محافظ البحيرة تشهد فعاليات مبادرة «YLY»    محافظ سوهاج يوجه بمتابعة استعدادات المبادرة الرئاسية «بداية»    البيت الأبيض يكشف تفاصيل مكالمة بايدن مع ترامب    محافظ قنا يشهد فاعليات اختبارات الموسم الثالث لمشروع كابيتانو مصر    أحمد فتوح.. من الإحالة للجنايات حتى إخلاء السبيل| تايم لاين    مناقشة رواية «أصدقائي» للأديب هشام مطر في مهرجان «فيستيفاليتريتورا» الإيطالي    استخدام جديد للبوتكس: علاج آلام الرقبة المرتبطة بالهواتف المحمولة    طبيب أعصاب روسي يحذر من آثار تناول القهوة    ثروت سويلم: سيتم الإعلان عن شكل الدوري الجديد وسيكون مفاجأة    طارق الشناوي عن خلاف عمرو مصطفى ودياب: تبديد للطاقة.. الهضبة اخترق حاجز الزمن    الغرف السياحية: أقل عمرة تبدأ من 32 ألف.. والضوابط الجديدة أدت لزيادة الأسعار    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    عاجل - ارتفاع.. حالة أسعار الذهب اليوم    عاجل| غوتيريش: "لا تبرير للعقاب الجماعي للفلسطينيين"    وفاة أربعيني غرقًا في بحيرة زراعية بالوادي الجديد    بلينكن يزور مصر للمشاركة في رئاسة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي    هبوط مفاجئ ب924 جنيهًا .. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 (تحديث)    عاجل - استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري قبيل اجتماع الفيدرالي الأمريكي    أحمد سليمان: الزمالك يدعم فتوح.. وحسم موقف اللاعب من المشاركة في مباراة السوبر    كرة نسائية - رغم إعلان الأهلي التعاقد معها.. سالي منصور تنضم ل الشعلة السعودي    محسن صالح: كنت أتجسس على تدريبات المنافسين لهذا السبب    أحمد سليمان: الزمالك يدعم فتوح.. واللاعب خارج مباراة السوبر    "ريمونتادا" رايو فاليكانو تهزم أوساسونا في الدوري الإسباني    «بعد زيارة مدبولي».. عمرو أديب: العلاقات المصرية السعودية دائما قوية مبهرة وجبارة    الشرطة الفنلندية توقف 3 أشخاص يشتبه بتورطهم في أنشطة لتنظيم داعش    حزب الله يستهدف ثكنتين عسكريتين لجيش الاحتلال بصواريخ كاتيوشا    إصابة شخصين إثر تصادم دراجة نارية وسيارة فى بنى سويف    استبعاد مدير مدرسة اعتدى على مسئول عهدة في بورسعيد    المجلس القومي للشباب ببني سويف يحي ذكرى المولد النبوي الشريف    محافظ المنيا يشهد احتفالية الليلة المحمدية بمناسبة المولد النبوي    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    احتجاج آلاف الإسرائيليين بعد تقارير إقالة "جالانت" من وزارة الدفاع    خاص.. غزل المحلة ينجح في ضم "بن شرقي" خلال الميركاتو الحالي    الشوفان بالحليب مزيجا صحيا في وجبة الإفطار    قطر: الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثال صارخ لتردي وغياب سيادة القانون    المنافسة بالمزاد على لوحة "م ه م - 4" ترفع سعرها ل 13 مليون جنيه فى 6 ساعات    الإعدام غيابيا لمتهم تعدى على طفلة بكفر الشيخ    مصرع طالب سقط من قطار في منطقة العجوزة    ننشر صور ضحايا خزان الصرف الصحي بإحدى قرى المنيا    إبراهيم عيسى: 70 يوم من عمل الحكومة دون تغيير واضح في السياسات    أخبار 24 ساعة.. إتاحة رابط لتظلمات الدفعة الثانية بمسابقة 30 ألف معلم    سعر الزيت والأرز والسلع الأساسية بالاسواق اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024    وزير الثقافة يفتتح "صالون القاهرة" في دورته ال 60 بقصر الفنون.. صور    شيرى عادل عن الانفصال: أهم شىء أن يتم باحترام متبادل بين الطرفين.. فيديو    قرار من نقابة المهن التمثيلية بعدم التعامل مع شركة عمرو ماندو للإنتاج الفني    أحمد موسى: إحنا بلد ما عندناش دخل مليار كل يوم.. عندنا ستر ربنا    حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    الفوري ب800 جنيه.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وكيفية تجديدها من المنزل    نشأت الديهي: سرقة الكهرباء فساد في الأرض وجريمة مخلة بالشرف    تعرف على إحصائيات التنسيق الفرعي لمرحلة الدبلومات الفنية بمكتب جامعة قناة السويس    وكيل صحة الإسماعيلية تبحث استعدادات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    حدث بالفن| خطوبة منة عدلي القيعي ومصطفى كامل يحذر مطربي المهرجانات وعزاء ناهد رشدي    أسعار سيارات جاك بعد الزيادة الجديدة    «أمرها متروك لله».. شيخ الأزهر: لا يجوز المفاضلة بين الأنبياء أو الرسالات الإلهية (فيديو)    حصر نواقص الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى أبوتشت المركزي بقنا لتوفيرها    وحدة الرسالة الإلهية.. شيخ الأزهر يؤكد عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات: - تكريم مرسي للسادات كان بإيعاز من الجيش.. وفجعنا في الإخوان
في اول حوار لها مع الصحافة منذ حكم الإخوان
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 01 - 10 - 2013

وسط نفس الصور العائلية وعلى نفس المقاعد .. في غرفة الصالون ذاتها المطلة على نيل الجيزة، التي استقبلتنا فيها السيدة جيهان السادات في المرة الأولي، جاء لقاؤنا الثاني يوم الأحد الماضي. لقاءان يفصل بينهما عامان، جرت خلالهما مياه كثير في نهر الحياة المصرية، وكما كان لقاؤنا الأول مع السيدة جيهان انفراداً مطلقاً اختصت به الأخبار في أول مرة تتحدث فيها للصحافة والإعلام المصريين بعد عزوف طويل قطعته ثورة يناير، يأتي لقاؤنا الثاني اليوم انفراداً جديداً بعد عزوف آخر امتد طيلة العامين الماضيين منذ ان امتلأ المشهد المصري بالضبابية وسيطر الإخوان المسلمون على حكم مصر.. عزوف قطعته ثورة اخرى هي ثورة يونيو 2013
على وعد منذ لقائنا الأول بأن يتكرر هذا الحوار السنوي بمناسبة ذكرى اكتوبر وذكرى استشهاد الزعيم الراحل أنور السادات، إلا ان العام الماضي سقط من تقويم السيدة جيهان السادات حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود و ما ان ظهر الفجر المصري من جديد حتى نفذت وعدها لنا.
