مجنون من يتوهم ولو للحظة ان تجار اعضاء البشر ومستوردي الاغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة ولصوص الأراضي ومحتكري ثروات الشعب ومافيا تصدير الغاز الي اسرائيل ومزوري الانتخابات وجلادي البشر ومجرمي الوطن في حق ابناء الشوارع وسكان المقابر ومدمري الصحة العامة وافقار الشعب المصري ومفصلي قوانين الضلال والبهتان ان يتركوا موجة الحكم والسلطة دون ركوبها... معتوه من يتجاهل الاموال التي ستنفق لتأمين جرائم هؤلاء من خلال ترسيخ نظام يحافظ علي جرائم ثلاثين عام قهرا وفسادا واستبداداً... هؤلاء يريدون عودة الي جريمة الخصخصة وبيع مقومات الشعب من جديد... هؤلاء يريدون تنشيط تهريب الاموال الي خزائن عصابات اليهود والصهاينة في أوروبا وأمريكا... ورواج بضاعتهم في استيراد الموت في شكل غذاء ودواء ومبيدات... انهم يريدون نظاماً يغلق ملفاتهم ويمحو من ذاكرة الامة تاريخ اقتصادهم الاسود... انهم يريدون الابقاء علي مئات الالوف من البلطجية التي شكلت تحت رعاية وعناية العادلي ومولت من اموال واحتكار رجال نهب المال العام لتكون سلاح ردع المعارضين وتأديبهم... ويدشنون حاليا عربون احتلال البرلمان القادم ليكون اشد تصفيقا وبلطجة وتزويرا وتقنينا للباطل وتفصيلا لقوانين الزور لخنق كل من يريد او ينطق بكلمة حق في وجه جور الحاكم. نعم الآن رؤوس الفساد والاستبداد تتحدي دماء وارواح الشهداء وعيون المصابين التي نزعت من شباب ما اروعهم... الآن يخرجون من مخابئهم لاحياء نظام غاب ثلاثين عاما يترك جنوده علي الحدود عشرات المرات للقنص دون ان تعتذر إسرائيل... والمرة الوحيدة التي اعتذرت فيها كانت بعد ثورة 25 يناير التي حطمت رؤوس الظلم والقهر وأسقطت الجماهير علم اسرائيل من فوق سفارتها. وكانت رسالة الجماهير انها لن تصمت بعد اليوم. وفي رأيي ان جريمة الثورة انها لم تحكم... فانتقلت البلاد من فشل الي فشل... لان من حكم كان معظمه ذيول واذناب نظام ما قبل 25 يناير... فنجحوا ان يفرغوا الثورة من مضمونها... وان يصدروا للشارع زورا وبهتانا ان من قام بالثورة ما هم الا مجموعة عملاء وخونة... رغم ان الشعب المصري وشبابه وفتياته امتلأت بهم الشوارع والميادين... ولو كانوا فعلا خونة وعملاء كما يردد اذناب وذيول الوطني لتصدي لهم الشعب المصري... وأيضا لو كان أذناب وكهنة الوطني لديهم ذرة من الوطنية لتصدوا لهم... ولكن ستظل ثورة 25 يناير عنوانا رائعا لضرب مافيا الفساد والاحتكار والاستبداد... وستبقي جريمتها انها كانت حسنة النية عندما تركت الحكم لعصابات تواصل رحلة تأمين لصوص الوطن... وجلاديه ومستبديه... وقريبا جدا سيعود لصوص البلاد متوجين برايات العودة والنصر بعد تدميرهم لمقومات شعب وإفقاره ونشر الامراض في صفوفه ونهب خيراته وتهريب امواله. سيعود كل لصوص الوطن... وستمنح النياشين لحسين سالم وبطرس غالي وممدوح اسماعيل ورجال جمال... وسيخرج اللصوص من الزنازين وستقلع الطائرات وتفتح صالات كبار الزوار وستؤدي التحية لهم ذهابا وايابا... ولما لا وقد أغلقت ملفات جرائمهم وطلوا من شاشات الفضائيات... وبمنتهي الفجر والتبجح يعودون ليتصدروا المشهد... ولكن... دعوهم يفرحوا فان فرحهم لن يدوم... فهم لا ينطقون الا كذبا وإفكا... قريبا سيندمون علي انهم لم يكتفوا بثورة بيضاء أقصتهم عن الحكم... وسيعلمون جيدا ان ليست كل الثورات بيضاء... وسيعلم الحاكم حينها ان اندل من أنجبتهم الأرض هم هؤلاء... فقد تركوا حزبهم وصرحهم المطل علي النيل وموطئ جرمهم وفسادهم واستبدادهم وقهرهم للشعب يحرق في سماء القاهرة لمدة اسبوع دون ان يتبرعوا بكوب ماء... واول من اشهر الخناجر في ظهر وصدر ولي نعمتهم كان هؤلاء.