وتوالي ظهور الجماعات والجمعيات الإسلامية الممثلة في جماعة الشبان المسلمين يمكن القول إن تاريخ مصر الحديث, ليس فقط هو تاريخ تلك المعارك السياسية العنيفة والمضطربة التي تصادمت فيها الشخصيات والأحزاب في تسابقها علي الحكم, وإنما هو ايضا تاريخ لأحد فصول تلك الدراما الطويلة التي تدور رحاها منذ نهاية القرن الثامن عشر في العقول الإسلامية, بعد احتكاك الإسلام بالحضارة الغربية, وهنا تكمن القيمة الحقيقية لهذا التاريخ. فمنذ عصر الخديو إسماعيل, وجمال الدين الأفغاني, الذي ساقه القدر إلي القاهرة في إحدي رحلاته, يدعو بحماس وعزم إلي إصلاح ديني, وقد استمرت هذه الدعوة وتطورت ولكن بعد أن أفرغت من محتواها الثوري علي يد تلميذه الشيخ محمد عبده الذي ظل حتي موته عام1905 يبشر بتطور بطئ متنام للإسلام حتي يتلاءم مع العصر الحديث وليس من السهولة علي الدوام أن نوضح أثر هذين الرائدين علي الجيل الذي تلاهما ومع ذلك فثمة شيء مؤكد, ذلك انه عندما تبذل المحاولات لجعل الدين يتوافق مع العلم الحديث, وعندما تتقبل إعادة النظر في الشريعة الإسلامية كضرورة حتي تتسق مع مقتضيات العصر,فلابد ان ندخل في اعتبارنا أن جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده هما اللذان هيآ النفوس بالتدريج لتقبل مفهوم للدولة وللدين يختلف عن مفهومها في القرن السابق وغداة الحرب العالمية الأولي, شاءت الظروف أن يجعل علماء الأزهر من أنفسهم في هذا الصدد المثل المحسوس والمؤلم علي صحة هذه الدعوة( مارسيل كولومب: تطور مصر, ص157). بعد ثورة1919, وهزيمة تركيا, وتهافت الخلافة قبل سقوطها رسميا, تزايدت الأفكار التجديدية ذات الطابع المدني الحديث( المرجع السابق, ص158) ومن العوامل المهمة التي ساعدت علي نشاط الفكر العلماني والقومي إلغاء مصطفي كمال أتاتورك للخلافة الإسلامية سنة1924 وتحويله تركيا إلي دولة علمانية, وقد أدي ذلك إلي ظهور مؤلفات تنتهج نهجا علمانيا في مقدمتها كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي ألفه الشيخ علي عبدالرازق القاضي بمحكمة المنصورة الشرعية في أغسطس سنة1925( د.ذكريا سليمان بيومي, ص44). وكان من نتيجة الظروف السياسية وما تبعها من صراع فكري بين التيار التحديثي والتيار المحافظ أثر واضح علي الحياة الاجتماعية والذي يقارن الحياة العامة في المدن المصرية فترة ما قبل الحرب الأولي وما بعدها يستطيع أن يدرك أبعاد هذا التغيير. المرجع السابق, ص50 51). وسعي التيار المحافظ لنشر الأفكار الدينية وتوالي ظهور الجماعات والجمعيات الإسلامية الممثلة في جماعة الشبان المسلمين التي نشأت في نهاية عام1927, ثم جماعة الإخوان في عام1928, وغيرهما من الجماعات الدينية. لقد ساند حسن البنا إقامة جمعية الشبان المسلمين عام1927 كما عمل مندوبا محليا لمجلة الفتح التي تأسست حديثا والناطقة بلسان التجمعات الإسلامية المحافظة في ذلك الوقت, والتي أشرف علي تحريرها محيي الدين الخطيب مدير المكتبة السلفية وأحد مؤسسي جمعية