حذر الشيخ الدكتور عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الاقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الاحتلال الإسرائيلي من مغبة المساس بالمسجد الاقصى.وقال "الأقصى خط أحمر ولا تنازل عن ذرة تراب واحدة منه ولا علاقة لليهود به من قريب أو بعيد". وأضاف الشيخ عكرمة صبري الحاصل على الدكتوراة في الفقه من جامعة الأزهر في حوار بغزة اليوم:"أن القدس أمانة في أعناق المسلمين وأن الأقصى شأنه شأن المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة،وهو ليس لأهل فلسطين وحدهم بل لجميع العرب والمسلمين". وألغي رئيس الكنيست الإسرائيلي الليلة الماضية النقاش الذي كان مقررا اليوم حول اقتراح قدمه النائب الليكودي المتطرف موشيه فيجلين بفرض ما يسمى "السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى بدلا من الأردنية". ومنحت معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية "وادي عربة" الموقعة عام 1994 الأردن دورا أساسيا فيما يتعلق بالأماكن المقدسة، وتنص على أن إسرائيل تحترم الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس. وحمل الشيخ عكرمة صبري (75 عاما) الحكومة الاسرائيلية مسئولية المساس بحرمة المسجد الاقصى..وقال:"الاقتحامات اليومية من قبل المستوطنين للمسجد تجعله في خطر حتمي وتستهدف فرض واقع جديد وتقسيمه زمانيا ومكانيا ورفع القدسية عن كامل مساحته،فضلا عن أنها استفزاز لمشاعر ملياري مسلم حول العالم". وتبلغ مساحة المسجد الأقصى قرابة 144 دونما (34 فدانا) وله 14 بابا منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي القدس من الصليبيين (عام 835ه - 1187م) وقيل إن عددها أربعة أو خمسة أبواب منها باب الرحمة من الشرق، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثي الواقعة في الجنوب. أما الأبواب التي ما زالت مفتوحة فهي عشرة أبواب (باب المغاربة (لدخول اليهود المتطرفين فقط) ، باب السلسلة، باب المتوضأ ،باب القطانين، باب الحديد، باب الناظر أو المجلس وتتواجد فيه مكاتب إدارة الاوقاف الاسلامية، باب الغوانمة وكلها في الجهة الغربية..وباب العتم "باب شرف الانبياء"، باب حطة، وباب الأسباط في الجهة الشمالية). وقال الشيخ صبري عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر :"ما يزيد الاخطار المحيطة بالاقصى أن الاقتحامات لم تعد مقصورة على الجماعات اليهودية المتطرفة وانما امتدت لتشمل أيضا سياسيين ومسئولين رسميين من وزراء وأعضاء في الكنيست". وتابع:هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل يقظة المصلين وتصدى حراس المسجد التابعين للاوقاف الإسلامية والمرابطين والمرابطات وطلاب العلم لها فى الميدان، حيث لا تجدى الاستنكارات ولا بيانات الشجب والتنديد". وحذر من عواقب محاولات الاحتلال تقسيم الأقصى على غرار ما حدث للمسجد الإبراهيمي في الخليل (جنوب الضفة المحتلة) قائلا: إن مأساة المسجد الإبراهيمي لن تتكرر في المسجد الأقصى بفضل جهود المرابطين وأهل القدس وطلاب العلم الذين لن يسمحوا بذلك. والحرم الإبراهيمي -حيث دفن سيدنا إبراهيم عليه السلام وأبناؤه إسحق ويعقوب وزوجاتهم- هو رابع مسجد أهمية من حيث القدسية بعد المساجد الثلاثة، وبه منبر صلاح الدين الأيوبي المكون من 3600 قطعة خشبية صغيرة مركبة دون مثبت كمسمار أو لاصق ، وقسمته إسرائيل عقب المجزرة التي ارتكبها المستوطن اليهودي المتطرف باروخ جولدشتاين في فبراير 1994 وقتل فيها 29 فلسطينيا وجرح أكثر من مائة آخرين، عندما هاجمهم في صلاة الفجر . وكان التقسيم بحجة السماح لليهود بحرية العبادة، لكن الدوافع التهويدية كانت أكبر، إذ استولت على ما يزيد على 60% من مساحته، وفرضت عليه حصارا مشددا، وقيدت دخول الفلسطينيين وخروجهم إلا بإذن مسبق، وعزلته والبلدة القديمة بالخليل عن محيطها الفلسطيني.