للحوار مع السيدة جيهان مذاق خاص يتسم بالرقي والأناقة وحلو الكلام وعفة اللسان والتسامي عن الصغائر مهما كان عمق الألم والبعد عن الإساءة مهما اتسعت شقة الخلاف. في هذا اللقاء الذي امتد لأكثر من ساعة ونصف قمنا معها بجولة طفنا فيها بذكريات الماضي البعيد والقريب، ودلفنا الى استطلاع رأيها في الشأن الداخلي المصري وعرجنا الى العلاقات الخارجية، وسوف تلحظ عزيزي القارئ نبرة استيائها من السقطة التي وقع فيها الرئيس السابق مرسي بدعوة قتلة السادات لحضور احتفالات اكتوبر التي تعتبر عُرس أنور السادات وتحيي وهج انتصار اكتوبر 1973 وترتبط بذكرى اغتياله على يد الغدر الذي مارسته بعض فصائل العنف التي تلصق صفة الإسلام باسمها. كما سيلحظ القارئ حماسها الشديد للفريق أول عبد الفتاح السيسي وتكرار ذكره في مواضع كثيرة حتي رداً علي الأسئلة التي لم يرد اسمه فيها.
++++++++++++
س: كيف رأيت احتفالات اكتوبر في العام الماضي التي ظهر فيها قتلة السادات على منصة الاحتفال بجوار الرئيس المصري؟
ج: الحقيقة لم تكن لائقة ولم يكن فيها اي نوع من المراعاة. لا استطيع التعبير عن مشاعر الحزن حين رأيت قتلة السادات مدعوين وحاضرين في الاحتفالات بنصراكتوبر الذي صنعه السادات وجنوده. ولم يكن لائقا ان نجد الزمر جالساً على المنصة وكان فيها رسالة سلبية فليس نصر اكتوبر هو المناسبة التي يُدعى اليها قتلة السادات، وكان من الممكن دعوتهم في يوم آخر قبله او بعده وفي اي مكان آخر ولو في منزله. 6 اكتوبر الذي أعاد فيه السادات وجنوده سيناء الى حضن الوطن
س: هل تتم دعوتك كل عام لحضور الاحتفالات الرسمية باكتوبر؟
ج: لا لم توجه لي الدعوة اطلاقا لحضور الاحتفالات الرسمية للقوات المسلحة ولكن ايام الرئيس السادات كنت احضر بصفتي زوجته. لكن كل عام من بعد وفاته نتوجه انا والأسرة الى الضريح ونقوم بإحياء الذكرى ولكن الدولة تنظم احتفالاً بالذكرى السنوية لوفاة السادات قبلها بيوم وكان يتخذ شكلاً رسمياً يدعي اليه ابني فقط ليمثل العائلة وكان هذا هو المعتاد من ايام الرئيس الأسبق حسني مبارك. حيث يحضر الرئيس او من ينوب عنه ويحضر وزير الدفاع ويأتي الناس من الأقاليم ومن كل انحاء مصر حتى من لا أعرفهم لإحياء الذكرى
وفي العام الماضي نظمت الدولة الاحتفال كالمعتاد قبل المناسبة بيوم يعني يوم 5 اكتوبر وطلب الرئيس مرسي حضوري فطبعاً كنت موجودة وحضر الرئيس السابق مرسي .. وبالعكس شعرت انه ابدى لفتة طيبة للسادات حين منحه وسام نجمة الشرف العسكرية وتأثرت جدا بهذه اللفتة.