الشبان المسلمين( ريتشارد ميتشل: الإخوان المسلمون, ج1, ص24). البدايات: في سبتمبر سنة1927, توجه الشاب حسن البنا إلي مدينة الإسماعيلية, حيث بدأ العمل مدرسا في مدرستها الابتدائية ومنذ الأيام الأولي له هناك, بدأ يحقق ما تمناه في سلك طريق التعليم والإرشاد والدعوة وقد شرع الشيخ البنا في نشر آرائه في مجتمع الإسماعيلية, كان ينتظر ردود الفعل لكي يتبين اتجاهات الناس ثم يكيف خطته مع هذه الظروف, وقد استفاد إلي حد كبير من هذه الدراسة التطبيقية كما استطاع ان يحدد العوامل المؤثرة في هذا المجتمع, والتي حددها بأربعة: العلماء ثم مشايخ الطرق ثم الأعيان ثم رواد الأندية. وكان من أثر محاضرات ودروس البنا أن حضر اليه ستة من الذين تأثروا بها من أهالي الإسماعيلية في إبريل1928 هم: حافظ عبدالحميد نجار, أحمد الحصري حلاق, فؤاد إبراهيم مكوجي, عبدالرحمن حسب الله سائق, إسماعيل عز جنايني, زكي المغربي عجلاتي, وحدثوه في شأن الطريق العملي الذي يجب أن يسلكوه لعزة الإسلام وخير المسلمين, وعرضوا عليه ما يملكون من مال بسيط, وحملوه تبعة أمرهم, فكان القسم والبيعة, وبعد مشاورة معه علي تحديد تسمية أنفسهم قال لهم: نحن إخوة في خدمة الإسلام, فنحن إذن الإخوان المسلمون. وفي الفترة من عام1931( وهو العام الذي أخذت فيه الجماعة صفتها القانونية) إلي عام1932 وهو عام انتقال البنا للعمل بالقاهرة, برز نشاط الجماعة بشكل ملحوظ فقط استطاع البنا أن يوسع من دائرة دعوته إلي خارج الإسماعيلية حيث تمكن وبمجهود ذاتي في الغالب أن يؤسس عددا من الشعب في كل من شبراخيت والمحمودية وأبو صوير وبورسعيد والبحر الصغير والسويس والبلاح وجميعها قريبة من الإسماعيلية. وفي أكتوبر سنة1932 انتقل البنا من الإسماعيلية إلي القاهرة ليزاول عمله كمدرس بمدرسة عباس بالسبتية, وكان ذلك إيذانا بدخول الجماعة مرحلة جديدة. (المرجع السابق, ص25). لقد اندفع حسن البنا في طريق الوعظ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, كرد فعل لما شاهده في القاهرة من سلوك وأفكار بدت له كمحاولات لإضعاف شأن الدين, وشجعه علي مضاعفة نشاطه ما توصل اليه من تحليل للأوضاع الفكرية والاجتماعية السائدة في المجتمع, والأثر المتعاظم لدعاة المدنية الحديثة الذين ركزوا نشاطهم بين الصفوة من المثقفين واستطاعوا ان يستقطبوهم, بينما أهملوا العامة, فانتهز حسن البنا هذه الفرصة وعمل علي نشر فكرته بين هؤلاء العامة الذين يستطيع أن يؤثر فيهم, بما يملك من قوة تأثير خطابية فيحتويهم, خاصة وهو يضرب علي الوتر الديني, وهو نزعة طبيعية وفطرية فيهم. وهو حين تنحدث في المؤتمر الخامس للإخوان والذي انعقد في سنة1939 م 1357 ه بعد عشر سنوات من تأسيسها ذكر ان الإخوان كانت فكرة في نفوس أربعة, ثم تحدث عن العهد الذي قطعه مع هؤلاء ومع غيرهم وعن هموم الأمة التي كانوا يحملونها ويفكرون في علاجها, ليس يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة وما وصلت اليه في مختلف مظاهر