أدان الكاتب هنريك مولر فى مقاله بمجلة "دير شبيجل" الألمانية تحميل ألمانيا مسئولية الأزمة التى يتعرض لها اليورو الأوروبى مشيراً إلى أنه ليس من المؤكد ما إذا كانت أغلبية البرلمان سوف تصوت لصالح الحزمة الثانية من الإجراءات لإنقاذ اليونان من الأزمة الاقتصادية التى تعانى من تبعاتها إلى الآن، فى الوقت الذى يحمى فيه الشعب اليونانى حكومته التي تسببت في الأزمة. وانتقد الكاتب انقسام الدول الأوروبية، بدلاً من البقاء جنباً إلى جنب، على مستوى البنوك والبلدان الأوروبية فى ظل الأزمة الاقتصادية، مضيفاً أن تفكك الاتحاد النقدي الأوروبى أصبح الآن سيناريو منطقياً فى ظل المناخ السياسى المسموم الذي ينبئ بانهيار الاتحاد الأوروبى وبالتالى انهيار فكرة الوحدة الأوروبية نفسها. وأشار الكاتب إلى الجهود التى تبذلها الحكومات فى جميع أنحاء القارة لتجنب حدوث هذه الكارثة، مشيراً إلى اللقاء الذى جمع بين الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، باعتبارهم جهات فاعلة فى هذه الدراما؛ حيث توصلوا إلى حل وسط، بالإضافة إلى اللقاء الذى سيجمع قادة الاتحاد الأوروبى خلال قمة الاتحاد الأوروبى، حيث لا تزال هناك فرص لنجاح المشروع الأوروبى على الرغم من محدوديتها. وتابع الكاتب، قائلاً إنه إذا فشل اليورو، فإنه سيتم اعتبار ألمانيا أحد الجناه الأساسيين، مشيراً إلى عامى 2009 و2010، عندما كانت ألمانيا هى الوحيدة فى منطقة اليورو التى تقف موقف الهيمنة الأوروبية -"الهيمنة الخيرية" كما وصفها الكاتب- نظراً لما تتمتع به من اقتصاد قوى، وهياكل اقتصادية صلبة، وكونها أقل الدول من حيث الدين العام. واستنكر الكاتب الموقف الألمانى السابق لافتاً إلى أنه كان بمقدورها أن تقدم الأموال بسخاء، فى وقت مبكر مثلما فعلت الولاياتالمتحدة مع أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فى سبيل إنشاء مؤسسات أوروبية أقوى، بما فى ذلك معاهدة جديدة للاتحاد الأوروبى، قائلاً: "يجب على المستشارة الألمانية ميركل أن تقود أوروبا نحو مستقبل أفضل"، ولكن بدلاً من التمسك بالتقاليد الراسخة التى تعود إلى العصر السابق حيث المستشار كونراد أدينار فى عام 1950 –وهو العصر الذى شهد نهوضاً فى جميع أنحاء البلدان الأوروبية أكثر من أى وقت– فقد فضلت ألمانيا القول إنه لا توجد أموال لمساعدة بلدان جنوب أوروبا الضعيفة. وختاماً، لفت هنريك مولر إلى أن مسألة المصير المشترك لم تعد على رأس أولويات أوروبا، مشيراً إلى أنه "بدلاً من ذلك فضل الحكام التلاعب بمصالح الشعوب، أو بالأحرى ما يعتبره البعض مصالح الشعوب".