س: لماذا .. هل اعتبرتِها نوعاً من الاعتذار لأن هذا الفصيل تحديدا مسؤول بشكل ما عن اغتيال السادات، أم رأيتِها نوعاً من رد الاعتبار للسادات؟
ج:بالضبط شعرت ان فيها نوعاً من الأسف وأيضاً التكريم وشعرت بالامتنان وشكرته على هذه اللفتة الطيبة طبعا، فوسام نجمة الشرف لم يمنحه الرئيس مبارك للسادات ولكن منحه مرسي، ولو اني مع ذلك اعتبر ان الفريق السيسي هو الذي وقف وراء هذا التكريم
س: لماذا تعتقدين أن الفريق السيسي هو الذي يقف وراء تكريم اسم السادات؟ ألم يؤد هذا التكريم بعد الاعتذار الذي أعلنه قتلة السادات الى نوع من المصالحة مع الفصائل الإسلامية خاصة وأنك في لقاء سابق معنا قبل عامين قلت انه من حق الزمر وآخرين الحصول على الإفراج بعد ان قضوا مدة محكوميتهم وكأنك تبرئينهم؟
ج: أقول هذا لأن الذي يتولى مسؤولية التكريم العسكري هو الجيش. وطبعا رئيس الجمهورية يملك هذا أنا لا أناقش في هذه المسألة ولكنى ارى ان ذلك تم بإيعاز من الجيش لأنهم (الإخوان) ليس لديهم فكرة التكريم.
تلتفت السيدة جيهان السادات وكأنها تتذكر شيئاً وتسألني باستنكار: مصالحة؟ وتستطرد: طبعا لا .. ليست هناك مصالحة فليس لدي أي اتصالات معهم، ولكني أقرأ في الصحف بعض المراجعات لهم واعترافهم بخطأهم بقتل السادات. وكلام من هذا القبيل ولكننا بعدها نجد أشياء أخرى.
س: مع هذا الشعور بالامتنان للرئيس السابق مرسي.. ألم يراودك شعور بالحرج مثلاً لأنك كنت تدعمين ترشح الفريق احمد شفيق للرئاسة منافساً له؟
قلت لمرسي: انا لم انتخبك
ج: لا إطلاقاً .. بالعكس لقد قلت له انا لم انتخبك. شوفي أنا زوجة رجل عسكري وحين يخوض رجل عسكري الانتخابات طبعاً لازم انحاز له دون تفكير وكان أمامي خياران: إما الإخوان او الدكتور شفيق فكان خياري بلا تفكير هو انتخاب الدكتور شفيق.
هكذا جرتنا السيدة جيهان الى حديث الانتخابات قبل الأوان الذي رتبته في قائمة أسئلتي! وفوراً بادرتها بسؤال
س: فقط إخترتِ الفريق شفيق لأنه رجل عسكري؟
وتجيبني: لا طبعا ليس هذا هو السبب الوحيد فهو بالإضافة لذلك شخص يُشهد له بأنه رجل محترم وكفء وكان وزيراً ورئيساً للوزراء وحتى الانتقادات التي وجهت للمطار الذي أنشأه لا تعني شيئاً فمجرد إنشاء المطار يدل على عسكريته وحسن أدائه، وانضباطه.
س: ألم تجدي في دعمك للدكتور فريق نوعاً من تحدي إرادة ثوار ينايرالذين أسقطوا نظام مبارك، وقد كان هو احد رجاله البارزين ونظر اليه الثوار باعتباره امتداداً لهذا النظام الذي أسقطوه، بينما أعلنتِ تأييدك لثورة يناير منذ بدايتها؟
ج: هذا صحيح لقد أيدت ثورة يناير ولكن لم يكن أمامي سوي خيارين إما هذا أو ذاك.
س: لفتت نظري صورة مهمة جداً جمعت بينك وبين السيدة منى ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في حملة دعم الفريق شفيق وكانت الدكتورة هدى عبد الناصر موجودة في ذات المناسبة، فهل يعني ذلك ان الأسر الرئاسية في مصرتنحاز للمرشح العسكري؟ وهل نفهم من ذلك أن المصالحة تمت بين أسرتي الزعيمين عبد الناصر والسادات على منصة احمد شفيق؟
ج: ليس بين اسرتي الزعيمين ما يستحق المصالحة. ابناء عبد الناصر دول ولادي مثلما أقول دائماً،. طبعاً هم أخطأوا ولكنهم تراجعوا عن هذا الخطأ.
أبادرها بسؤالي: فيم أخطأوا وكيف تراجعوا عن الخطأ؟
تجيبني بسؤال استنكاري: ألم تتهم هدى عبد الناصر الرئيس السادات بقتل والدها وزعمت انه أعد له فنجان قهوة مسمم؟ وبنفس لهجة الاستنكار تواصل: هو السادات كان يعرف يعمل قهوة؟ ولا حتى كان بيشربها؟ .. وتستكمل حديثها : لكن طبعاً ولادنا لما يغلطوا طبيعي ان نتسامح.وبعد ذلك كنا في عزاء وجاءت هي ( تقصد الدكتورة هدى عبد الناصر) الى عندي وقبلتني وتصافحنا وانا اعتبرت ذلك نوعاً من الاعتذار
أما عن الدكتور شفيق فأنا مؤمنة بكفاءة المرشح العسكري. أعرف ان هناك من ينادي بعدم انتخاب من له خلفية عسكرية لكن هذا الكلام كان يصلح في الماضي أيام عبد الناصر والسادات وأيضاً مبارك لأن العسكرية كانت توحي بغياب الديموقراطية وانتقاص الحريات ولكن اليوم اختلف الزمن ولم تعد العسكرية متناقضة مع الديموقراطية.. من الذي أتى لنا بحرية الإنسان المصري؟ انه الفريق أول السيسي .
س: ولكن الفريق أول السيسي لم يقد المسألة إنما استجاب لثورة الشعب وتجاوب مع مطالبه وقام بحمايتها؟
ج: هذا صحيح ولكنه أيضاً كان بمقدوره ألا يجازف بروحه او يخاطر بمنصبه وبرقبته وبحياته. لا طبعاً السيسي رجل شجاع وزعيم ووطني بالدرجة الأولي والتحم مع الشعب.