حياتها, ونحلل العلل والأدواء ونفكر في العلاج وحسن الداء, ويفيض بناالتأثر لما وصلنا اليه إلي حد البكاء وكم كنا نعجب إذ نري أنفسنا في مثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة والخليعون هاجعون يتسكعون بين المقاهي ويترددون علي أندية الفساد والإتلاف. (السيد يوسف, ج1,ص29) مرحلة التأسيس1928 1945 أوضحنا في الحلقة السابقة مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي شهدتها مصر منذ بدايات القرن العشرين, خاصة بعد الحرب العالمية الأولي.. من تشكل حركة وطنية تطالب بالتحرر والاستقلال وانتشار مفاهيم الديمقراطية والعمل الحزبي وظهور الفكر الاشتراكي وإلغاء الخلافة الإسلامية والتواصل الفكري والثقافي مع الاتجاهات. والمدارس التي اجتاحت العالم وقتها وتبلور اتجاه تحرري حداثي( علماني أو شبه علماني) في مقابل اتجاه محافظ تقليدي مقيد بالأساس علي مرجعية دينية.. وهو ما عبر عنه حسن البنا عقب وصوله للقاهرة للدراسة في كلية دار العلوم عام1924 حيث رأي في القاهرة عالمين بتعبيره معسكر الإباحية ومعسكر الإسلامية.. ويمكن اعتبار البداية الفعلية لظهور فكر الإخوان متمثلة في النشاط الدعوي الوعظ في المقاهي والذي اختبر البنا جدواه وقت دراسته في القاهرة ومقاهيها وتبلور حسب رواية حسن البنا في مارس1928 عندما تجمع حوله ستة أشخاص تأثروا بدروسه في المقاهي والزوايا بالإسماعيلية, عندما تسلم عمله هناك كمعلم, حيث تعاهد الإخوان الستة علي خدمة الإسلام ومبايعة حسن البنا وإطلاق التسمية الإخوان ولكن كان قد سبق هذه التجربة تجربة خاضها حسن البنا مع مجموعة من تلاميذ الإمام محمد عبده وبعض الشخصيات الإسلامية البارزة وبعض أنصار الحزب الوطني بغرض تطوير موقف إسلامي عملي يواجه الإباحية والإلحاد.. فكان إشهار جمعية الشبان المسلمين في نوفمبر1927, توافقت مع قانون الجمعيات وقتها بشأن عدم التدخل في المنازعات السياسية وتمحورها حول النشاط الاجتماعي والثقافي والديني والرياضي, إلا أن دوافع تأسيسها وما عكسه ميثاقها يظهر اقترابها من هموم وأطياف فكرية وسياسية ودينية.. وهنا يبرز السؤال لماذا سعي البنا بعد شهور من إشهار جمعية الشبان المسلمين لتأسيس جماعة الإخوان وهو أحد المؤسسين الأوائل للشبان المسلمين؟.... وهل كان البنا يسعي لتكوين جماعة دينية أم سياسية؟ وما هو مفهوم البنا لجمعية الإخوان ومبتغاها؟ ولم تكن هذه الجمعية الإخوان, مختلفة في شكلها أو أهدافها عن جمعية الشبان المسلمين, غير أن البنا الشاب لم يعتبرها فرعا لهذه الجمعية الأخيرة, مع أنه كان عضوا فيها ولم يقطع صلته معها.. وإذا كان ذلك يعبر عن طموحاته الحركية المستقلة ونزعته القيادية الاستقلالية المبكرة, فإن البنا وكما بين لاحقا لم يكن يري في جمعية الشبان المسلمين سوي جمعية خيرية إسلامية يشكل نشاطها مجرد بعد من أبعاد دعوته الإسلامية الجامعة, ويختلف أسلوبها في الدعوة عن أسلوب الإخوان, ومن هنا, وفي الوقت الذي تعاون الإخوان مع الشبان, فإن البنا عارض فعليا التوحيد بينهما وترك ذلك للمستقبل. (د. فيصل دراج, جمال بارود: الأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية, ج1-48). لم تكن الأهداف التي حددها حسن البنا وصاغها في بداية الأمر واضحة المعالم, فهي لا تعدو الدعوة إلي مكارم الأخلاق والسلوك القويم وسلامة العقيدة وحسن التدين والعبادة وتربية النفس وهي أهداف شديدة العمومية وقضايا معهودة ومكررة.