عرض الربان رضا خطاب الخبير البحري والاستشاري، تفاصيل مشروع جديد لتنمية قناة السويس، وأكد في حوار مع «الوفد»، أن تنمية محور قناة السويس ستكون من خلال مشروع قومي عالمي كبير علي الضفة الشرقية لقناة السويس سيتم عرضه علي «عبدالفتاح السيسي» ليتضمنه في برنامجه الانتخابي، وكشف أن المشروع سيضع مصر في مصاف الدول المتقدمة الأكثر رواجاً في معدلات السياحة العالمية، وقال إنه سيتم تشغيل نحو 60٪ عمالة مصرية بالنسبة للقري السياحية التي تنتمي للدول الأجنبية، بينما ستكون 100٪ بالنسبة للقرية المصرية في الإسماعيلية التي تمثل نحو 2 مليون متر مربع، وأوضح أن المشروع سيوفر نصف مليون فرصة عمل للشباب، كما سيدخل لمصر نحو 5 مليارات جنيه عائداً سنوياً من السياحة فقط، خاصة أن مصر ستكون بمثابة سوق دولية، وذكر أن المشروع سيجذب نحو 20 مليون سائح سنوياً لمصر، سيمثلون ضعف الدخل القومي للسياحة ككل في جميع أجزاء البلاد في مشروع واحد، علماً بأن دخل السياحة في مصر كان يبلغ 12 مليار دولار قبل ثورة يناير، وقال «خطاب» خلال حواره إن المشروع سيكلف الدولة الأراضي والمرافق فقط «الشوارع والطرق والطرف» أما الكهرباء والطاقة الكهربائية ومياه الشرب سيوفر كل مشروع طاقة شمسية لتحلية مياه البحر أو القناة.. وإلي نص الحوار: في البداية، ما هي فلسفة المشروع القومي الذي تقترحه لتنمية قناة السويس؟ يستهدف المشروع من خلال الدراسات التمهيدية له جعل مصر في مصاف العالمية كدولة كبري، وذلك من خلال تنمية محور قناة السويس، وأنا شخصياً كان لي حلم كبير منذ 30 عاماً عندما كنت أعمل مرشداً بقناة السويس هو إقامة مشروع قومي يجعل مصر حاضنة لكل دول العالم، والآن جاء الوقت المناسب لنضع مصر في هذه الطبقة، بل ستكون أهم دول العالم سياحياً، ليس كوضع أعلام دول العالم علي السفن بمرورها بالقناة فقط، بل كل أعلام العالم أيضاً ستكون علي الضفة الشرقية للقناة، وذلك من خلال مشروع ثقافي سياحي عالمي، ليكون تراث العالم القديم والحديث موجوداً علي أرض مصر، وذلك من خلال في إقامة قري سياحية ذات طابع خاص بمنشآت معمارية لكل دولة طبقاً لتراثها، وأيضاً بالداخل سيكون لكل منها «ماكيت» ونماذج متعددة من التراث لهذه الدول صاحبة هذه المنشآت أو القري السياحية المقترحة، كما سيكون لكل قرية دار عرض للأفلام التسجيلية الثقافية لهذه الدولة وأرشيف لتراثها لمعرفة تاريخ الدول في هذا المشروع المقترح الذي سيجعل مصر بمثابة حافظة أو خزانة لكل تراث العالم علي ضفة القناة الشرقية، وهذا المشروع من شأنه بناء قناة جديدة ليست للملاحة بل للسياحة والثقافة علي ضفة القناة كشريان سياحي وثقافي وتاريخي للعالم كله في مشروع سياحي قومي عالمي. اشرح لنا تفاصيل المشروع؟ المشروع المقترح يهدف لعمل قري سياحية لكل دول العالم صاحبة حضارات وتراث وتاريخ، ويكون بهذه القري كل ما يعبر عن التراث القديم والحديث لها، كما أن القرية المصرية السياحية المقترح إنشاؤها ضمن هذا المشروع بالإسماعيلية بمساحة 2 مليون متر مربع سيجتمع فيها التراث المصري كله في مراحله المختلفة كثلاث مناطق من خلال عمل بعض الماكيتات كأجزاء لتبين صور الحضارة الفرعونية المعروفة لإنشاء متحف صغير بجواره دار عرض أفلام تسجيلية، بحيث يكون التصميم المعماري للمباني نفس التصميمات الفرعونية المعروفة بآثار مصر. كما سيتم إنشاء جزء آخر بالقرية المصرية يعبر عن الحضارة القبطية، وتراثها التاريخي مثل عبور العائلة المقدسة للأراضي المصرية والإقامة بمصر لفترة منذ عام 2014 ، وأيضا عمل ماكيت يبين ما تحتويه مصر من أديرة تاريخية مثل سانت كاترين وأديرة كثيرة أخري تمثل التراث القبطي بمصر بمناطق متفرقة يجب وضع صورة لها بهذا المشروع مع أفلام تسجيلية. ويتم وضع التراث المصري بالثلاث حضارات في منشأة كبيرة كمشروع سياحي ثقافي بمنطقة محور قناة السويس بالقرية المصرية علي الضفة الشرقية للقناة ليكون عبارة عن قرية سياحية مصرية 7 نجوم بكل المعاني ويكون تصميم العمارة والمنشآت بها ذات نمط فرعوني وجزء آخر عربي ويتخلل داخل هذه القرية متاحف لكل حضارة من الثلاث المذكورة سلفاً ومعرض ودار عرض سينمائي ومكتبة للتراث المصري بمراحله. علي أن تشمل الضفة الشرقية لقناة السويس قري سياحية بنفس الفكر لحضارات أخري ولتراث تاريخي