س: أراك تتحدثين بحماس عن الفريق أول السيسي، إذاً ماذا سيكون رأيك لو ترشح شفيق أمام السيسي؟
ج: لااااا ترشح السيسي يجُّب اي ترشح لآخرمدنياً كان او عسكريأ، وساعتها لن يجرؤ أي أحد على منافسته
يلفتني حماسها الشديد عند الحديث عن الفريق السيسي وأراها تذكر اسمه بتقدير كبير بين الحين والآخر مع انه لا ينتمي لجيل ضباط السادات ولا أعتقد ان جمعهما( السادات والسيسي) أداء عسكري .. فأسأل الدكتورة جيهان السادات : هل لك سابق معرفة بالفريق أول عبد الفتاح السيسي؟
وتجيبني بإصرار: أبداً لقد كانت المرة الأولى التي ألتقيه فيها في 6 اكتوبر الماضي، لكنه من المؤكد يشعر بالفخر لانتصار السادات وتحريره لمصر.
س: ألا تلاحظين أن أداء الفريق اول السيسي ومظاهر زعامته ترتبط أكثر بزعامة وأداء الزعيم الراحل عبد الناصر من حيث الوقوف في مواجهة الإخوان والغرب ضد محاولات السيطرة على مصر؟
ج: طبعاً الناصريين نشطاء أكثر ومنظمين، وبالتأكيد عبد الناصر كان زعيماً كبيراً ولا أحد ينكر شعبيته وحب الجماهير له فطبعاً هو (تقصد السيسي) واخد منه حاجة.. وأيضاً السادات زعيم هو الذي حارب وانتصر في 1973 ومن المؤكد انه يعتبره مثلاً أعلى أيضاً.. الإثنان مثلان يُحتذي بهما .. مصر لم تشهد زعامات منذ عبد الناصر والسادات.
مرارة ثلاثين سنة
التقط التلميح من جملتها الأخيرة وألمس نبرة من الأسى في صوتها، وحين أشير الى المرارة التي تغلف كلامها عند الحديث عن الثلاثين سنة الماضية هي أيام حكم مبارك، إذا بالتأثر والألم يبدوان على ملامحها وكأني ضغطت على جرح طازج لم يندمل. وتحاول ان تطيح بهذا الألم قائلة:
" أنا لا أحب ان اتحدث عن هذه الفترة كثيراً.. هي فترة "و.. عدّت" صحيح كان فيها قدر كبير من إيه....؟ تفكر في الكلمة المناسبة حتي تستحضرها وتقول: ليست مرارة كما تقولين فليس لدي مرارة من أحد ولكن تقدري تقولي انه العشم . فأنا لست عدوة لهذا الشعب كي يتم منعي من الظهور في الصحافة والتليفزيون ولم أكن لأقحم نفسي على أحد فأنا عزيزة النفس جداً.وحساسة الى اقصى درجة. وبلا شك ضايقني إحساسي بالتعتيم المفروض عليّ ولذلك غادرت مصر وسافرت للخارج كي ترتاح كل الأطراف.
س: أعود لنقطة اتهام الرؤساء السابقين وأذكرها بموجة الشائعات التي انهمرت وتتهم الرئيس السابق مبارك بالتورط في موامرة اغتيال الرئيس السادات ساعتها سألتها عن قولها في تلك المسألة فنفت بشدة أي مسؤولية لمبارك في الاغتيال .. فترد بسرعة: طبعا هذا الكلام عيب أن يُقال أو يتردد.
أسألها عن رأيها في حملات المطالبة بالمصالحة مع النظام الأسبق بعد تبرئة مبارك من الاتهامات المنسوبة اليه وإعادة رجاله الى المشهد السياسي
ج: شوفي انا اثق في القضاء المصري جداً. وما دام القضاء قضى بتبرئته ينتهي الكلام. انا مع القانون هو الذي يتهم بأدلة وهو الذي يبرئ. وما المانع في عودة رجال مبارك إذا كانوا لم يخطئوا أليسوا مصريين؟ من يخطئ يحاسَب بالقانون.
أذكرها بنقطة كانت قد أثارتها في مقابلتنا الماضية قبل عامين بالتمام والكمال حين ذكرت انها تقدمت بطلب للمشير طنطاوي من أجل رفع معاش أسرة السادات ولكنها لم تلق استجابة لمطلبها.
وأسألها: هل تم رفع معاشك بعد الطلب الذي تقدمت به للمشير طنطاوي ولو بعد سقوط نظام مبارك؟
وتجيبني بصوت يحمل رنة غضب : المشير طنطاوي لم يستجب لطلبي إطلاقاً ، والسيسي هو الذي رفع معاشي بالتأكيد فوسام نجمة الشرف العسكرية الذي تم منحه للسادات العام الماضي يصحبه مبلغ يضاف الى المعاش.
س: لماذا لم يستجب المشير طنطاوي لمطلبك؟
ج: لا أعرف. المشير طنطاوي لم يفعل لي أي شيئ.
س: مع انه رجل عسكري ينتمي للمؤسسة ذاتها ومن المؤكد انه يشعر بالولاء أيضا للرئيس السادات؟
ج: لا لا المشيرطنطاوي لم يشعر أبداً بأي ولاء للسادات نهائي. المشير طنطاوي؟ نهائي .. انتماؤه كان فقط للرئيس مبارك. سأذكر لك واقعة حدثت في العام الماضي ولتفاهتها ضحكت ولم أهتم .. ففي ذكرى وفاة الرئيس عبد الناصر في 28 سبتمبر الماضي ذهب الى ضريح عبد الناصر وظهر في الصور مع أبنائه، لكنه في ذكرى السادات بعدها بأسبوع لم يأت عندنا.. وساعتها قلت هذا لم ينتقص شيئاً من السادات أو من أسرته.
