اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم الجمعة أن الربيع العربي حطم صورة النموذج الديمقراطي الذى اتسم به الحكم الذاتي في كردستان الذى طالما أشادت به الولاياتالمتحدة باعتباره نموذجًا يمكن أن يحتذى بالنسبة لباقي أجزاء العراق والشرق الأوسط والذي انهار بسبب ممارسة القيادات الكردية أعمال القمع الوحشي المصحوب بالعنف ضد مظاهرات احتجاج المنشقين. وأشارت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني مساء اليوم أن انتفاضة "الربيع الكردى" انطلقت بتلك المنطقة التي تشبه القوس بالشمال العراقي - التي غالبًا ما يتم إغفالها - في منتصف شهر فبراير الماضي تضامنا مع المصريين والتونسيين الذين أطاحوا بالحكام الطغاة فى بلادهم وأضافت:"إلا أن النتائج بالنسبة للتجربة الكردية كانت مختلفة تماما حيث كشفت بعد مرور 62 يوما وسقوط مالا يقل عن عشرة قتلى عن أن الحرية أملا بعيد المنال بعد انضرب الأكراد حلفاء واشنطن المقربين بشدة وبقوة ضارية المتظاهرين الأمر الذى حطم الصورة التي تم رسمها بعناية لكردستان كجزيرة للديموقراطية وسط محيط الديكتاتورية الإقليمية. وأوضحت الصحيفة أن كل ماتبقى من الثورة القليل من الملصقات شاحبة المعالم لأول ضحايا الثورة البالغ من العمر 16 عاما وآثار الحرائق التى اضرمتها قوات الأمن بخيام المتظاهرين فضلا عن اسهامها فى تعميق الأزمة السياسية في هذا الأقليم الذى يتمتع بشبه الاستقلال الذاتى بالشمال العراقى. وذهبت الصحيفة إلى أن ماحدث في كردستان العراق بدد أيضا طموح الجماعات العرقية الكردية المحرومة من الحصانة خارج العراق الموجودة في سوريا وتركيا وإيران الذين طالما اعتبروا ان الحكم الذاتى المحدود الذى يمارس من جانب أشقائهم فى العراق بأنه النموذج الذي ينبغى عليهم أن يحققوه .