لعدة دول مثل الصين واليابان والحضارة الرومانية والروسية لكي يمثل هذا المشروع عرضاً للحضارات وللتراث العالمي لكل الدول صاحبة تراث ويكون في شكل مشروع سياحي كبير علي مستوي عالمي لكل دولة علي حدة وعلي مساحة مليون متر مربع للقرية لكي تكون هذه القري علي الضفة الشرقية للقناة مقابل لكل محطة من محطات الهيئة مثل محطة التينة ثم الكاب ثم البلاح وبعدها بمسافة عشرة كيلو مترات تنشأ قرية أخري تمثل حضارة دولة معينة وهكذا. والمقترح أن تنشأ بالضفة الشرقية للقناة 40 قرية سياحية علي مستوي عالمي، أما في الإسماعيلية ستكون القرية المصرية الفرعونية بمساحة 2 مليون متر مربع أيضاً. ماذا عن كيفية إنشاء المشروع؟ يتم إنشاء هيئة مصرية للاستثمار السياحي والثقافي والحفاظ علي التراث العالمي، ويكون مقرها جمهورية مصر العربية، تتكون الهيئة من أصحاب فكرة المشروع ليكون طبقاً لنظام مشاركة القطاع الخاص والعام في هذا المشروع مع كل من هيئة قناة السويس، وهيئة الاستثمار المصرية، ووزارة السياحة، ووزارة الاثار، ووزارة الثقافة، والبنوك المصرية والاجنبية العاملة بمصر، والمستثمرين الأجانب بالدول المختلفة الممثلة بتراثها بالمشروع، والمستثمرين المصريين والعرب والأجانب، وسيتم عرض المشروع علي الجهات المعنية بمصر لحين الانتهاء من عمل دراسة جدوي كاملة للمشروع لكي يتم بدء عمل الخطوات التنفيذية المطلوبة. ما المشروعات الصناعية بمشروع محور قناة السويس ؟
مشروع محور قناة السويس متعدد الأنشطة الأستثمارية ومنها المشروعات الصناعية الكبيرة وأغلبها مشروعات ضخمة . لذا ستكون أغلب الصناعات قائمة بشركات عالمية وسيكون جزء من المنتج لهذه الشركات للتصدير خارج مصر، ومن ثم سيكون لهذه المشروعات جدوى أكبر، إذا تم إنشاؤها فى منطقة البحيرات المرة بالضفة الشرقية، ما بين محطة الدفريسوار حتى محطة فنارة أى بطول منطقة البحيرات التى تمثل حوالى 30 كيلومتراً تقريبا. وتتخلل المنطقة الصناعية ترسانات بحرية كبيرة لإنشاء مشروع ضخم بها لبناء السفن وأيضا لإصلاح السفن وعمل العمرات الخاصة للسفن العابرة للقناة، حيث إن صناعة السفن وأعمال الإصلاح مهمة بمحور قناة السويس وستشجع استثمار كثير من الدول لهذا المجال سواء كانت أوروبية أو يابانية أو صينية. كما أن المشروعات التى تجذب المستثمر فى هذه المنطقة الصناعات التى يوجد لها بمصر المواد الخام اللازمة لها مثل «سيلكون سانت» أو «الرمل الزجاجى» لكى ينشأ مصنع لإنتاج الاليكترونات مثل شريحة الموبايل وشريحة التليفزيون وغيرها من هذا المنتج، بخلاف صناعة الكريستال وصناعات أخرى للخامات المتوفرة بسيناء. كما أن صناعة السيارات بمنطقة البحيرات ستكون جاذبة للشركات العالمية وذلك لأن جميع الصناعات للشركات العالمية التى تقع على البحر أو حتى على نهر غالبا ما يكون لها الرصيف الخاص لها لكى يتم شحن المنتج لها مباشرة من المصنع ، وهذا فى كل الدول الصناعية الكبرى وبهذا سيكون رسوم القناة لها مخفضة عن ما إذا كان عبورها القناة بالسيارات قادمة من بلد الأنتاج وتوفير قيمة الشحن من دول آسيا للأسواق العربية والأوربية وسيشجع لإقامة مشروعات كبيرة مثل السيارات. هل هناك شروط لدخول المستثمرين بهذا المشروع القومى؟ من الممكن أن يكون من شروط الاستثمار بهذا المشروع، أن كل مصنع يوفر الطاقة الكهربائية اللازمة له عن طريق مشروع للطاقة الشمسية أيضا له بمحيط المنطقة الصناعية وليتم مد الطاقة للمشروع، ولكى لا تتحمل الدولة تكلفة مشروعات الطاقة التى تحتاجها المشروعات الصناعية بمنطقة البحيرات، أيضا تستفيد الدولة من تكنولوجيا الطاقة الشمسية لكى يتم نشرها بنطاق محور القناة وسيناء أو بمصر بوجه عام، كما سيتم عمل خطة ترويجية لهذه المنطقة عن طريق هيئة الإستثمار بعد عمل دراسة الجدوى لها . اخيرا.. هل ترى ان محور قناة السويس سيكون الحلم للمصريين؟ عندما تتم تنمية قناة السويس، ويكتمل المشروع السياحى المقترح على الضفة الشرقية للقناة، ستمثل مصر بهذا المشروع تاريخ الحضارات والتراث العالمى للأمم وتجميعها فى مناطق سياحية عالمية بكل المقاييس، وبذلك ستمثل قناة السويس شريان الحياة للتجارة الدولية وتنمية الاقتصاد العالمى، وأيضا تنمية السياحة الدولية واحتواءها للتراث العالمى للأمم وإظهاره فى مشروعات سياحية ضخمة .