وقبل ان نغادر محطة ذكريات اكتوبر لدى السيدة جيهان السادات بحلوها ومرها أسألها عن نشاطاتها المرتبطة بذكريات العبور، وأنقل لها محبة وتقدير ضباط الجيش المصري الباقين على قيد الحياة من مصابي حرب اكتوبر كنت قد التقيتهم قبل عامين بمناسبة مرور 38 عاماً على إصابتهم، فتعرفهم وتقول طبعاً انهم أبنائي، لا ينقطع التواصل بيننا ودائما ما نتقابل عند الضريح في ذكرى اكتوبروفي غير ذلك أدعوهم للغذاء معي هنا بالمنزل في لقاء خاص انني احبهم جداً " أولادي بجد".
الإخوان.. صعود وسقوط
س: هلاّ تصفين لنا رؤية الرئيس الراحل أنور السادات حين أتاح للإخوان الخروج من السجون. هل توقع يوما ان يأتي زمن يحكمون فيه مصر؟
ج: لا الحقيقة لم يتوقع ذلك ثم انه لم تكن هناك مخاوف لأنه يهم ذكاء الشعب المصري، لكن الرئيس السادات كان يري انه من الضروري ان تتاح لهم الفرصة لكي يعملوا النور شأنهم في ذلك شأن بقية الأحزاب والقوى السياسية وكان يفضل أن يخرجوا الى النور بدلاً من إبقائهم تحت الأرض في العمل السري. وكان من الممكن ان يعملوا في أمان وسلام ولكن كما رأينا مؤخرأ هم الذين أساءوا لأنفسهم ولم أشهد في حياتي من يستطيع الإساءة لنفسه كما فعل الإخوان، والشعب المصري في غاية الذكاء والوعي تركهم سنة في الحكم وحين لميجد فائدة أو أملاً أسقطهم.
س: ألم يراود الرئيس السادات أي قلق على الجيش المصري من ظهور تنظيم الكلية الحربية في عهده؟ وكيف تصفين علاقتهم بالجيش اثناء حكمهم؟
ج: تقصدين مصطفى شكري؟ هؤلاء جهاديين وليسوا إخواناً والصورة المعروفة ان الإخوان اكثر الفصائل اعتدالاً بدليل ان المجلس العسكري تعامل معهم على مدى سنة ثم جاء الفريق السيسي وتعامل معهم أيضاً. لكننا فجعنا فيهم المشكلة ان الإخوان طيلة فترة حكمهم كانوا يقولون شيئا ويفعلون ضده، والواضح انهم كانوا يريدون تحطيم الجيش بدليل هتافاتهم "يسقط العسكر" فهل هذه شطارة؟ من يحمي البلاد لو سقط الجيش أو الشرطة؟
س: هل توقعت سقوط نظام الإخوان بهذه السرعة؟
ج: لاطبعاً .. تكررها اكثر من مرة .. ثم تواصل: رغم اني أرى الى أي حد كان الناس لا يشعرون بالرضا ولا يقبلون الوضع القائم وطريقتهم في الحكم إلا انني لم أتصور أبداً هذه السرعة لعلمي انهم لو سيطروا على شيئ فإنهم يتمسكون به لآخر مدى.. بدليل انهم الآن رغم انهم انتهوا تماماً إلا ان ما يفعلونه من ممارسات ومظاهرات يشبه الى حد كبير في رأيي توابع الزلزال . وللأسف هذه المظاهرات شيئ ردئ جدا ويجب ان يتم منعها. ليس من قبيل عدم السماح لهم بالتعبير عن رأيهم ولكن لأن طريقتهم في التعبير عن رأيهم تكون مصحوبة كل مرة بحوادث وقتل وتعطيل مرور.. وهذه فوضى وليست تعبيراً عن الرأي.
س: في الرد على ذلك يقولون انه في يناير أيضاً كانت هناك مظاهرات واحتجاجات واعتصامات وتعطيل مرور؟
ج: لا.. ثوار يناير لم يكونوا كل اسبوع يعطلون المرور.. لقد ظلوا معتصمين بالميدان الى ان انسرقت منهم الثورة.
لماذا نخاف.. وممن؟
س: هل يعني ذلك انك تتوقعين نهاية قريبة لهذه الممارسات و"المعافرة" الإخوانية وأن يستسلموا ؟
ج: قطعاً النهاية قريبة.. أنا مندهشة لماذا نخاف الى هذا الحد شوفي كم استغرق حكم حل جماعة الإخوان.. ومِن مَن نخاف ؟ أمريكا؟
تبادلنا المواقع السيدة جيهان تسأل وأنا أجيب: نخاف من الإرهاب ربما!! او على صورة مصر في الخارج
ترد: الإرهاب له علاج. السيسي يضرب على الإرهاب في سيناء ولا يخشى شيئاً. والإرهاب تعريفه بسيط طالما انك لا تبقي على شعبك ووطنك فانت ارهابي. حين تضرب اقسام الشرطة وتقتل ضباطها وتسحلهم انت ارهابي هذه ليست أخلاق الإسلام، وليست معارضة انها فوضى وإرهاب..
