خرج من منزله مودعاً زوجته وأولاده للجهاد في سبيل الله - هكذا يتخيل - وفي الطريق وقبل تنفيذه لعملية انتحارية شاءت إرادة الله ان تقبض عليه قبل تنفيذه لجريمته.. وبعد التحقيق الأولي معه.. داهمت الشرطة منزله ليفاجأوا برسالة رومانسية تركها «المغفل» لزوجته يقول لها فيها: «سامحيني يا زوجتي العريزة. إنها الجنة» أي ان صاحبنا خرج لتفجير نفسه في أي منشأة شرطية أو عسكرية أو محطة مترو كل ذلك حتي يفوز بالجنة!! والأسبوع الماضي تكررت نفس القصة بكل تفاصيلها عندما قتلت الشرطة انتحاريا وبعدها عثروا علي رسالة تركها «المغفل رقم 2» وهو يقول لأهله أنه ذاهب للشهادة من أجل الخلاقة الإسلامية ومن قبل هولاء جميعاً مازلنا نذكر منفذ المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية، والذي يدعي وليد بدر فهذا الإرهابي تحدث في الفيديو الذي بثته جماعة أنصار بيت المقدس وكأن سيادته ذاهب لتحرير بيت المقدس عن طريق تفجير نفسه في موكب الوزير والسؤال الذي يتبادر للذهن هنا ما الذي يدعو إنساناً للتضحية بروحه ذاتها ويفجر نفسه في عملية انتحارية؟! لا تقل لي ان المال هو السبب.. فهذا غير منطقي بالمرة.. لان الإنسان قد يسير في مظاهرة إخوانية من أجل المال حتي يستمتع في حياته بالمال الحرام أما ان يلجأ لقتل نفسه فهذا علي درجة من درجات التضحية والفداء!! فما هي القضية التي يضحي الإنسان بروحه نفسها فداء لها؟! بالتأكيد هؤلاء البشر تعرضوا لأعلي درجة من درجات غسيل المخ.. حتي اقنعتهم الجماعة الإرهابية بانهم يرتكبون مثل هذه الجرائم والعمليات الانتحارية فداء للإسلام ونصرة لدينه الحنيف بل إنهم يحسبون مكاسبهم بعدد الضحايا الذين يسقطون من جراء هذه العمليات. والسؤال التالي هو من هؤلاء الأشخاص الذين ينجح الإخوان بمهارة شديدة في شحنهم وغسل أدمغتهم؟! للإجابة عن هذا السؤال لابد وان نستعرض قائمة الذين قاموا بعمليات انتحارية مؤخراً.. سنجد ان أغلبهم جهلاء وأنصاف متعلمين لان المتعلم يصعب «غسل» دماغه.. مهما استخدمت الجماعة من مساحيق فلابد وان يكون «فارغ» العقل والنفس والوجدان بلا علمٍ ولا ثقافة يميل للعنف في سلوكياته حتي ان بعضهم كان متطرفاً في الفسق والفجور قبل ان يقع في براثن العصابة الإرهابية.. لان «فيروس» الإخوان لا ينتشر ولا يتغلغل إلا في ظل الفقر والجهل.. لذلك كان أول من استجاب لدعوة حسن البنا في تكوين تنظيمه هم مجموعة من ستة أفراد هم كالتالي: حافظ عبدالحميد «نجار» بالحي الأفرنجي. أحمد الحصري «حلاق» بشارع الجامع بالإسماعيلية. فؤادإبراهيم «مكوجي» بالحي الأفرنجي. عبدالرحمن حسب الله «سائق» بشركة القنال. إسماعيل عز «جنايني» بشركة القنال. زكي المغربي «عجلاتي» بشارع السوق بالإسماعيلية.. هؤلاء هم الكتيبة التي شكل منها حسن البنا جماعته .. إذا القوة الضاربة لجماعة الإخوان ضمت عجلاتي ومكوجي وجنايني وسائق وحلاق ونجار!! ومع كل الاحترام لأصحاب هذه المهن ورجالها إلا ان ذلك يعني ان هؤلاء من أهالينا البسطاء.. ليس من بينهم أديب ولا مثقف ولا صاحب فكر.. فهؤلاء «اسلس» في القيادة وأسرع في تسليم عقولهم لمن يملك «الشحن وغسل الأدمغة».. فلا يمكن لمثقف ان يقع فريسة لجماعة مبدأها السمع والطاعة.. أما البسطاء فهم أسري في يد البنا يقنعهم بما يشاء ويصور لهم ما يشاء.. بل ويحشي أدمغتهم بكل فكر منحرف.. وظل الإخوان علي دستور زعيمهم ومؤسسهم حتي الآن فالبسطاء هم هدفهم الأسمي.. لذلك لا يستغرب ان أغلب فرائسهم من البسطاء والجهلاء وعديمي العقل.. لذلك تجد قيادات الإخوان يعادون الفكر والثقافة لان هؤلاء يقاومون فيروسهم ويمنعون انتشاره وتغلغله.. باختصار المهمة الوحيدة التي نجحت فيها الجماعة هي «استحمار» البشر..