبقيادة المشير السيسى فى ثورة 30 يونية. ومما لا شك فيه أن الامبريالية العالمية والصهيونية يزعجها كثيرًا أن يرأس مصر رجل قوى ذو خلفية عسكرية مثل السيسى، وأذكر أننى عندما كنت أحضر مؤتمرًا دوليًا فى سويسرا فى يوليو 2011 - أى فى أعقاب ثورة 25 يناير المجيدة بعدة شهور - وفى إحدى الجلسات بعد أن قدمت ورقة بحثية عن ثورة الربيع العربى فى مصر والتى حضرها السفير محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية.. وفتح الباب للمناقشة سئلت من أحد الحاضرين عمن يصلح لرئاسة مصر؟ قلت: «إن مصر دولة قوية ويجب أن يكون رئيسها قوياً ولذلك فأنا أرى أن مصر لا يصلح لها سوى رجل عسكرى، خاصة وأننا عندما قمنا بثورة 25 يناير لم يكن هذا ضد مبارك لأنه شخصية عسكرية وإنما - كما ذكرت فى ورقة بحثى - كان هذا ضد الفساد الذى ساد خاصة من قبل رجال الأعمال».. وقبل أن أكمل حديثى، فإذا بسيدة من الحاضرين عرفت نفسها بأنها من قيادات حزب العمل الإسرائيلى، ودون أن تأخذ إذناً بالكلمة وجدتها تقاطعنى وتتحدث بصوت عال وبعصبية شديدة قائلة: «كيف أن أستاذة العلوم السياسية تريد رئيساً عسكرياً لمصر وأنت تعلمين أن المؤسسة العسكرية فى أى دولة هى مؤسسة ديكتاتورية وأنتم قمتم بثورتكم من أجل الديمقراطية». قلت لها: «هذا صحيح أن أحد أهداف ثورتنا هو اقامة نظام ديمقراطى ولكن عندما نضع دستور مصر ونحد من سلطات رئيس الجمهورية ونحدد فترتين فقط للرئاسة فإن أى رئيس عسكرى لا يستطيع أن يكون ديكتاتورا، كما أن الحكم الديكتاتورى لا يشترط أن يكون من قبل رئيس عسكرى، فجنرال شارل ديجول كان رجلاً عسكرياً وكان رئيسا عظيمًا لفرنسا ولم يكن مستبدا، كما أن بشار الأسد ليس رجلاً عسكرياً بل طبيب عيون يفترض فيه الرقة والرومانسية ومع ذلك فنظامه من أبشع النظم الديكتاتورية ويقتل شعبه بلا رحمة». لم تعلق السيدة الإسرائيلية على كلامى، ولكنها فى جلسة أخرى عن القضية وفى مداخلة لى قلت إن الفلسطينيين يجب أن يذهبوا إلى الأممالمتحدة لإعلان دولتهم كدولة مراقب غير عضو بالمنظمة الدولية لأن المحادثات بين الفلسطينيين وإسرائيل استمرت عقوداً طويلة ولم ولن تأتى بنتيجة، فإذا بالسيدة الإسرائيلية تقول: «إن أستاذة العلوم السياسية تزيف التاريخ فلم تمض عقود على المحادثات ويجب ألا يذهب الفلسطينيون إلى الأممالمتحدة لأن ذلك يقضى على فرص السلام» وعندما رفعت يدى لأخذ الكلمة لأرد عليها، قال لى السفير.. محمد شاكر الذى كنت أجلس بجواره: «د. أميرة لا تعلقى على كلامها فعلى المنصة سيدة فلسطينية يجب أن تدافع هى عن قضية بلدها».. ثم أعلن رئيس الجلسة انتهاءها، ربما تكون ثورة السيدة الإسرائيلية وعصبيتها فى الجلسة الخاصة بفلسطين لها ما يبررها حتى ولو كانت هى التى تزيف التاريخ وليس أنا، ولكن لماذا ثارت وتحدثت بعصبية فى الجلسة الأخرى الخاصة بثورة الربيع العربى فى مصر عندما قلت إن مصر دولة قوية ويجب أن يرأسها رئيس قوى وأن الرئيس العسكرى هو الأنسب لمصر؟ أتصور أن الرسالة قد وصلت إلى الحاضرين فى هذه الجلسة عن سبب غضب السيدة الإسرائيلية.. فلا شك أن إسرائيل لا تستطيع أن تنسى هزيمتها فى حرب 1973 تلك الحرب التى وضع استراتيجيتها بطل الحرب والسلام الرئيس أنور السادات هو وقادة الجيش المصرى العظيم ونفذها رجال جيش مصر البواسل. وبعد.. فإن المشير عبدالفتاح السيسى - رجل مصر القوى - هو الأنسب لهذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر، ففضلا عن المؤامرات الخبيثة فهو يواجه مشكلات متراكمة منذ عقود طويلة، مع ضرورة أن يعى الشعب المصرى العظيم أن السيسى ليس لديه عصا موسى السحرية ليقضى بها فى لحظة على مشاكل مصر المستعصية والمتراكمة فلا يحمله ما لا طاقة له به، وعلى الشعب أن يجد ويعمل ليساعده، كما أن على رجال الأعمال الشرفاء الذين كونوا ثروات طائلة من خير هذا البلد أن يردوا الجميل ويدعموا الاقتصاد المصرى ليساعدوا رئيس مصر فى تجاوز هذه المحن التى يواجهها وطننا. وأخيرًا نقول.. إن شعور السيسى بمدى حب الشعب له وأمله فيه - بعد الله سبحانه وتعالى - سيجعله يعمل كل ما فى وسعه من أجل أن يسعد هذا الشعب الذى أحبه، خاصة وأنه رجل مؤمن ويكفى أن دول الغرب تلقبه ب «الجنرال المتدين».. ولذلك.. ولكل ما سبق فهو أفضل رئيس لمصرنا الحبيبة العظيمة. أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية