وصف المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية أبوالعز الحريرى، قرار حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، بخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، بأنه "موقف إيجابى". وأكد الحريرى أن حمدين صباحى كان مرشحًا رئاسيًا قويًا فى الانتخابات السابقة، وحصل على العديد من الأصوات وحل ثالثًا، ومن حقه خوض الانتخابات وعرض برنامجه الانتخابى على الشارع المصرى، وفى حال تراجع عن خوضها كان سيوصف بالتخاذل، حيث إن المشهد السياسى بحاجة إلى ترشحه. أما عن أسباب تراجع الإسلامى عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ورئيس حزب مصر القوية، عن الترشح، اعتبر الحريرى أن هذا يعود إلى موقف جماعة الإخوان وليس قرار أبوالفتوح وحده. وأوضح أن حزب مصر القوية هو حزب إخوانى، ومع تراجع الجماعة بعد أن أصبحت مهزومة شعبيًا، كان لا بدّ من تراجع أبو الفتوح صاحب الخلفية الإخوانية عن الترشح، حيث أدركت الجماعة أن استمرارها فى خوض المنافسة "يعرِّيها" أمام الرأى العام، خاصة فى ظل وجود مراقبة دولية متوقعة على الانتخابات المقبلة. واستطرد الحريرى فى حواره مع صحيفة "العرب" اللندنية اليوم الخميس قائلًا: جماعة الإخوان خشيت من خسارة الانتخابات، خصوصًا فى ظل عدم وجود فرصة للتزوير، كما كان فى انتخابات الإعادة السابقة، حيث حصلوا على 10 ملايين صوت مزوّر، وفى ظل عدم وجود مناخ للتلاعب رجحت الجماعة الانسحاب بحجة عدم وجود مناخ ملائم. وقال "إن جماعة الإخوان من الممكن أن تقبل دعم مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة"، فى محاولة منها لإظهار ضخامة عدد أصواته مقارنة بالمشير السيسى، مما يصبّ فى مصلحتهم بالنهاية. وتوقع الحريرى ألا يذهب أعضاء الجماعة السلفية للتصويت فى انتخابات الرئاسة المقبلة فى حالة عدم وجود مرشح مستتر للإخوان، بالرغم من تظاهرهم بتأييد المشير عبدالفتاح السيسي، واصفًا مواقفهم ب"الانتهازية" على طول الخط. وعن المرشح المفضّل من قبل شباب الثورة، توقع عضو مجلس الشعب السابق أن يعيش شباب الثورة حالة من الانقسام إزاء المرشح الأفضل، وسيظل الموقف معلقًا بمدى مصداقية كل مرشح وتاريخه النضالى والتطورات على الساحة السياسية. وفى ما يتعلق بالتعديل الوزارى المرتقب من قبل حكومة حازم الببلاوى، لفت الحريرى إلى أن هذا التعديل ضرورى فى ظل وجود عدد من المقاعد الشاغرة مثل التعاون الدولى بعد استقالة زياد بهاء الدين، ومنصب وزير الإنتاج الحربى بعد وفاة الفريق رضا حافظ، وترشيح وزير التضامن الدكتور أحمد البرعى لتولى منصب مدير منظمة العمل العربية، ووزير الكهرباء الذى تتردّد أنباء عن سوء حالته الصحية. وعن قانون الانتخابات الرئاسية، قال الحريرى "إنه غير كاف، وبه العديد من المواد التى هى بحاجة إلى تعديل، ومن أبرزها المادة 54 التى تنص على: أن كل من يخالف الحدّ الأقصى للإنفاق على الدعاية يعاقب بغرامة عشرين ألف جنيه (نحو 3 آلاف دولار)، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالملايين التى يدفعها المرشح فى الدعاية، كما أن المبلغ المخصص للدعاية الانتخابية ضئيل للغاية. واختتم أبو العز حديثه بالدعوة إلى ضرورة التعامل مع جماعة الإخوان على أنها إرهابية، وعدم التهاون أو التصالح معها، معتبرًا المصالحة معها جريمة فى حق الوطن، فى ظل عدم قبولها بفكرة المصالحة، إلا فى حالة تحقيق مطامعها وأهدافها، واصفًا إياهًا أنها معادية للوطن وتبحث عن الخلافة الإسلامية..