أبرزت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الأضرار التى تسببت فيها العمليات الإرهابية فى سيناء على النشاط الإقتصادى فى قناة السويس, التى تعتبر عصب الحياة الإقتصادية فى مصر ومنطقة الملاحة الأمريكية الرئيسية بين البحرين الأحمر والمتوسط. وأكدت أن المخاوف حول تهديد العمليات الإرهابية لقناة السويس تزايدت بعد أن صوّر مجموعة من الإرهابيين فى سيناء أنفسهم فى أواخر الصيف الماضى وهم يشنون هجوم صاروخى على إحدى سفن الشحن التى كانت تشق طريقها فى القناة. ودعى ذلك مركز "ويست بوينت" لمكافحة الإرهاب لإصدار تقرير حول الخطر المتزايد الذى تواجهه قناة. كما هددت المجموعة بشن المزيد من الهجمات. ورغم وصف أغلب المحللين المجموعة بأنها مجموعة عشوائية من الجهاديين, إلا أن الإرهاب فى سيناء فى الأشهر السابقة، والذى استهدف العديد من خطوط الغاز فيها، بل وأسقط طائرة للجيش المصري، وغيرها من الأعمال الإرهابية أثبت تطوره وقدرته على ضرب أهداف حيوية. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه "أنصار بيت المقدس" فى بياناتها أنها تسعى لتوجيه أكبر ضربة اقتصادية محتملة على النظام الذى تراه "مرتدا عن الإسلام"، حسب زعمها. وفى السياق ذاته, أوضح "ديفيد بارنيت", الباحث فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والمتخصص فى دراسة الجماعات المتمردة بسيناء, قائلًا "اذا كانوا جادين حقا فى استهداف المصالح الاقتصادية للحكومة المصرية، فإن قناة السويس ستكون الأقرب لرأس القائمة، إن لم تكن على رأس القائمة ذاتها". ويتعاظم قلق الاستثمارات الدولية من الخطر المحيط بالقناة مع إنخفاض نقل البضائع من أوروبا والبحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر وآسيا فى عام 2013 بسبب تعطل إمدادات النفط فى ليبيا والصعوبات الخاصة بمصر فى تصدير الغاز الطبيعي.
