تعرض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لضغوط شديدة داخل معسكره لإجباره على تغيير حكومته وسياسته عقب الهزيمة الشديدة التى تعرض لها الاشتراكيون في الانتخابات البلدية. وقالت صحيفة ليبراسيون (يسار) «الرئيس بات عاريا» معتبرة ان «هولاند» الذي لطالما رفض التحرك تحت الضغط لن يتمكن من التهرب وسيتعين عليه كشف نواياه بشكل سريع جدا. وعبرت الصحافة عن حجم الكارثة التي لحقت برئيس الدولة في هذا الاختبار الانتخابي الاول منذ وصوله الى السلطة في مايو 2012 فتحدثت عن «هزيمة» و«صفعة وضربة» «عقوبة» و«رفض». وبخسارته ما لا يقل عن 155 مدينة يزيد عدد سكانها على تسعة آلاف نسمة، بعضها كان يصوت مع الاشتراكيين منذ أكثر من مائة عام، فان المعسكر الاشتراكي يتخلى لليمين عن صفة السلطة المحلية الاولى التي اكتسبها في الانتخابات البلدية السابقة عام 2008. وبعدما كان اليمين المتطرف شبه غائب على المستوى المحلي، فاز ب11 بلدية في بلدات يزيد عدد سكانها على تسعة آلاف نسمة، ما حمل زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن على الإعلان عن مرحلة جديدة في تاريخ حزبها. ويبدو تغيير رئيس الوزراء شبه محتوم بعدما كان مطروحا منذ أسابيع، وطالب به اليمين وقسم من اليسار طوال الليل الماضي. ورأت العديد من الصحف في افتتاحياتها ان هذه الهزيمة الانتخابية يفترض منطقيا ان تحسم مصير رئيس الوزراء جان مارك آيرولت الذي طبق سياسة فرنسا منذ نحو سنتين. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «بي في آ» لحساب صحيفتي لو باريزيان وأوجوردوي آن فرانس أن 74% من الفرنسيين لا يودون بقاء آيرولت على رأس الحكومة. وألمحت أوساط «هولاند» بوضوح الى انه تلقى الرسالة وقال مقربون منه «انها هزيمة، لن نراوغ» غير انه لم يرشح اي شيء في الوقت الحاضر حول التوقيت والظروف التي سيختارها الرئيس لإعلان موقفه. وقال وزير الداخلية مانويل فالس الذي يرد اسمه لتولي رئاسة الحكومة المقبلة «إن الناخبين أعربوا عن تطلعات شديدة وأحيانا عن غضب» مقرا بشكل صريح «انها هزيمة محلية ووطنية حقيقية لليسار والحكومة.