صعّد الداعية التركى فتح الله غولن "حربه" على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إذ توقّع فشل كل محاولات التستّر على "فساد" الحكومة، مرجحًا أن "يندم" على حملة التطهير التى ينفذها ضد أنصاره فى القضاء وأجهزة الأمن. وعلّق وزير الداخلية إفكان ألا على تصريحات غولن، قائلًا إن الأخير وجماعته عاجزان عن تحدى أردوغان "الذى دانت له شعوب المنطقة، من القرم إلى السودان ومن المغرب حتى أندونيسيا، بالشكر والعرفان"، وسأل: "من أنتم حتى نخضع لكم؟ نحن لا ننحنى سوى لله عزّ وجلّ. وفى أول مقابلة تلفزيونية يجريها منذ 16 عامًا، قال غولن للقسم التركى فى تلفزيون "هيئة الإذاعة البريطانية" (بى بى سي)، إنه "لا يعرف إلا قليلًا جدًا عن الأفراد الذين يُنسبون إلى جماعته وعملوا فى أجهزة الأمن على كشف فساد الحكومة"، مستدركًا أنهم "تحرّكوا بوازع دينى وأخلاقى بعدما أزعجهم انتشار الفساد فى شكل كبير فى أوساط الحكومة". ورفض اتهامات الحكومة بأنه أنشأ "دولة موازية" فى المؤسسات الرسمية، لافتًا إلى أن آلافًا من أفراد الشرطة والمدعين العامين الذين عزلتهم حكومة أردوغان، ليسوا أعضاء فى جماعته ويتبنّون أيديولوجيات أخرى. وتابع: "أردوغان كان يعلم بكل عمليات الفساد، بدليل أن أجهزة الاستخبارات حذرته قبل تسعة أشهر، من فساد فى الحكومة، لكنه لم يتحرّك" لمواجهة الأمر، مشددًا على "فشل كل محاولات الحكومة للتستّر على فضائح الفساد". وأكد غولن أنه "ليس نادمًا على خوضه حربًا مع الحكومة»، مضيفًا: "فُرِضت على وهى قدري، وثمة مَن سيندم فى النهاية وسيدفع ثمن أخطائه، ولكن بعد أن يكون أضرّ بتركيا وسمعتها". وأغضب بولنت أرينش، نائب رئيس الوزراء، المعارضة فى تركيا، اذ خاطب جماعة غولن قائلًا: "اعلموا أنه طالما بقيت حكومتنا قوية، أنتم أيضًا ستكونون بخير وقوة ومنعة. أما إذا ذهبت هذه الحكومة، ستذهبون أنتم أيضًا وكل الجماعات الدينية. لا تنسوا كيف كانت الدولة تتعامل مع الجماعات الدينية قبل وصولنا إلى السلطة، وكيف كانت تعتبرها خطرًا ورجعية يجب القضاء عليها". ورأت المعارضة فى كلام أرينش اعترافًا صريحًا من الحكومة بتعاونها سابقًا مع الجماعة ودعمها، على رغم أنها تعتبرها الآن "جماعة انقلابية"، واعتبر "حزب الشعب الجمهوري" المعارض أن هذا التصريح يعكس عجز الحكومة ومدى خوفها من تداعيات الحرب مع غولن على مستقبلها.