وأريد ان اقول شيئاً هم لم يعودوا ضد الجيش ولا ضد الشرطة ولا ضد القضاء فقط الآن أصبحوا ضد الشعب كله ، لقد جمعوا الكل في بوتقة واحدة وليس لهم مكان بيننا.و لكن في نفس الوقت هناك شباب الإخوان، الجيل الجديد الذي لم ينشأ على السمع والطاعة ويفكر ويعمل عقله وليس مبرمجاً على افكار وقوالب معينة هذا هو الذي ينبغي ان ينخرط في الحياة السياسية وهذا هو الشباب المسلم الذي ينفع البلد تماماً مثلما بدأ الإخوان المسلمون في الماضي. كانوا شباباً نظيفاً طاهراً سوياً .
س: هذا الكلام يقترب مما يتردد الآن من دعوات لانضمام شباب الإخوان الوسطيين لحزب الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح فقد انشق عن الإخوان والآن يدور الحديث حول استيعابه لهؤلاء الشباب
ج: الدكتور ابو الفتوح ليس لديه موقف محدد فهو مرة مع الإخوان ومرة اخرى ضدهم ثم انه تربي في ظل نظام السمع والطاعة وما أخشاه هو ان نفاجأ بعد عشر سنوات مثلا بقنبلة إخوانية جديدة وانقضاض آخر على البلد.
تنتبه الدكتورة جيهان وتستدرك سريعاً فتقول: ولو ان هذا لن يحدث ان شاء الله لأن الشعب المصري توحد .. كلنا شعب جيش شرطة قضاء اطباء مهندسين معلمين وكل الفئات اصبحنا يداً واحدة ومن المستحيل ان يكون الإخوان على صواب وأن باقي هذا الشعب الرافض كان على خطأ
س: الفصائل االإسلامية الأخري من السلفيين مثلاً تروج انهم اكثر سماحة وانهم هم الذين لا يحملون السلاح وأنهم الأجدر بالانخراط في العملية السياسية كبديل للإخوان ممثلين للإسلام السياسي. ما رأيك؟
باستنكار تجيبني: أي إسلام هذا الذي يتحدثون عنه؟ معظم هؤلاء لديهم أفكار غريبة عنا، وللأسف تصدقهم نسبة كبيرة من أهل مصر البسطاء الأميين وما يدهشني هو ان هناك من المتعلمين من يسايرهم في افكارهم. لا توجد في الإسلام هذه الوحشية ولا الكراهية. الإسلام لا يحض على تقييد الجنود واطلاق النار عليهم، ليس به حرق للكنائس وهي بيوت للعبادة لأهل الكتاب الذين أوصانا الإسلام بهم خيراً حتى ان الرسول عليه الصلاة والسلام حين دخل المدينة اوصى بأهل الكتاب. ثم من هؤلاء الذين لا يحملون السلاح وينبذون العنف؟ألم يقم سلفيون بجريمة ابو النمرس؟ ومن الذي يحرض ضد الشيعة وقام بقتل أحد مشايخهم،؟ ومن الذي قتل الشاب المسكين في السويس الذي كان يجلس مع خطيبته ؟ ومن الذي قطع أُذن الرجل القبطي بالصعيد؟ لا من المؤكد ان السلفيين يحملون السلاح. كما أن لديهم افكاراً غريبة عنا أليسوا هم الذين يدعون لعدم مصافحة الأقباط وعدم تهنئتهم بالعيد؟
س: ولكن ابتعادهم عن الساحة وتكرار تهديدات حزب النور مثلا من العملية السياسية قد يعطي انطباعاً للخارج بأن مصر تمارس الإقصاء للإسلام السياسي؟
ج: الخارج لا يعنيني في شيئ المهم عندي هو مصلحة مصر. نحن حريصون على سمعة مصر بالخارج لكن الولايات المتحدة مثلاً لا تستطيع قطع المعونة المتفق عليها في كامب ديفيد وإلا تكون أخلّت بالاتفاق الذي رعته والتزمت به. كما ان تدخلهم في شؤوننا مرفوض نحن نحارب الإرهاب وهم لديهم ارهاب يكافحونه هل ارهابهم مختلف عن ارهابنا؟
س: لكن هناك رأياً يقول ان الرئيس السادات هو الذي وضع رقبة مصر تحت رحمة أمريكا حين قال ان 99% من اوراق اللعبة في يدها، وحين تحول الى استراد السلاح منها. الآن حين تعلق امريكا اجراء المناورات المشتركة وتؤجل تسليم شحنات سلاح متفق عليها ترتد الذاكرة الى موقف السادات.
ترفض السيدة جيهان هذا الرأي وترد قائلة: أيام انور السادات كان هناك تنوع في مصادر السلاح. وحين حاربنا كان ذلك بالسلاح الروسي وانتصرنا بالسلاح الروسي ايضاً. وحين تحول بسبب معاهدة كامب ديفيد الى استيراد السلاح من امريكا فهذا لا يعني انه لم يكن لدينا تنوع في السلاح. وليس صائبا ان اترك رقبتي تحت رحمة أحد مهما كان. لماذا أقول ان السيسي بطل شعبي؟ لأنه وقف مع شعبه ضد الغرب. أما ان تقوم الحكومة بالتهدئة فهذا دورها ولكن ليس لدرجة الخوف . اتساءل ثانية مم نخاف؟ هم لا يستطيعون مهاجمتنا وأوباما لم يجرؤ على ضرب سوريا رغم كثرة تهديداته. ولومنع عنا السلاح لدينا روسيا والصين والهند .. الآفاق مفتوحة امام مصر. ولايجب ان نخشى شيئاً.
