صديقي الدكتور جابر عوض كبير عائلة العبابدة بأسوان استاذ علم الاجتماع عضو مجلس الشعب السابق، له رأي في مذبحة أسوان حيث يؤكد وجود طرف ثالث يحاول زرع الفتنة في أسوان عن طريق جر القبائل الي الاقتتال وتحريض الشباب الطائش علي حمل السلاح، واتهم الاعلام بتأجيج الأزمة بسبب تركيزه علي عرض صور ضحايا عائلتي الدابودية والهلالية بمنطقة السيل الريفي المحمولة فوق عربات الكارو ما أدي الي تجدد الأحداث مرة أخري، ويضيف الدكتور جابر عوض أن كبار العائلات العربية متواجدون حالياً في أسوان، واقنعوا كبار الدابودية والهلالية علي دفن قتلاهم مما يفتح الباب أمام التصالح وحقن الدماء كما يري أن هناك تقدماً تحرزه قوات الجيش والشرطة في السيطرة علي مجريات الأحداث واخماد نار الفتنة الرخيصة التي تهدف إلي زعزعة الاستقرار في أسوان. وطرح النادي النوبي بالاسكندرية مبادرة كنت قد طالبت بما جاء فيها في مقالي أمس وهي وقف العنف والقبض علي المتسببين والمشاركين في الأحداث واجراء تحقيقات عاجلة، واتخاذ اجراءات عدم تكرار الأحداث، وتعويض المضارين وإقالة محافظ أسوان ومدير الأمن وقال الدكتور صابر عبده رئيس النادي إن هذه الأحداث جنائية ولا تحمل عوامل سياسية. وقال اللواء عبدالفتاح عثمان مسئول العلاقات بوزارة الداخلية إن مدير أمن أسوان مستمر في موقعه، وأن اتهامه برفض التدخل لوقف الاقتتال بحجة انها خلافات قبلية لا دخل للأمن بها كلام غير موثق. وأشار «عثمان» إلي ارسال قوات خاصة محمولة جواً إلي أسوان للسيطرة علي الموقف وقال اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان إن الأوضاع أصبحت مستقرة بعد التوصل إلي هدنة بين الطرفين وهدد باعتقال المشاغبين من أفراد العائلتين. النار مازالت تحت الرماد، والأحداث مرشحة للتصاعد مرة أخري وحشية القتل وانتهاك حرمة وآدمية وانسانية الموتي فوق عربات الكارو كشف عن عدم وجود دولة ولا قانون. هذه المشاهد تدين الدولة بالكامل، ولا تحتاج إلي رجال دين للحديث عن حرمة القتل، ولا مسئولين لعقد جلسات صلح تليفزيونية يأخذ فيها الجناة بعضهم بالأحضان أمام الكاميرا، وبعد دقائق تظهر الأسلحة من كل فج لتضيف قتلي جدداً. القانون فقط هو الذي يحسم هذا الإجرام الوحشي، عندما يغيب القانون تتحول الدولة إلي غابة يأخذ كل قوي فيها حقه بيده. مطلوب أن يرتفع الجميع فوق المسئولية وترفع الدولة عصا القانون في وجه الخارجين عليه. زيارة رئيس الوزراء إلي أسوان رغم أنها مقبولة شكلا إلا أنها فشلت موضوعا ومضمونا، «محلب» ذهب إلي القتلة يقول لهم عشان خاطري بلاش قتل وسفك دماء، هؤلاء لو كانوا عقلاء، ويعرفون حرمة الدم، ما كانت نقطة دم واحدة سالت بدون ذنب.. هؤلاء لا يرتدعون إلا بسيف القانون، تطبيق القانون أولاً، قبل التفكير في أي جلسات طبطبة، وتطييب خواطر، إن بشاعة التشفي المتبادل بين العائلتين في قتل وحرق وسلخ وذبح لرجال وأطفال ونساء، ونقلهم فوق عربات كارو إلي المشرحة لعدم وجود سيارات اسعاف إساءة إلي الانسانية وإلي الكرامة وحرمة الموتي وسبة في جبين الدولة، هذه الصورة البشعة التي تتدلي فيها جثث القتلي من فوق عربات الكارو كالذبائح رسمها أبناء عائلتي الدابودية والهلالية بالرصاص والنار الإعلام، هذه الصور وراءها مغيبو العقول وليس الصحف التي نشرتها ، والاعلام عرضها لتكشف بشاعة هذا العنف والتحذير منه، والاستغاثة بالدولة لوقفه. الإعلام لا يتشفي ولكن العقول العفنة هي التي رسمت سلسال الدم. نريد لهذه الأزمة أن تنتهي بالقانون وبهيبة الدولة، ولا نريد لها أن تتكرر في أي مكان آخر، نريد رسم صورة للإنسانية والكرامة، والعزة، ننتظر أسوان الطيبة الهادئة أن تستقبل ضيوفها وترحب بهم،وتشفي جراحها كل ذلك بالقانون وبالعقل الباقي في رؤس الأهالي.