مازالت أصداء عرض فيلم «نوح» في مصر تثير الجدل، خاصة بعد حالة الغموض التي انتابت الرقابة على المصنفات الفنية بعد الحملات التي وقفت ضد عرض الفيلم في مصر، الأمر وصل الى طريق مسدود. الرقباء مختلفون فيما بينهم، رئيس الرقابة أحمد عواض أصدر قراراً خفياً بعرض الفيلم بعد اسبوعين، حسب ما نشرته المواقع، وحتي الآن لم يستطع أن يعترف به وأغلق تليفونه ورفض الظهور إعلامياً، وعبد الستار فتحي مدير الرقابة رفض التعليق في اتصال تليفوني قائلا: «أنا عبرت عن رأيي ووافقت على عرض الفيلم لكن عواض أخبرنا أنه الوحيد الذي سيتحدث في هذا الشأن، وهو المنوط بالقرار باعتباره رئيس الرقابة»، وأضاف عبد الستار أن الأزهر جهة استشارية بالنسبة للرقابة وليست جهة إلزامية ولا يحق لها أن تمنع الرقابة من عرض فيلم، وأشار الى أن العالم كله الآن شاهد الفيلم عبر الانترنت ورفض عرضه مثل قبوله الآن، وثبت بالدليل القاطع أنه لا يتناول قصة حياة النبي نوح من الأساس، لكنه يتناول قصة مشابهة وهذا ما أكده النقاد في العالم كله، والفيلم الذي حقق إيرادات كبيرة في العالم قدرت ب 58 مليون دولار، من المقرر أن يعرض في الامارات خلال أيام وبالتالي من الممكن أن يعرض في الدول العربية الإسلامية. يذكر أن هناك تخوفات من قبل الرقباء في جهاز الرقابة بإصدار قرار العرض بعد هجوم الأزهر وتأكيده على رفض الفيلم ومواجهة النقاد من رئيس الرقابة نصر حرية الإبداع وعرض الفيلم باعتباره تعبيراً جديداً عن حرية الإبداع. على جانب آخر وقعت الرقابة في مأزق جديد وهو إمكانية عرض فيلم «ابن الإله» في مصر وهو الفيلم الذي يتناول شخصيات سيدنا عيسى وآدم وابراهيم وموسى ونوح، والعذراء مريم في طفولتها وشبابها، ورمسيس الثاني تحت اسم فرعون، وغيره من الأنبياء باسمائهم ومقرر عرضه خلال أيام في أوروبا وأمريكا، وقال عبد الستار فتحي إن الفيلم حتى الآن لم يعرض على الرقابة في مصر ولن نرفضه لأن قرار الأزهر بحرمانية تجسيد حياة الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة وآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم يطبق فقط على الأعمال التي يتم إنتاجها في مصر، لكن الأعمال التي تأتي من الخارج لا تخضع لهذه القرارات، والدليل عرض فيلم «آلام المسيح» عام 2004 والرقابة لا تملك سبباً لرفض الفيلم إذا كان جيداً على المستوى الفني. فيلم «ابن الإله» بدأ عرضه عالمياً 3 أبريل في جميع أنحاء العالم وتحكي قصته حياة «المسيح» من ولادته ومراحل حياته، وموته دون صلبه استناداً للكتاب المقدس، الفيلم حظى بانتقادات شديد بسبب وجود أخطاء تاريخية، منها أن المسيح في الفيلم طلب من بيتر أن يتبعه، وعندما يسأله الأخير الى أين يذهبان يرد عليه عيسى قائلا: سنغير العالم، وغيره من الأخطاء التي رصدتها أقلام النقاد الأمريكان، باعتبارها غير موجودة في الحقيقة. يجسد بطولة الفيلم الفنانون دياجو مورجادو بدور سيدنا عيسى، وروما دووني دور السيدة مريم العذراء. ومن «نوح» و«بن الإله» تنتظر قاعات العرض الأمريكي عرض فيلم «الخروج» الذي يحكي بالتفصيل قصة حياة سيدنا موسى في مصر، من إخراج ريدلي سكوت وبطولة كريستيان بيل مجسداً دور سيدنا موسى، وكتب سيناريو الفيلم 3 كتَّاب: ستيف زيلين وآدم كوبر وبيل كولاج، حيث اعتمدوا على التوراة في تنفيذ الفيلم، من انتاج شركة فوكس للقرن للعشرين، بينما يجسد النجم جويل أدجرتون دور الفرعون رمسيس الثاني، وتظهر في الفيلم أندريا فالما لتجسد دور زوجة سيدنا موسى صافورا، وبين كينجسلي والنجم جون تورتورو مجسداً دور الملك سيتي الأول، وهو ما سيخلق جدلاً جديداً في الرقابة، ولذلك على الرقابة والأزهر والدولة الآن وضع خطة للتعامل مع هذه الأعمال لينتهي الجدل بشكل نهائى.