كما أن السياسة مصالح ومصلحة امريكا وأوروبا تكمن في الإبقاء على مصر، ولو ضغطوا علينا فلدينا جهات اخرى نتعامل معها. المسألة كلها مصالح ولقد تراجع الأمريكان عن موقهم من مصر لأنهم خشوا أن يمد الروس والصينيون أقدامهم فيها. ومن الممكن إرسال المثقفين والدبلوماسيين للحديث في الخارج وشرح اننا نحارب الإرهاب.
سأشرح للأمريكان
س: هل تقومين بمثل هذا الدور خاصة انك تتمتعين بتقدير كبير في كثير من بلدان العلام وتحتظين بعلاقات جيدة مع العديد من الساسة المؤثرين؟
ج: نعم بالتأكيد . ساسافر ان شاء الله بعد 6 اكتوبر الى الولايات المتحدة فلدي برنامج محاضرات سألقيها هناك،وبالفعل سأقوم بشرح الوضع المصري وتوضيح الصورة لأصدقائي هناك من خلال مقابلاتي معهم واللقاءات الصحفية والمحاضرات التي سألقيها.. فكلهم أصدقائي بدءا من الرئيس كارتر وكل من لايزالون على قيد الحياة. انها مهمتي الشخصية ودوري وواجبي كمواطنة مصرية قبل ان اكون زوجة رئيس سابق.
س: هل تحملين رسائل رسمية معينة أو تم تكليفك بمهام معينة مثلما يحدث في الولايات المتحدة من إيفاد الرئيس السابق كارتر في بعض المهام؟
ج: كلا لا أحمل اي رسائل ولم أُُ كلف بأية مهام. ثم انني كبرت على القيام بمثل هذه المهام، لكن دوري الشعبي التطوعي أقوم به من تلقاء نفسي وبدون تكليف من أحد.
حديث الإقصاء
س: حديثك عن تأخر قانون حل الإخوان يوحي بأنك كنت تنتظرينه فهل هذا هو موقفك من قانون مثل العزل السياسي لرجال مبارك الذي ظهر في زمن الإخوان. الا ترين بضرورة وجود معايير موحدة إما الإقصاء أو عدمه؟
ج: نعم بالتأكيد شوفي انا لا ادافع عن هؤلاء او هؤلاء ولكني اقول كلمة حق انه يجب إقصاء كل من ساهم في ارهاب وترويع المواطنين لمدة معينة لا تقل في رأيي عن عشرين سنة. بعدها عندما يعودون سيعودون بمفهوم آخر. أما العزل السياسي فهو محير والسؤال هنا لماذا نصدر عزلاً سياسيا لرجال مبارك .. هل هؤلاء قتلوا أو ساهموا في ترويع المصريين؟
مرة أخرى نتبادل الأدوار السيدة جيهان تسأل وأنا اجيبها: هناك حديث عن موقعة الجمل. البعض يؤكد انها صنيعة رموز الحزب الوطني وآخرون يؤكدون انها صنيعة الإخوان.
تضحك قائلة: كلا كلا بعد ما رأيناه من الإخوان استطيع ان اقول انهم هم الذين صنعوا حريق القاهرة قبل ثورة يوليو 1952 . لماذا يضربون كمينا لضباط وجنود ابرياء؟ لم نر ذلك من رجال مبارك.ومرة اخرى القضاء هو الذي يحكم من يثبت عليه اتهام يأخذ جزاءه أيا كان الطرف الذي ينتمي له.
أعاود سؤالي : يعني ألا ترين انه من الواجب توحيد المعايير عند الحديث عن رؤساء مصر السابقين( مبارك ومرسي)، أم انه من الخطأ وضعهم على عتبة واحدة؟
تجيبني: طبعا من الخطأ وضعهم على عتبة واحدة والمساواة بينهم.. هناك حديث كثير في الصحف عن اتهام الرئيس مرسي بالتخابر مع جهات أجنبية.. لم نسمع مثل هذا عن الرئيس مبارك.. وهذه كلمة حق. وينبغي ان يأخذ كل واحد حقه وأكرر القانون هو الذي سيحكم.
السادات قال لابد من تنمية سيناء
ننتقل في حوارانا الممتع والراقي مع السيدة جيهان السادات للحديث عن سيناء والتي كان الزعيم الراحل أنور السادات يتطلع لاستلامها في ابريل من عام 1980 وأن يقوم بنفسه برفع العلم المصري عليها لكن يد الغدر حالت دون ذلك
س: في رأيك من المسؤول عن الإرهاب الذي كاد ان يفقدنا سيناء بعدما حررها السادات من الاحتلال الإسرائيلي؟
ج: السادات كان يري ضرورة تنمية وتعمير سيناء وقالها قبل وفاته انه ينوي تنميتها وتعميرها. لم يكن يفكر في الإرهاب
بل كان ما يشغله هو وقف الأطماع الإسرائيلية. وللأسف بصراحة لم يتم تنمية سيناء ولا تعميرها. يلي هذا سبب آخر هوالإفراج عن الإرهابيين السابقين والعفو عنهم ، ومنح الجنسية المصرية لأعضاء حماس .. كل هذا شجع على الإرهاب.
س: لكن مسألة تنمية سيناء ترجع الى فترة حكم مبارك وهناك اقوال ان اتفاقية السلام تحتوي على ملاحق سرية تحول دون تعمير سيناء بالسكان.. يعني مبارك كان مقيداً في ذلك بملاحق الاتفاقية؟
ج: كلا القيود الموجودة في الاتفاقية تخص الناحية العسكرية فقط لكن تنمية سيناء وتعميرها بالسكان والمشروعات مسألة داخلية لا شأن لأحد بها.. هذه بلدي واقوم بتعميرها وليس هناك ما يمنع ذلك بدليل ان السادات قال سأعمر سيناء..
