ذكرت مجلة (ذي ويكلي ستاندرد) الأمريكية، أن تغطية قناة الجزيرة الفضائية للأحداث في سوريا تغيرت منذ أن تحدث الشيخ يوسف القرضاوي، واعظ القناة، دعماً للثورة السورية، ورد السوريون بالمقابل بمهاجمة قناة الجزيرة وقطر، وهو ما أدى إلى تحويل موقف أمير قطر ضد النظام السوري تماماً. وأوضحت المجلة اليمينية المتشددة، أنه قبل ذلك، وحتى أشهر قليلة مضت، كانت علاقة أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثان، بالرئيس السوري طيبة، ومن ثم تجاهلت قناة الجزيرة انتفاضة شعبه ضد الحكومة. وتابعت المجلة تقريرها حول الجوانب الخفية في علاقة القنوات الفضائية العربية بنظم الحكم، وتأثير تلك العلاقات على التغطية التي تقدمها للأحداث التي تقع ضمن حملة الربيع العربي- فقالت إن تغطية الجزيرة للأحداث في سوريا تحمل نقداً شديداً للنظام السوري في الوقت الذي لا يوجد فيه بث حي من سوريا، كما أن ما يشارك به المعارضون السوريون في الفضائيات مبعثر في أكثر من قناة. وأضافت المجلة أنه قبل ذلك، كانت بين الأسد وبين الرياض بعض المشكلات، أو تحديداً من وقت تورط النظام السوري -حسب الأقاويل- في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي كان صديقاً للعائلة المالكة السعودية، وأحد من ساعدوا على إنشاء وتمويل قناة العربية، وهي قناة مقرها دبي، وكانت في الأصل يُنظر إليها على أنها البديل "المعتدل" لقناة الجزيرة، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى آداة يرد بها السعوديون على منافسيهم في الدوحة. والآن يبدو أن الربيع العربي قد اقترب منهم بشدة. واستطردت المجلة أنه في إطار حرب الفضائيات بين النظم العربية، قام رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، بإنشاء عدد من القنوات الفضائية منها: قناة المستقلة، وقناة الدنيا، التي استخدمها النظام لإهانة قناتي الجزيرة والعربية المملوكتين لقطر والسعودية. وهذا هو السبب الذي جعل قناة مخلوف "الدنيا" تعطي مساحة كبرى ل "الباحث" السوري علي الشعيبي، ليلعن كل موظفي الجزيرة والعربية. وقد دعا الشعيبي الله بأن تُهتك أعراض نسائهم وأن يصابوا بكل أنواع السرطانات! لكن الذي بيَّنه حليف النظام هذا بدون أن يقصد أنه لا يوجد سرطان أشد فتكا مثل ذلك الذي حلَّ بالشعب السوري وعائلة الأسد. وقد قرر مخلوف -الذي تطلق عليه صحيفة (نيويورك تايمز) اسم: "مستر خمسة بالمائة السوري"- أن يعيد إلى مجتمعه ما يقرب من مليار دولار. وهو ما قد يعد خطوة من النظام لإعطاء انطباع جيد لدى واشنطن التي فرضت عقوبات على مخلوف.