يبدو أن الدولة فى طريقها للصدام مرة أخرى مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بعد إجازته لعرض فيلمى «بنت من دار السلام» و«ظرف صحى».. الفيلمان لا يقلان رداءة ولا إباحية عن فيلم «حلاوة روح»، بل على العكس إذا كان الآخر تم رفضه بسبب إضراره بالهوية المصرية بعد عرضه، فالفيلمان يتناولان برومو وحده يمثل أكبر إهدار للهوية والتقاليد والدين، فلا يوجد به لفظ يخضع لقوانين الرقابة لكن تمثيل المشاهد نفسها تحث على التحرش حتى فى اختيار الملابس والرقصات التى تتخلل الفيلم، أثناء إعادة هيكلة جهاز الرقابة لابد أن يضعوا فى اعتبارهم حلاً سريعاً للتصريح بعرض الفيلمين لأنهما حصلا على تصريح بتاريخ 30 أبريل، وبالفعل حجزا لنفسيهما قاعات عرض سينمائية، والدولة لن تترك أحوال مصر ليجلس رئيس مجلس الوزراء ليشاهد الأفلام حتى يبحيها أو يمنعها، وإذا كان فيلم «حلاوة روح» حظى باهتمام إعلامى كبير فسيتم تمرير سموم الفيلمين الآخرين دون ضجه إعلامية لأن نجومهم ليسوا بمستوى إثارة الجدل التى تتمتع به هيفاء وهبى والمنتج محمد السبكى وبالتالى يجب حل الأزمة قبل وقوعها. ناقشت صفحة «نجوم وفنون» أزمة فيلم «بنت من دار السلام» فور طرح البرومو الذى طرحه المخرج «نكاية فى الرقابة» التى اعترضت علي أكثر من 20 مشهداً فيه تتخللها ألفاظ خارجة ومشاهد ساخنة، لكن رد فعل المخرج طونى نبيه أن الفيلم لا يمكن حذف هذه المشاهد منه لأن قصة العمل تتناول أزمة الفقر من خلال زواج الفتيات مع كبار السن، ويتخلل الفيلم مناقشة لمرض «المازوخية» المقصود به بعض المشاهد الشاذة أثناء العلاقة الزوجية وحذف المشاهد سيضر بقصة الفيلم. «نبيه» أكد أن ما حدث مع «حلاوة روح» لا يمكن أن يحدث مع فيلمه «بنت من دار السلام» لأن القضية التى يتناولها الفيلم تمت الموافقة عليها فى السيناريو وهى قضية خطيرة، وتناولتها فى الفيلم بشكل واقعى محترم بل على العكس العمل لا يحتوى على أى مشاهد إباحية، فقط يحتوى على تعبيرات تؤكد ما يحدث فى هذه العلاقة. وعن اختياره لبرومو الفيلم وأغنيته «سى السيد ليه بلا نيله» التى تغنيها الراقصة شاكيرا، قال: هناك أغان ورقصات مثل ذلك وما الأزمة إذا كانت بدلتها جريئة لكنها غير إباحية وليست كاشفة فهى أقل جراءة من بدل رقص كثيرة، بالإضافة إلى أن شارة الكف الموجودة على البدلة لا تحمل أى تجاوزات وليس لها معنى سوى أن شكلها مختلف، وشاكيرا نفسها هى التى اختارتها ولم أتدخل فى اختيارها ولم أرفضها لأنها لا تستحق الرد.. وأشار «نبيه» إلي أنه لم يستخدم مشاهد جنسية فى البرومو لجذب الانتباه، لكنى تعاملت مع قضية الفيلم بشكل صادم تجبر المشاهدين على عدم التفكير فى هذه الأفعال، فهى قضية من الواقع وأثبت الأطباء النفسيون أن هناك نسبة كبيرة من حالات الزواج فى مصر تفشل بسبب هذا المرض، البرومو وظيفته الدعاية وبمجرد طرح الفيلم سيفهم الجمهور معناه، والفيلم ليس للكبار فقط كما قال البعض ولا أعى من وضع هذه الكلمة على البرومو لكن حتى الآن الفيلم محدد عرضه هذه الأيام. وعن تخوفه من الهجوم قال: عملت لسنوات عديدة مع المخرج الراحل يوسف شاهين وتعلمت منه أن العمل الذى لا يحدث نقداً وجدلاً فلا يحقق نجاحاً، لأن العمل الجيد يعتمد على القضية التى يناقشها وأنا اخترت قضية يتخوف من عرضها مخرجون كبار. تدور قصة الفيلم حول بنت تدعى «منال» من حي دار السلام بقلب القاهرة، تحصل على الثانوية التجارية، ثم تخرج لسوق العمل، فتقرر الزواج من رجل يكبرها فى السن ب30 عاماً، وفجأة تكتشف مرضه النفسي، حيث يحاول قتلها في النهاية لكن تدخل صديقتها (رحاب الجمل) في علاقة حميمة معه من أجل استغلاله مادياً، الفيلم بطولة راندا البحيرى، ورحاب الجمل، وماهر عصام، وكارمن السراج، والراقصة شاكيرا إيجيبت، وصبرى عبدالمنعم، ونادية العراقية، وإخراج طونى نبيه. فيلم «ظرف صحى» أما فيلم ظرف صحى يتناول أيضاً برومو جرىء لأغنية بألفاظ إباحية. الفيلم تدور أحداثه حول شخصية «سيد شطاف»، محمد رضا، وهو سباك صحي يحب «بطة» التي تجسد شخصيتها دوللي شاهين، ويتعرض للعديد من المواقف الكوميدية خلال الأحداث إلى أن يتعرض لموقف يقلب حياته رأساً على عقب إطار كوميدي اجتماعي، الفيلم لا يتناول قضية خطيرة أو موضوعاً جريئاً فقط، لكنه مثل باقى الأفلام التى تبحث عن الربح السريع بأغنية مثيرة والراقصة براديس التى ترتدى بدلة رقص فاضحة، وبالفعل البرومو أجازته الرقابة والأفيش ظهرت عليه بطلته دوللى شاهين دون ملابس ومغطاة بالصابون. المنتجة ابتسام مكي التى تظهر كممثلة أيضاً فى الفيلم، قالت: إن ما حدث مع فيلم «حلاوة روح» لا يمكن أن يحدث مع فيلم ظرف صحى، لأنه لا يتناول مشاهد جريئة ولا ملابس تثير الشهوات كما قالوا عن الفيلم الآخر، لكن الأغنية عادية مثل باقى الأغانى المقدمة فى السوق، وإذا كانت تحتوى على مصطلحات تحمل معنى مثيراً كما قال البعض فهذا من وجهة نظر من سمعها لكن الأغنية محترمة وكلماتها لايوجد بها أى لفظ إباحى. وأضافت أن العمل بطولة جماعية يشارك فيه عدد كبير من الفنانين وهم دوللى شاهين، وعايدة رياض، وضياء الميرغنى، ونيرمين ماهر، وأحمد عزمى، وعبدالباسط حمودة، من تأليف عبدالمنعم طه، وإخراج إبرام نشأت، والفيلم ليس للكبار فقط، وأتمنى أن تكون الرقابة أكثر حرية فى التعامل مع الأعمال فى المستقبل. حتى هذه اللحظة تمت إجازة الأفلام من الرقابة ومنتجي الفيلم ينتظرون موعد جيد لعرضها فهل يحدث معها مثل «حلاوة روح».