أصدر الكاتب الصحفى ماهر مقلد روايته الثانية باسم صمت الجبال عن دار الأدهم للنشر والتوزيع وهى رواية تعكس الحياة فى القرية المصرية بكل تفاصيلها .. وتجسد الرواية بدقة عالم القرية المصرية وشخوصه والتباينات الطبقية بطريقة غير مألوفة . وينتقل المؤلف فى صمت الجبال بين أبطال الرواية بشكل رشيق يجعل القارىء فى انتظار تطورات الأحداث . والرواية مزيج ما بين السرد الممتع و الحوار الذى يجرى على السنة . وتبدأ الرواية بقصة حياة أم بسيطة تبيع اللبن لسكان المدينة القريبة من القرية، وسرعان ما تتصاعد الأحداث وتظهر صورة عفاف الفتاة المتعلمة التى ينتظر كل سكان القرية حفل زفافها ولكن قبل الزفاف تحدث جريمة قتل لعمها وتتوقف كل الترتيبات وتدخل القرية فى صراع كبيرللبحث عن من قتل عم عفاف وتظهر فى نهاية الرواية إبعاد الجريمة الكبرى . صمت الجبال عمل أدبى لكاتب له تجربة وحيدة من قبل هى رواية الشيخ وحشى ولكنها تطورت موهبته فى صمت الجبال بشكل لافت، حيث يعكس فيها واقع القرية المصرية أينما كانت فى مصر . فالقارئ يكتشف أن أحداث الرواية وقعت بتفاصيلها الصغيرة فى قريته بالدلتا ويتيقن القارئ فى صعيد مصر أن هذه الرواية حدثت فى الصعيد، ونفس الشعور يخالج قارئ الرواية فى محافظاتالفيوم أو الشرقية ومدن القناة. فى صمت الجبال يقترب ماهر مقلد كثيرا من رواية الأرض للعملاق عبد الرحمن الشرقاوى، حيث تجد ارتباط المصرى بالأرض وبالدين وكفاح المرأة وتنوع شخصيات الرواية لتتسع لكل أطياف المجتمع الصغير . أيضا هى ممتعة من حيث السرد كما فعل المبدع يوسف أدريس فى رواية البيضاء ، وهى عميقة من حيث تحليل النفس البشرية كما صاغ الاديب الموهب إحسان عبد القدوس فى روايتيه بئر الحرمان وثقوب فى الثوب الأسود . صمت الجبال عالم شبيه برواية شجرة البؤس للكبير توفيق الحكيم ما يميز هذا العمل هو سهولة اللغة وبساطتها وعدم لجوء المؤلف للعبارات المنمقة لكنه يكتب بطريقة السهل الممتنع . وتتميز الرواية انها لكاتب له تجربة وحيدة من قبل لكن فى صمت الجبال كما فى روايته الأولى الشيخ وحشى يتمكن بصورة كبيرة من التعبير بكل الصور الواقعية بخيال الأديب عن القرية وعن شخوصها . فى الرواية تتجلى المشاعر الإنسانية بشكل طبيعة فى قصة الحب الخالد بين نبوية الأم بائعة اللبن وزجها الذى يحفظ مجد العائلة وتعكس نبوية بصورة كبيرة وفاء المرأة وإخلاصها لكن تظهر صورة امينة الوقية للزوجة لكنها قررت أن تمنح نفسها حق القصاص وتضحى ببنفسها وإستقرار أطفالها وترتكب الكبيرة ومع هذا كل من قرأ الرواية يشعر بنوع من التعاطف مع أمينة رغم عنادها وقسوتها وجنوحها هى النفس البشرية بتقلباتها وشطوطها . الرواية تتصدرها لوحة للفنان التشكيلى الكبير حامد عويس وهى تعبر بدقة عن عنوانها صمت الجبال .