لجأ آلاف الفنزويليين إلى الشواطئ تلبية لنداء الرئيس نيكولاس مادورو للاحتفال بالكرنفال الوطني بهدف إبعادهم عن أجواء التوتر التي شهدتها العاصمة كراكاس عقب شهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي شهدت قتلى وجرحى. ولكن كثيرا من هؤلاء، وبدلا من الاستمتاع بالبحر جلبوا معهم أحاديث السياسة إلى شاطئ "لامورينا" الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن العاصمة الفنزويلية. ولم تكن مظاهر الاستجمام والاستمتاع بمياه الكاريبي والمشروبات والشواء وموسيقى البوب، كافية لتطغى على أحاديث التضخم ومعدلات الجريمة والخلافات السياسية التي تقسم الفنزويليين. "لن نكف عن هذا الحديث" قال كارلوس ريفيرو الذي يعمل حارسا شخصيا ويبلغ من العمر 32 عاما ويزور شاطئ "لامورينا" مع زوجته قادما من كراكاس. ولتخفيف التوتر بعد مقتل 17 شخصا على الأقل في الاحتجاجات في أسوأ احتجاجات تشهدها فنزويلا أعلن مادورو أن الكرنفال الوطني هذا العام سيكون في أربعة أيام معلنا الجمعة والخميس عطلة رسمية. وقد حاول كثير من المسؤولين الحكوميين الترويج للاحتفال بهذا الكرنفال عبر مواقع التواصل، كما لم تنقطع الدعوات إليه من القنوات التلفزيونية الرسمية. إلا أن هذه الفعالية لم تسهم في جمع صف الفنزويليين، فظلوا منقسمين بين مؤيدين ل"ثورة تشافيز" التي خففت معدلات الفقر برأيهم، بينما تمسك الآخرون بالحديث عن انخفاض مستوى المعيشة ونقص الحاجات الأساسية وارتفاع معدلات العنف وتجاوز مستوى التضخم حاجز 56 بالمائة. المعارضون لمادورو واجهوا حملات الدعوة إلى الشواطئ بالسخرية وأسسوا لهم "شاطئا مؤقتا" في ساحة "بلازا ألتاميرا" إحدى المناطق التي قادوا منها احتجاجاتهم. "ليس هناك أفضل من هذا الشاطئ" لوحة حملتها إحدى المعارضات وهي ترتدي ما يشبه لباس السباحة لتشجيع المارة والسائقين على الانضمام إلى الاحتجاجات..