استكمالًا لمسلسل العنف والإرهاب الذى أشاعته جماعة الإخوان الإرهابية فى كافة أنحاء مصر، و الذعر الذى سببته للشعب المصرى على إثر تفجيراتهم المتلاحقة فى مناطق متفرقة، تطور إرهاب الجماعة ليصل إلى مرحلة الاغتيالات للقيادات الشرطية، وربما كان هذا متوافقًا مع ما تم تسريبه من تصريحات على لسان المعزول مرسى منذ فترة بأن قائمة الاغتيالات لم تبدأ بعد. وتطور إرهاب الإخوان إلى حد استهداف الشهيد اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، الذى اغتيل وهو مغادرًا لمنزله أمس، ليدق بذلك ناقوس الخطر وينذر بضرورة إقرار حالة الاستنفار الأمنى حقنًا لدماء المزيد من المصريين. من جانبها، علقت سكينة فؤاد مستشارة الرئيس لشئون المرأة، على بدء قائمة الاغتيالات لجماعة الإخوان الإرهابية باللواء محمد سعيد، مساعد وزير الداخلية، قائلة" حين ينعدم الضمير والمبدأ والانتماء للوطن، وكل ما شاهدناه من خروج عن حدود المنطق والعقل، واستعادة الإرهاب مرة أخرى فإن كل شيء متوقع". وأضافت فؤاد بشأن تزامن هذا العمل الإرهابى مع الحديث حول ترشح المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن اغتيال مساعد وزير الداخلية دليلٌ على فشل الجماعة الإرهابية وعجزها عن الاحتفاظ بشرف الجلوس على مقعد حكم مصر، ورعبهم من عدم العودة إلى سدة الحكم مرة أخرى، لافتة إلى أن ترشح الفريق السيسى للرئاسة يعد استجابة لإرادة الجماهير. وأشارت مستشارة الرئيس إلى أنه مع كل نقطة دم تسيل تكتب معها الجماعة الإرهابية وثيقة استحالة وجودها داخل الشعب المصرى، ويقضون على إمكانية تقبل الشعب المصرى لهم، بل ويزيد الشعب صلابة ضدها. وأوضح الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الإستراتيجى، أن الإخوان يشنون حربًا واسعة على مصر، ويسعون إلى إحداث توترات فى كافة مناحى البلاد، من قتل وتفجيرات وإشاعة الفوضى. وأضاف اللاوندى فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" اليوم الأربعاء أنه "واهم" من يظن أن الإرهاب سينتهى قريبًا، ولكنه سيأخذ فترة طويلة إلى أن يتم القضاء عليه تمامًا. ووصف اغتيال الإخوان ل"اللواء محمد السعيد" مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية بأنها "حلاوة روح" بعد إدراجهم ضمن الجماعات الإرهابية. وأشار اللاوندى إلى أن الجماعة الإرهابية لن تقصر أعمالها الإرهابية على الاغتيالات فقط لكنها ستقوم بالمزيد من أعمال الحرق والتفجيرات. واتفق معه الدكتور عبدالله المغازى البرلمانى السابق، إذ أوضح أن قائمة الاغتيالات التى وضعتها الجماعة الإرهابية بالفعل قد بدأت أمس باغتيال اللواء محمد السعيد مساعد وزير الداخلية، مشيرًا إلى أن هذه الاغتيالات هى "الكارت الأخير" للجماعة الإرهابية، متوقعًا استمرار أعمال الاغتيالات إلى نهاية هذا العام. وأضاف المغازى فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أنه يتمنى لو أن هناك دوريات متحركة تصاحب أكبر عدد من قيادات وزارة الداخلية ذهابًا وإيابًا من عملهم، وبذلك لا تكون حراسة دائمة بل متحركة، لافتًا إلى أن إيصال رسالة للموطنين أن عناصر الداخلية ذاتها غير مؤمنة يعطى شعورًا بعدم الطمأنينة. وأكد المغازى ضرورة أن تقحم التكنولوجيا فى الشوارع من خلال وجود كاميرات مراقبة فى شتى الأماكن على غرار الدول الأوروبية، فضلًا عن ضرورة رفع كفاءة الأجهزة الأمنية وإحكام تحصينها. وأشار المغازى إلى أن الاغتيالات ليست بالشيء الجديد على الجماعة الإرهابية بل إنها بدأت حياتها بالاغتيالات ومن ثم التفجيرات، وبذلك تعتبر الجماعة تعيد تاريخها الأسود مرة أخرى. و أبرز اللواء محمد الغبارى، الخبير الإستراتيجى وجهة نظر جديدة، إذ نفى أى علاقة بين اغتيال اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، أمس، وبين موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على إمكانية ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى للرئاسة، موضحاً أنه إذا كان المقصود الربط بين الحدثين لتم اغتيال أحد أفراد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو مهاجمة السيسى ذاته. كما أكد الغبارى فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" أن اللواء محمد السعيد تم استهدافه لأنه يعمل بالجهاز الفنى المكلف بجمع المعلومات حول هذه الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن كافة العاملين فى هذا الجهاز والقائمين على جمع المعلومات المنصبة على الإرهاب مستهدفين، لافتًا إلى أن القائم بالعملية قد يكون الجماعة الإرهابية أحد الجماعات الجهادية التى جندتها الجماعة الإرهابية بالمال. واستنكر الغبارى عدم وجود حراسة على اللواء المغتال، مضيفاً أن العاملين بهذا الجهاز على الأخص يكونوا معروفين ومن ثم يتم استهدافهم، لافتًا إلى أن حرب الإرهاب الآن تعتمد اعتمادًا كلياً وجزئيًا على حجم المعلومات الموجود لدى الطرفين.