استولى مسلحون على مطار سيمفروبول في منطقة القرم بأوكرانيا التي تتمتع بحكم ذاتي. وقام رجال يرتدون الزي العسكري ويحملون رشاشات كلاشينكوف بدوريات خارج المطار، لصد اي قوميين اوكرانيين قد يسعون للدخول الى عاصمة شبه الجزيرة الواقعة جنوباوكرانيا والتي تشهد توترات انفصالية شديدة. وأكد مسئول ان المطار يعمل بشكل طبيعي. وقالت مصادر إنه من المستحيل الاقتراب من الرجال العشرة الذين يقومون بالحراسة عند مشارف المطار، وهم يرتدون خوذات وبعضهم يضع قناعا يخفي نصف وجهه، وجميعهم يحملون شارة سوداء عند اعلى ذراعهم اليمنى، ولا يمكن بالتالي معرفة الجيش او التنظيم المسلح الذي ينتمون اليه. واكتفى ناشطون موالون لروسيا يقفون الى جانبهم باللباس المدني ولا يحملون اي سلاح ظاهر، بالقول «لا تعليق». وأجمع الناشطون على القول لوكالة فرانس برس «اننا متطوعون» و«نحن هنا للحفاظ على النظام» و«جئنا خلال الليل الى المطار». وقال احدهم ويدعى انه ضابط سابق في الشرطة متحدثا باسم المجموعة «نحن موجودون هنا لمنع هبوط طائرات تقل فاشيين او راديكاليين قادمين من غرب اوكرانيا». واضاف «سنبقى هنا طالما ان ذلك ضرورى، وسنتناوب مع فرق اخرى». وأكد آخر «نحن هنا للحفاظ على النظام العام، اننا لا نعرقل شيئاً، لكن ان جاءت العصابات القومية، فسوف نقاتلها. سنجد اسلحة ان احتجنا اليها». وكانت وحدات كومندوز قد احتلت صباح أمس الأول مقري البرلمان والحكومة المحليين ورفعت فوقهما العلم الروسي. وبعد بضع ساعات صوت البرلمان في جلسة مغلقة على تنظيم استفتاء في 25مايو لتوسيع الحكم الذاتي في القرم واقالة الحكومة المحلية. وصوت البرلمان الاوكراني أمس على قرار يدعو الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى ضمان سيادة أوكرانيا بعدالتطورات الأخيرة، وضمنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا استقلال اوكرانيا في اتفاقية بودابست الموقعة عام 1994 مقابل تخليها عن الاسلحة النووية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي الذي كانت جزءا منه. ويطلب القرار من الدول الضامنة تأكيد التزاماتها حيال اوكرانيا وبدء «مشاورات فورية (معها) من اجل خفض التوتر». ودعا مجلس الامن القومي والدفاع للانعقاد لبحث الوضع في القرم، على ما اعلن الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف في البرلمان مؤكدا ان المسلحين الذين احتلوا منذ الخميس مقري الحكومة والبرلمان في سيمفروبول بالقرم ارهابيون مسلحون يعملون تحت العلم الروسي. واتهم وزير الداخلية في الحكومة الاوكرانية الانتقالية ارسين افاكوف القوات الروسية بالاجتياح المسلح والاحتلال اثر سيطرة المسلحين على مطارين في القرم احدهما عسكري. وكتب افاكوف في صفحته على فيسبوك «أعتبر ما جرى بمثابة اجتياح مسلح واحتلال وانتهاك لكل الاتفاقيات والمعايير الدولية». وتابع «انه استفزاز مباشر يمكن أن يؤدى لحمام دم مسلح على اراضي دولة ذات سيادة. الامر لم يعد من صلاحيات وزارة الداخلية بل من صلاحية المجلس القومي للامن والدفاع». وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي اجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تعهدت باحترام وحدة أراضي أوكرانيا، مجددا دعوته الى تفادي اي استفزازات. وأوضح أن موسكو أكدت انها لا تقف وراء الاضطرابات في جمهورية القرم في جنوباوكرانيا. واوضح ان لافروف صرح بان المناورات العسكرية القائمة لا علاقة لها بأوكرانيا وكانت محددة سابقا. وشدد كيري «نحن نعتقد انه يتعين على الجميع الان التراجع خطوة وتفادي كل اشكال الاستفزاز». وقالت الولاياتالمتحدة انها تراقب انشطة موسكو العسكرية بعدما وضعت روسيا بعض قواتها في حال التأهب وعمدت بشكل مفاجئ الى استعراض قواتها في المناطق العسكرية الغربية القريبة من اوكرانيا، وفي الوسط للتثبت من جهوزيتها للقتال. واثارت هذه العملية التي يشارك فيها 150 الف عنصر وتستمر حتى 3 مارس، والمقترنة بالتوترات الانفصالية في القرم، مخاوف العديد من الدول الغربية ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا التي اعربت الخميس عن قلقها البالغ. وازاء تسارع الاحداث في اوكرانيا وتصاعد التوتر في جمهورية القرم حيث يتمركز الاسطول الروسي، عبرت لندن ووارسو عن القلق في حين حث الحلف الاطلنطي والولاياتالمتحدةروسيا على تفادي التصعيد. واكدت روسيا من جهتها انها تحترم الاتفاقيات الموقعة مع كييف بشأن الاسطول الروسي في البحر الاسود بالقرم. وأصدرت الحكومة السويسرية أمس أمرا بتجميد ودائع 20 مسئولاً اوكرانيا معظمهم من الوزراء في الحكومة السابقة بما في ذلك ودائع الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش وابنه الكسندر اللذين اطلقت السلطات القضائية تحقيقا ضدهما بتهمة غسيل اموال. ويملك الكسندر يانوكوفيتش الذي تقدر ثروته باكثر من 500 مليون دولار، في جنيف شركة وساطة تحمل اسم ماكو تريدينج متخصصة ببيع الفحم الاوكراني. وقالت وزارة العدل في كانتون جنيف ان المدعي الاول ايف بيرتوسا والكتيبة المالية للشرطة القضائية قاما بعملية تفتيش في شركة اوكرانية يملكها الكسندر يانوكوفيتش الخميس 27 فبراير». وكانت القرم في البدء جزءا من روسيا في اطار الاتحاد السوفياتي، قبل ان يتم إلحاقها بأوكرانيا عام 1954. وهي لا تزال تؤوي الاسطول الروسي في البحر الاسود في منطقتها التاريخية، في مدينة سيباستوبول المطلة على البحر.