( السيد يوسف, ج1 175). جماعة دينية أم جماعة سياسته؟ السؤال الذي نطرحه هنا: هل تمثل جماعة الإخوان حزبا سياسيا أم جماعة دينية؟!.. في المرحلة التي نتوقف عندها, كان الشيخ حسن البنا حريصا علي إبراز الإخوان باعتبارها جميعة دعوية, تعمل بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة. مترجما ذلك في عدة مذكرات متتالية رفعها ما بين عامي1936 و1939 إلي أولي الأمر من ملك وقادة أحزاب ورؤساء حكومات ووزراء.. إلا أنه خرج في مايو1938 عن طمأنته المعهودة للأحزاب والحكومات بأن الجماعة ليست طرفا سياسيا بل مجرد طرف ناصح أو واعظ, وأعلن التحول من دعوة الكلام وحده إلي دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال, وشدد علي أن الجماعة ستخاصم جميع الزعماء والأحزاب, سواء كانوا في الحكم أم خارجه خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها إن لم يعملوا علي نصرة الإسلام واستعادة حكمه ومجده. وطرح البنا هنا لأول مرة الشعار الإخواني الشهير الذي سيظل يتمسك به الإخوان طوال تاريخهم وحتي الآن الإسلام دين ودولة.. ومصحف وسيف.. لا ينفك واحد من هذين عن الآخر. أشهر البنا بذلك الجماعة كمنظمة ضغط سياسي وأيديولوجي علي الأحزاب والحكومات المصرية كي تتبني إقامة الدولة الإسلامية أكثر مما أشهرها كمنظمة حزبية سياسية, تهدف بنفسها إلي إدارة الحكم. غير أن ذلك كان من شأنه أن يمهد بعد فترة وجيزة للخطوة النوعية التالية, وهي إعلان المؤتمر الخامس( يناير1939) الجماعة كهيئة سياسية ارتبط إعلان الجماعة لنفسها ك هيئة سياسية, أي كحزب سياسي بمصطلحات الثلاثينيات, بالمؤتمر الخامس, إذ تحولت الجماعة هنا من جماعة حيادية تجاه الهيئات السياسية المختلفة إلي طرف من أطرافها. وتبني المؤتمر لأول مرة في تاريخ الجماعة نوعا من المنطلقات النظرية والسياسية المنهجية تجاه أسلوب العمل والموقف من مسائل الحكم والدستور والقانون والخلافة والوحدة العربية والوحدة الإسلامية, والمعاهدة المصرية الإنجليزية الشهيرة بمعاهدة1936, وتنسجم هذه المنطلقات مع دليل نظري وسياسي لمنظمة سياسية, أكثر مما تنسجم مع جماعة دعوة ووعظ وتبليغ. ورغم ذلك كان بإمكان الجماعة أن تدعي في أغسطس1939 بعد إعلان نفسها هيئة سياسية أنها ليست حزبا من الأحزاب يؤيد أو يعارض تبعا لمصلحة حزبية أو شخصية وإنما دعوة إسلامية محمدية, كما كان بإمكان البنا نفسه الذي أعلن في رسالة بين الأمس واليوم(1938) أن الإخوان ليسوا حزبا سياسيا, أن يعلن في4 ابريل1939 أن الإخوان وإن كانوا ليسوا حزبا سياسيا فإن السياسة علي قواعد الإسلام من صميم فكرتهم, ثم يعلن في مرحلة لاحقة أن الإخوان حزب سياسي نظيف.