دعا رئيس المؤتمر الشعبى اللبنانى كمال شاتيلا "ناصري" إلى التمييز بين المقاومة ضد العدو الإسرائيلى الذى يحتل أرض لبنان، وبين حزب الله كحالة سياسية لبنانية تخطئ وتصيب فى سياساتها وتحالفاتها مثل أى طرف لبنانى آخر. وقال شاتيلا فى لقاء له مع كوادر شبابية فى هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا التابعة للمؤتمر الشعبى إنه بالرغم من وجود مادة فى القرار 1701 تنص على وضع مزارع شبعا تحت رعاية الأممالمتحدة إلى حين ترسيم حدود المزارع بين لبنان وسوريا، فإن تحالف 14 آذار لم يقوموا بأى جهد سياسى من أجل تحرير المزارع ولم يقدموا لأهالى المنطقة أى مشروع تنموي. وأضاف: اليوم ومن خلال لجنة البيان الوزارى فإن تحالف 14 آذار لا يطرح كيفية استعادة مزارع شبعا، بل يركز اهتمامه على تجريد لبنان من حق الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه من العدو، عبر شطب دور المقاومة كحالة دفاعية تتكامل مع الجيش اللبناني. ورأى أن الخلافات بين 14 آذار وحزب الله عادية فى حالة لبنان وهى خلافات سياسية موجودة داخل قوى 14 آذار نفسها، لكن الخلط بين ما تعتبره 14 آذار أخطاء من حزب الله وبين المقاومة كحق دفاعى للبنانيين ضد العدو الإسرائيلى الطامع بأرضنا ومياهنا، يعتبر انحرافًا عن أبسط المبادئ الوطنية. فالمقاومة ليست موضوع حساسية شيعية – سنية، كما يتصرف تيار المستقبل، الذى لو كان حريصاً حقاً على المسلمين السنّة لكان أول من طالب بتحرير المزارع لأن معظم أهاليها من الطائفة السنية . واعتبر شاتيلا أن موقف تيار المستقبل غير سنى وغير وطنى . وينسجم مع أطروحات أجنبية وقواتية (نسبة لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع ) على وجه التحديد. وحول مقولة انضمام المقاومة للجيش قال شاتيلا: هذا كلام اللامعقول لأن الجيش غير قادر على استيعابها، ثم لو حدث ذلك فان العدو الإسرائيلى يسهل عليه ضرب جميع مواقع الجيش الذى لا يمتلك الآن أى سلاح جوى ولا دفاع جوى صاروخى يردع العدو من العدوان. وقال إنه إذا كانت قوى 14 آذار حريصة على دور الدولة فلماذا لم تبنٍ هذه الدولة وهى التى حكمت لبنان عشرين عاماً لماذا لم تزوّد الجيش بأسلحة رادعة وهى التى أوقعت لبنان بمديونية 61 مليار دولار، هؤلاء الذين مارسوا الحكم آخر من يحق له الكلام عن بناء الدولة. وتساءل شاتيلا: من كلّف وزراء 14 آذار التكلّم باسم الجيش اللبناني، نحن لم نسمع من القيادة العسكرية برئاسة العماد جان قهوجى أنه قال لسنا بحاجة إلى المقاومة ولم نسمعه يقول إن الجيش بقواه الحالية قادر على ردع العدو الصهيونى فى أى اعتداء على لبنان بدون تعاون الجيش والمقاومة. وقال: إذا كان حزب الله فى سياساته اللبنانية غير معصوم عن ارتكاب أخطاء، ومنها أخطاء بحقنا، فإن المقاومة لا تعنيه وحده ولا تعنى أى مذهب وحده، أنها حق لبنان بامتياز، وجزء من السيادة والاستقلال والكرامة والقلب الدفاعى للوطنية اللبنانية. ومن لديه حس وطنى وحب للسيادة والاستقلال ومن يعتبر إسرائيل العنصرية عدواً للإسلام والمسيحية عليه أن يتمسك بحق لبنان المقدس فى مقاومة الاحتلال وفى الدفاع عن الأرض والشرف الوطنى والكرامة العربية.