البلد بتتسرق.. الحكومات تصنع آلام الناس والإخوان والأحزاب يتاجرون بآلام الناس.. أنا أفضل دولة مدنية فاسدة عن الفاشية الدينية.. الإخوان قاموا باختراق حتي الحزب ولهم عناصر في الشرطة والجيش.. تلك هي كلمات وحيد حامد في مسلسله الرائع والمهم الجماعة الذي يرصد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين من خلال سيرة حسن البنا حيث يتجلي فكره ودعوته المضادة والمعادية لكل ما هو تنويري، ليبرالي وديمقراطي هي رغبة عارمة في الركوض إلي الوراء عشرات القرون لاسترجاع كل ما هو سلفي، يلهث وراء كل ما هو مرتبط بالمظاهر والقشور البعيدة عن روح الدين وجوهره المحلق، النبيل بل هو تيار يتجاوز حتي العقيدة ليلتحم بالقسوة العارمة والنأي عن تفعيل العقل والجنوح إلي الحفظ والتلقين، والرغبة المتأججة لدي حسن البنا منذ بزوغ نجمه مبكرا في السيطرة، التسيد وشهوة الزعامة. وهو يتمتع بذكاء سياسي، مثابرة وصبر أبرزه ببراعة المسلسل، فهو يكتنز في غياهب ذاته المولعة بالهيمنة هدفا شاهقا وطموحا لا حدود له. وتعتمد الجماعة في تكوينها علي البسطاء علما وثقافة، بروليتاريا منهم »المكوجي«، »العجلاتي«، و»الحلاق« ويعتبر هذا النوع من التغيير أفدح وأخطر أنواع التغيير لأن التحول في المجتمعات يجب أن يبزغ من النخبة والصفوة وليس العكس فتأثير العوام علي الطبقات العليا فكرا وهو ما نجني ثماره المعطوبة اليوم حيث تغلغلت وانتشرت هذه التيارات، هو نذير كارثة فأصبحنا ضحايا اغتصاب الوعي، أتساءل كل نهار ما الذي اغتال روح المصريين وبث الموات والإظلام وغلظة الأفئدة وأبلسة الآخر وكراهية الغرب المطلقة فهو له سلبيات ولكن أليس هو الذي منحنا أعظم الاكتشافات والاختراعات، البنسلين، التخدير، الذرة، الطائرة، السيارة، الكهرباء، التليفون، الكمبيوتر، التليفزيون!! ويبرز المبدع وحيد حامد دور التيار الوهابي في تصعيد وتعزيز الإخوان، والتمثيل يبدو علي مستوي رائع خاصة حسن البنا طفلا وحسن الرداد، أيضا الإخراج والتصوير يحاكي أروع اللوحات التشكيلية ولتكف الأقلام المخترقة في الإيحاء بأن »الجماعة« يروج للإخوان. آه من إرهاب الفكر المتحول دوما إلي رصاص وقنابل.