س: ولماذا لم يقم مبارك بتنمية سيناء مادام ليس هناك ما يمنعه من ذلك؟
ج: لا أدري نستطيع ان نقول انه اهمال. لقد أهملنا سيناء والسيناوية لدرجة انهم باتوا يشعرون بأنهم شعب آخر. وهذا خطأنا نحن وخطأ المسؤولين عندنا. أنا طبعاً لا أحمل مرسي كل أخطاء ما حدث في سيناء ولا أزعم انها وقعت كلها خلال السنة التي قضاها في الحكم لكنه يتحمل ثلاثة أرباع المسؤولية .
أعلق مازحة: يعني ثلاثة أرباع المسؤولية في سنة واحدة والربع فى ثلاثين سنة؟
تضحك وتقول إذاً نجعلها نصف المسؤولية عشان ما تزعليش لكن لا ننكر ان الإهمال صحيح تسبب في مشاكل سيناء، إنما فتح حدود سيناء للإرهابيين والعفو عنهم والسماح بدخول السلاح فضلا عن حركة حماس التي بدت وكأنها تحكم سيناء كل هذا لا يمكن إغفاله أو تجاهله.
تواصل السيدة جيهان السادات حديثها الذي تطرق الى حركة حماس وموقف مصر من القضية الفلسطينية فتقول طبعاً هذا لا يتعارض مع موقف مصر المبدئي بتبني القضية الفلسطينة ودعم إشقائنا الفلسطينيين لكن حماس والإرهاب متعارضان مع المصلحة المصرية، وتبني مصر للقضية الفلسطينية يكون عبر التواصل مع حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس أبو مازن فهو الطرف المعترف به دولياً.
الدستور والانتخابات والوضع الداخلي
س: كثيرون أثنوا على دستور 71 الذى تم وضعه في عهد الرئيس السادات وطالب البعض بتعديله فقط، بينما طالب آخرون بوضع دستور جديد .. أين تقفين في هذه المسألة؟
ج: رأيي الشخصي -وقد اكون على خطأ - هو ان يبقى دستور 71 كأساس وأن يظل هو الأصل.. وان يتم إدخال بعض التعديلات التي تفرضها المرحلة الراهنة عليه كالمادة الخاصة برئيس الجمهورية وتحديد مدته على سبيل المثال
س: وما رأيك في إلغاء مجلس الشورى وقد كان فكرة الرئيس السادات .. وفي الانتخابات أيهما أولاً رئاسية ام برلمانية .. ؟
ج: لقد سعدت جداً لإلغاء مجلس الشورى لأننا شعب فقير ولا نتحمل مثل هذه ىالأعباء الآن. لقد كانت فكرة السادات ان يكون البرلمان مثل الخارج من غرفتين وان يكون مجلس الشورى مرادفاً لمجلس الشيوخ لكن الآن تغير الوقت وتبدلت الظروف. وبالنسبة للانتخابات فارى ان نجري الانتخابات البرلمانية أولا خصوصاً واحنا عندنا رئيس محترم جداً فليستمر حتى يكون هناك مجلس شعب ونجرى بعدها الانتخابات الرئاسية. على فكرة انا أستاء كثيراً عندما يقرنون اسمه بلقب الرئيس المؤقت فهو رئيس بحكم القانون ولا يصح ان نظل نردد كلمة مؤقت
ميراث السادات
نصل الى المحطة الأخيرة برحلتنا في عقل وقلب السيدة جيهان والتي لا يكون الختام إلا بها في الذكرى السنوية الثاثة والثلاثين لوفاة الرئيس السادات لنتوجه الى قرية الرئيس الراحل فأسألها عن علاقة اسرة الرئيس بميت ابو الكوم وهل يزورونها وقد كانت مقصد الرئيس السادات للاستجمام؟
ج: في الحقيقة كل فرد من الأسرة أصبح مشغولاً بهموم حياته وخاصة ان الرئيس السادات مدفون هنا بالقاهرة لكن العلاقات العائلية موجودة وعادية.وطبعا مشروعات التنمية توقفت منذ رحيل السادات.
س: هل فكرت الأسرة في تكوين مشروع يضم ميراث الرئيس الراحل مؤخراً؟
ج: لقد انتظرت طيلة الثلاثين سنة التالية لرحيل السادات الاستجابة لمطلبي وكنت قد التقيت الرئيس مبارك بعد حادث الاغتيال وأعربت له عن أملي في إقامة مكتبة صغيرة عند ضريح السادات تضم ميراثه الفكري ومقتنياته ومشروعاته بحيث تكون مزاراً مثلما يحدث بالخارج وتكون معيناً للأجيال القادمة التي لم تسمع عن السادات او تعاصره .. وبالطبع لم يتم المشروع لأن الرئيس مبارك ساعتها قال نؤجل الموضوع وكان مشغولاً بحوادث الإخوان أيضا. وقتها كانت تكلفة المشروع مليوني جنيه وكان المهندس رمزي عمر الاستشاري المعماري وهو عسكري قد وضع تصميماً للمكان بأقل تكلفة وبدون مكيفات مستخدماً التهوية الطبيعية ً الغريب انهم بدلا من تكريم ذكرى السادات وجدتهم محوا اسمه بالتدريج حتى اختفى تماماً من الكتب الدراسية وكأنه لم يكن واختزلوا نصر اكتوبر العظيم في الضربة الجوية.
لقد كنا نرى كل هذه الأمور صامتين ونقول ربنا مطلع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.