قلت أمس لو أن اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الذى عقد بجامعة المنصورة كان أشد حسماً وحزماً بشأن التعامل مع الجرائم التى يرتكبها الأساتذة والطلاب من جماعة الإخوان، لما رأينا ما حدث أمس مثلاً فى جامعة الزقازيق عندما قام الطلاب بترويع زملائهم ومحاولتهم تعطيل ما تبقى من العام الدراسى الذى استنزفه الإخوان فى مهاترات وإجرام.. كنت أتوقع أن تكون هناك قرارات نافذة وحاسمة بشأن الأستاذ المخالف قبل الطالب، فالذى يفعله الطلاب يأتى بتشجيع من هذه الفئة من الأساتذة الذين يعملون لحساب الجماعة والتنظيم الدولى الذى رأى خلال اجتماعاته الأخيرة، أن خير وسيلة له لإثارة البلبلة والفوضى بالبلاد هى تحريك طلاب الجامعات واستغلالهم فى كل أعمال الترويع، فكل طالب حتماً سيؤثر فى أسرته وشارعه ومن هذا المنطلق يتحقق هدف التنظيم.. صحيح أن اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، جدد البرتوكول الأمنى مع الداخلية، لكن هذا غير كاف على الإطلاق طالما أن عمليات الردع لهؤلاء الطلاب المجرمين الذين يحملون الأسلحة ويطلقون الخرطوش والشماريخ داخل الحرم الجامعى، وطالما أن الأساتذة الذين يحرضونهم لا يجدون من يردعهم، فسنجد تكرار هذه المواقف الغريبة والشاذة! كنت أتوقع من المجلس الأعلى للجامعات أن يعقد لجان تأديب فورية للطلاب والأساتذة الذين يتبعون طرق الإجرام وفصلهم من محاريب العلم، وإحالتهم الى النيابة العامة للتصرف بشأنهم ومحاكمتهم على جرائمهم البشعة، ولا تأخذكم بهم رأفة، لأنهم هم لا تأخذهم رأفة ورحمة بنا وبالوطن الذى يعيشون على أرضه.. وصحيح أن جامعة القاهرة اتخذت قبل عدة أيام قراراً بفصل 23 طالباً متورطين فى الأحداث، ولم يتم حتى الآن هذا الفصل، وكنت أتوقع أن تقوم الجامعة بنشر أسماء هؤلاء الطلاب فى وسائل الإعلام المختلفة وتقوم باقى الجامعات الأخرى بنفس الشىء، ساعتها لن تجد طالباً واحداً يحمل سلاحاً أو خرطوشاً أو «مولوتوف» وهو ذاهب الى جامعة لتلقى العلم!!! كان يجب أن تكون توصيات المجلس الأعلى للجامعات حاسمة ورادعة، لا أن تحمل كلاماً إنشائياً لا فائدة منه على أرض الواقع.. مصر الآن فى معركة، ضد الإرهاب وأصحابه، وعيب على الجامعات أن يكون من بين أساتذتها وطلابها إرهابيون وتتركهم هكذا دون رادع.. وليس ما يقوم به الأساتذة والطلاب فى إطار حرية الفكر والرأى، فلا رأى ولا فكر مع من يحمل الخرطوش والمولوتوف فعملية اطلاق نار داخل ساحات الجامعات كارثة بكل المقاييس والمعايير يجب ألا تمر مرور الكرام. لقد روى الطلاب المصابون حكايات فى هذا الشأن يشيب لها شعر الرأس، عندما قالوا وأن طلاب الجامعة من تنظيم الإخوان دخلوا قاعات المحاضر بجامعة القاهرة وأطلقوا من نوافذها الخرطوش والرصاص.. فماذا ننتظر بعد ذلك؟!