( عبد الرحيم علي: أزمة تيار التجديد-29). الإخوان جماعة دينية تعمل في السياسة, أم هي جماعة سياسية ترفع شعارات دينية, الانشغال بالسياسة من منظور فكري محدد, يعني أن هؤلاء المنشغلين المستغلين يمثلون حزبا من الناحية الموضوعية, فكيف لمن يرفضون الحزبية ويعادون الأحزاب أن يتحزبوا؟!. يريد البنا أن يستثمر الساحة السياسية ولا يتورط فيها, والمشكلة الحقيقية أنه يتزعم حزبا ويريد أن يسمو به علي الآخرين, فهو الحزب الفريد الواحد وقد تحقق فيه الكمال, وامتلك اليقين المطلق والحقيقة التي لا تحتمل الخلاف. لا معني في ظله لوجود أحزاب أخري فارغة, وهو ما يتجلي بشكل صريح مباشر في قول حسن البنا: لا خلاف بين الأحزاب المصرية إلا في مظاهر شكلية وشئون شخصية لا يهتم لها الإخوان, ولهذا فهم ينظرون إلي هذه الأحزاب جميعا نظرة واحدة, ويرفعون دعوتهم وهي ميراث رسول الله صلي الله عليه وسلم فوق هذا المستوي الحزبي كله.( مجموعة رسائل الإمام حسن البنا دار التوزيع والنشر الإسلامية الطبعة الأولي1992 ص215). دعوة الإخوان فوق الجميع, والأحزاب المصرية جميعا أقرب إلي حزب واحد باطل في مواجهة حزب الحق الذي يقوده البنا ولا يحمل اسم الحزب!. سياسة الإخوان هي الإسلام, والاختلاف المسموح به لا ينبغي له أن يتجاوز التفاصيل الصغيرة, أما الإطار العام فلا يحتمل الجدل. الدولة الدينية هي الهدف الأسمي, ومن المنطقي والبديهي أن يقود الإخوان هذه الدولة لأنهم حماة الدين دون غيرهم, ومن الحتمي أن تدفن الظاهرة الحزبية لأنها أداة تنافر وشقاق. حزب واحد يقود, وزعيم واحد بلا منافس, وإصلاح داخلي له الاولوية دون تحديد, والمستقبل بعد ذلك كفيل بالبحث عن نظام سياسي لايتخلي عن الوحدة التي يفرضها الإسلام, والإسلام كما يفهمه البنا. ولقد انتبه المفكر الإسلامي عبدالله النفيسي إلي خطورة الموقف الذي اتخذه حسن البنا من فكره الحزبية, واعتبره نقطة ضعف تعكس غياب النظرية المتكاملة لعلاقاته السياسية داخل مصر فكتب: كانت هناك شبكة من الأحزاب السياسية الموجودة في مصر سبقت تشكيل جماعة الإخوان, وكانت لهذه الأحزاب أدوار سياسية خطيرة ولتلك الأحزاب مؤسساتها وقواعدها الاجتماعية كالوفد مثلا, الذي وصل للحكم أكثر من مرة. ثم إن دعوة البنا المضادة للأحزاب والحزبية قد وترت علاقاته السياسية مع تلك القوي رغم استعداد الأخيرة لقبول جماعة والإخوان كشريك سياسي في الساحة. هذا الموقف المضاد للتعددية السياسية والذي تبناه البنا رحمه الله قد وضع الجماعة في زاوية حادة من حيث علاقاتهم السياسية بالفرقاء السياسيين, وربما قطع الحوار مع كثير من الأحزاب السياسية التي اكتسبت شرعية سياسية واقعية, سواء بصلتها بالهيئة الحاكمة أم بقاعدتها الجماهيرية.( د. عبد الله النفيسي: الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية). والي لقاء. [email protected]