المشير عبدالفتاح السيسى، هو مرشح الشعب والقوى السياسية والوطنية لرئاسة الجمهورية وليس مرشح الجيش، اختياره لقيادة البلاد فى هذه المرحلة هو مزاج شعب ولا أحد يستطيع أن يوقف مزاج الشعب المصرى أو يواجهه عندما يقرر شيئًا.. وظيفة القوات المسلحة محددة فى الدستور، هى ملك الشعب، مهمتها حماية البلاد، والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، ولن تتحول إلى حزب سياسى أو مؤسسة اجتماعية، ولن يكون لها مرشح فى الانتخابات، ولن ندعم أحدًا من المرشحين بمن فيهم قائدها العام، وأثقافى انها ستقف على مسافة واحدة من جميع المتنافسين فى الانتخابات، وستحترم قائدها الأعلى الذى سيأتى عن طريق صناديق الانتخابات أيا كان اسمه. تابعت البيان الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد اجتماعه الطارئ أمس الأول، وبعد أن استمعت إليه عدة مرات تأكدت أن المجلس الأعلى تطلع إلى رغبة الجماهير فى ترشح السيسى للرئاسة باحترام وإجلال، واعتبره تكليفًا وإلزامًا، كما اعتبر الإرادة العليا للشعب فى ترشح السيسى للرئاسة أمرًا واجب الاحترام والنفاذ، وقدر المجلس الأعلى ثقة الجماهير فى القائد العام، واعتبرها نداء يفرض عليه الاستجابة له، وبقرار عبقرى ترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقائد العام حرية التصرف فى تلبية رغبة الشعب له بالترشح وفق ضميره الوطنى، ولم يلزمه بشىء، ودعاه إلى تحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه، المجلس الأعلى للقوات المسلحة تصرف وفق تقاليده التى درج عليها، القائد العام رجع إليه لمناقشة رغبة الشعب فى أمر ترشحه، والمجلس ترك له الحق فى الاستجابة، ولم يجبر قائده العام على شىء. واستمع إليه، وقرر السيسى ان ثقة الجماهير فيه نداء يفرض الاستجابة له فى اطار الاختيار الحر لجماهير الشعب، وتجلى فى ذلك قمة الحوار الراقى بين قيادات عسكريين. عبدالفتاح السيسى هو القائد التاسع الذى يحصل على منصب المشير على مستوى القوات المسلحة فى مصر وهو شرف يستحقه، لا يساويه إلا حب المصريين له الذين يتعلقون ببطل يضعون فيه أحلامهم للمستقبل، وأعتقد أن القرار الذى أصدره الرئيس عدلى منصور بمنح الفريق أول عبدالفتاح السيسى رتبة المشير تم بتزكية من القوات المسلحة بتأكيد المجلس الأعلى على أن السيسى منذ توليه منصب وزير الدفاع قام بتطوير القوات المسلحة، ورفع كفاءتها القتالية والارتقاء بمهارات أفرادها وشحذ روحهم، وأعتقد أن السيسى لن يغادر منصبه إلا بعد ترتيب البيت من الداخل وفق القيم المحددة فى ممارسة الوظائف بالقوات المسلحة وأرى أن الأقرب إلى منصب وزير الدفاع بعد استقالة السيسى لخوض الانتخابات الرئاسية، هو الفريق صبحى صدقى رئيس الأركان القائد الميدانى للقوات المسلحة، وإن أصعب قرار سوف يتخذه السيسى خلال الأيام القادمة هو خلع بدلته العسكرية، ولكنه لن يتردد فى تلبية أمر الشعب المصرى له بأن يكون رئيسه، فإن أمر الشعب واجب يفرض عليه الاستجابة، واكمال جميله ببناء مصر الحديثة، كما انقذها من السقوط فى قبضة الإرهاب، وخلفه شعب جاهز للتضحيات من الساعة الخامسة للعمل والإنتاج.